الكويت تحتكر كل الألقاب والروح الرياضية للسعودية الأخضر يستكشف نجوم المستقبل ويخسر بهدف الوليد اليمن يرد بقوة على المشككين وجماهيره تكتب التاريخ لقب الشهيد في قبضة أبناء الفهد و لا عزاء للمعايير أزمة الحكام هروب الأجانب والخليجين ! العراق في اختبار صعب ومصير خليجي 21 في سبتمبر سيتوقف التاريخ كثيرا أمام كأس الخليج العشرون..لم تكن مجرد بطولة كروية بين منتخبات الدول الخليجية واليمن والعراق كما عي العادة.. ولكنها كانت دورة غير كل الدورات فلأول مرة تنظم اليمن هذه البطولة.. ولم يكن الأمر سهلا على البلد الذي عاني من هجمات إرهابية قوية في الشهور الماضية ولكن الضربات الإعلامية كانت أقوى وأشد تأثيرا. لم تكن لدى اليمنيين معاناة مع الإرهاب لأن الأمن نجح في السيطرة على الموقف إلا من بعض المحاولات اليائسة من القلة المطاردة..,ولكن إقناع الرأي العام الخليجي بالوضع الآمن في البلاد كان الأصعب. ظل قرار مشاركة عدد كبير من الفرق معلقا حتى اللحظات الأخيرة وبعض الدول قررت المشاركة بالصف الثاني لمجرد تسجيل الحضور ومنهم من جاء متخوف بشدة بل أن مسئولين في بعض الاتحادات الخليجية أعربوا رسميا عن أن أرواح المشاركين مهدده. عندما وصل الأمر إلي هذا الحد لم يكن هناك مفر من تدخل الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية بنفسه في تولي زمام الأمور ليؤكد للجميع أنه وحكومته ستخرج بالبطولة إلي بر الآمان وأن ما يثير التخوف مجرد دعايات كاذبة وبلغ اهتمامه أن تولى رئاسة اللجنة المنظمة في عد من اجتماعاتها . شاركت المنتخبات السعودية ومرت البطولة بخير وبالأمس خرجت المباراة النهائية لوحة تذكارية تسجل لهذه الدولة المكافحة قصة نجاح تتسم بالبساطة والصعوبة في آن واحد. لم يكن المنتخب اليمني طرفا في المباراة النهائية فقد خرج من الدور الأول بخفي حنين مسجلا أقل مستوى له في تاريخ مشاركاته الخمس في المونديال الخليجي..ولكن اليمنيون كسبوا كأس التحدي ..وأظهروا الوجه الحضاري في العشق لبلدهم والفرحة الكبيرة بالحدث الذي تستضيفه. لقد تذكرت وأنا أرى حشود الجماهير تملأ مدرجات ستاد 22 مايو الذي يسع 25 ألف متفرج وكان هناك عدة ألاف خارج الإستاد ولم تتمكن من الدخول تذكرت تلك الصورة التي نراها في الأقاليم المصرية حينما يتعطف المنتخب عليها وينقل إحدى مبارياته الدولية إلي تلك المحافظة البعيدة كان الجمهور اليمني يشعر أنه في عيد وأن اليمن السعيد يجب أن تسعد كل من دخلها فكان الترحيب بنبض مشاعر فياضة صادقة ليست بكلمات جوفاء ربما لا يملك المواطن اليمني البسيط ما يهديه لضيفه ولكن ابتسامته في كل مكان وترحيبه وإحساسك بأنه سعيد من كل قلبه بلقائك أكبر من أي شيء . مكاسب اليمن الكثيرة كسبت اليمن بهذا الصدق وكسبت التحدي الأكبر وبددت الهاجس الإعلامي والمبالغات التي أثارت المخاوف في نفوس كل المشاركين. كسبت اليمن بأن ضربت معنى الوفاء في إطلاق أسم الشهيد فهد الأحمد الصباح على هذه الدورة وكانت تأكيد على العرفان بالجميل لرجل أعطى الرياضة العربية الكثير يكفيه أنه هو الذي أبعد إسرائيل عن المشاركة في دورة الألعاب الأسيوية . كسبت اليمن كل التحديات التي خاضتها في العديد من الجوانب خاصة التنظيمية فقد بذل الجميع جهوده لتقديم أفضل ما لديه .. حدثت أخطاء بسيطة ولكن مع المقارنة بأنه الدورة الأولى التي تقام في هذه البلد تتلاشى بسرعة هذه الثغرات من كشوف