الحديث عن مونديال كرة اليد لا ينقطع.. وسيظل يسيطر علي الاحداث بإيجابياته وسلبياته لحين ظهور بطولة جديدة تخطف منها الاضواء ولو مؤقتا وتركنها بعض الاوقات. مونديال اليد الذي اقيم في المانيا.. وتوجت به البلد المضيف بطلاً حقق العديد من المكاسب علي جميع المستويات الجماهيرية رد المادية.. كشف ايضا ان كرة اليد العربية تتراجع خاصة المنتخب المصري الذي لم يقدم اي جديد فيها.. ولم يحقق سوي فوز وحيد علي شقيقه الكويتي ليحتل المركز السابع عشر كما لم يقدم المنتخب التونسي المستوي المتوقع رغم اجتيازه الدور الاول. المونديال اثبت ان هناك قوي جديدة فرضت نفسها علي الساحة وتراجعت القوي المعتادة. الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحادين المصري والدولي تحدث عن البطولة بشكل عام. أكد حسن مصطفي ان البطولة حققت النجاح علي جميع المستويات سواء فيما يتعلق بالحضور الجماهيري المكثف او المستوي الفني والبدني حيث كان التنافس قويا منذ بداية الدور الاول رغم ارتفاع عدد الفرق المشاركة في البطولة. أوضح أن السبب في ارتفاع مستوي الدور الأول هو تقسيم الفرق إلي ست مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات فقط مما ضاعف من حدة المنافسة حيث رغب كل فريق في تحقيق فوزين علي الاقل للصعود الي الدور الثاني. اشار حسن مصطفي الي ان كرة اليد هي اللعبة الوحيدة في العالم التي يتأهل فيها هذا العدد الكبير من المنتخبات العربية الي نهائيات بطولة العالم وهو مكسب كبير للرياضة العربية بوجه عام نظرا لمشاركة منتخبات مصر وتونس والمغرب من الدول