التقييم. كسبت اليمن منشات جيدة تم أضافتها للبنية التحتية للبلد منها ستاد جديد في مدينة أبين 40 كيلو متر من عدن يسع لحوالي 25 ألف متفرج .. وتجديد كامل لإستاد 22 مايو في عدن .. وعدد من الفنادق التي تمت إضافتها ووسائل نقل وأجهزة ومعدات وغيرها..,وقبل هذا كله كسبت كوادر بشرية في الكثير من مجالات التنظيم حصلوا على خبرات من العمل في لجان البطولة المختلفة . هذه الصورة البراقة لليمن ليست رأي شخصي لكاتب السطور ولكنها شهادة تقييم لجميع المشاركين.. وأكدتها تصريحات الشيخ أحمد الفهد الأحمد رئيس المجلس الأوليمبي الأسيوي ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم عضو الفيفا وغيرهم الكثيرين من الشخصيات الرياضية والإعلامية التي بهرها الحضور الجماهيري الكثيف في بطولة تعاني دولها من غياب الجماهير عن معظم ملاعبها خاصة الخليجية منها ولهذه الدول تجارب مؤلمة في هذا المجال حيث كان خروج فريق البلد المضيف يعني خلو المدرجات في أغلب المباريات التالية للبطولة ..ولكن هذه القاعدة كسرها اليمنيون ..ولذلك سيتوقف التاريخ طويلا أمام هذه الدورة في منطقة أصبح العالم ينظر أليها بعين الاعتبار بعد فوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 . عودة الأزرق للقبه أمام على المستوى الفني فقد ظهر من البداية أن المنتخب الكويتي جاء للفوز باللقب ..وهو ما حققه في النهاية بعد تغلبه على المنتخب السعودي بهدف واحد لوليد على جمعة في الشوط الأول الإضافي وكانت أول مرة يعود فيها الأزرق لمنصة التتويج منذ 12 عام وهو صاحب أعلى رصيد من الألقاب في هذه البطولة 10 ألقاب بعد أن حمل كأس البطولة التي انتهت أمس في اليمن . لم يكن الفوز الكويتي بالكأس مجرد لقب جديد يضيفه إلي رصيده بل كان ملحمة حققت له العديد من الأهداف في بطولة واحدة لعل أهمها أن الفريق الأزرق الذي عاني في السنوات الماضية كثيرا جدا عاد لينافس بقوة على الساحة الكروية الخليجية والأسيوية وينذر المنتخبات المشارك في نهائيات كأس أسيا في قطر يناير المقبل. طلال يكسب الجولة وكان من أهم الأهداف أن هذا الفوز الكبير بالبطولة التي لها أهمية خاصة في منطقة الخليج أنه أكد أن عودة أبناء الشهيد فهد الأحمد لقيادة مسيرة الكرة الكويتية وتوفير الاستقرار لهم للعمل يعود بالنجاح على منظومة الكرة الكويتية عاد الشيخ طلال الفهد لرئاسة اتحاد الكرة الكويتي بقرار من الفيفا بعد سلسلة من المشاكل والمواجهات مع جبهة المعايير التي تضم 4 أندية يقودها النائب مرزوق الغانم رئيس نادي الكويت ضد جبهة التكتل التي يقودها الشيخ طلال الفهد الأحمد رئيس نادي القادسية وبعد سنوات من المناوشات والشكاوى والعقوبات من الفيفا بسبب التدخل الحكومي ودخول محمد بن همام على الخط في تأييد لموقف الغانم وجبهته حسم الاتحاد الدولي الموقف وفي عدة شهور فازت الكرة الكويتية ببطولتين ذهبية دورة غرب أسيا التي أقيمت في الأردن وها هو يضيف البطولة الثانية بعد شهرين تقريبا ليضع أقدامه بثبات في مواجهة المعارضة ويرسخ من مكانته لدى المشجع الكويتي غير "المٌسيس " كما كان لهذه البطولة بالتحديد معنى كبير لأنها تحمل أسم فهد الأحمد رائد الرياضة الكويتية ورمزها الوطني الذي مات وهو يدافع عن بلده في مواجهة الغزو الصدامي يوم 2 أغسطس 1990 وكان الفوز بالكأس وبكل الألقاب الأخرى فجمع كؤوس أفضل لاعب فهد العنزي وأحسن حارس مرمى نواف الخالدي وهداف البطولة بدر المطوع ولم يفلت منه إلا كأس الروح الرياضية الذي حصل عليه المنتخب السعودي . وكسب الفريق السعودي وجوها جديدة أظهرت مستوى طيب في هذه البطولة حيث تم تجريبهم في غياب الأساسيين وأكدوا أنهم خامات طيبه في مستقبل الكرة السعودية منهم عبد العزيز الدوسري وكامل صديق ويمكن أن يكون من بين تشكيلة اللاعبين التي ظهرت بمستوى جيد في خليجي 20 من يكون من الأساسين في كأس أسيا المقبلة . الخليج للخليجين كاد التحكيم يتسبب في أزمات كبيرة للمنتخبات المشاركة ويثور على مسيرة البطولة ففي الجولة الأولى كانت هناك بعض الأخطاء المؤثرة وبدأ هجوم الإعلام والمسئولين على لجنة الحكام التي يرأسها الحكم المونديالي المصري جمال الغندور عضو لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد العربي ..والذي تم تكليفه بالمهمة في توقيت غاية في الصعوبة وبعد اعتذار كل الحكام الأجانب عن عدم الحضور كانوا عادة ما يمثلون صمام آمان في إدارة المباريات نظرا للدعايات الأمنية السلبية . استعان الغندور بحكام مصريين هم ياسر عبد الرءوف وحمدي شعبان للساحة والمساعدين شريف صلاح وتامر دري ..وقد خرجت بعض التعليقات الإعلامية من أحد المعلقين الذي يشتهر بالعنصرية في تقييم الأمور مدعيا أن الغندور جامل الحكام المصريين بالاستعانة بهم في هذه البطولة دون أن يذكر الظروف التي اضطرته إلي ذلك من عدم حضور الأجانب وضيق الوقت فضلا عن عدم حضور حكام الصف الأول في الدول الخليجية المشاركة . ورغم أن الأدوار التالية مرت بأقل عدد من الملاحظات إلا أن الغندور رفع توصية إلي ساء الاتحادات الخليجية الذي انعقد في عدن لكي تقتصر إدارة مباريات البطولة على الحكام الخليجين من حكام النخبة ..وهو ما أقره المجلس وأضاف أليه أنه في حال عدم ترشيح الاتحادات لحكام النخبة يتم الاستعانة بحكام محايدين ..وهو غالبا ما يتم لأن أغلب المميزين في دولهم الخليجية يرفضون المشاركة في هذه البطولة. تحدي عراقي هل تستطيع العراق في ظل الظروف التي تعيشها حاليا استضافة خليجي 21 في يناير عام 2013 ؟ سؤال ظلت إجابته معلقة قبل اجتماع مجلس رؤساء الاتحادات الخليجية والذي ظل يبحث له عن إجابة ولم يتوصل لجواب نهائي فأجله إلي شهر سبتمبر المقبل . لم يحرم المجلس العراق من شرف المحاولة والتحدي بمنحها حق تنظيم البطولة في مدينة البصرة ولكن القرار النهائي سيكون بعد الاطلاع على تقرير لجنة التفتيش التي ستزور البصرة في سبتمبر2011 وتقرر ما إذا كانت الأوضاع التي تعيشها العراق صالحة لاستقبال الحدث أم لا ..وتجعل عدد كبير من العراقيين غير واثقين في اجتياز هذا الاختبار لأن السيطرة على الجوانب الإدارية والتنظيمية في البصرة تعاني من مشاكل جمة مع الحكومة المركزية في بغداد ولعل أطرف واغرب مثال ضربه المشككون في قدرة العراق أن حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لا يستطيع دخول بغداد ويعيش في الأردن كما أن الاتحادين الدولي والعربي لم يوافقا على إقامة أية مباراة رسمية في بغداد أو البصرة ..وهو ما يضع مصير الملف العراقي لاستضافة خليجي 21 أمام تحد كبير لا يتعلق الأمر بجوانب إدارية ولكن بما هو فوق قدرة حتى الحكومة العراقية التي تعثر تشكيلها أكثر من ستة أشهر . وإذا وصلت تأكيدات بعدم موائمة الظروف لاستضافة الحدث الرياضي الخليجي ستكون البحرين البديل خاصة وأن الدور عليها في استضافة خليجي 22 .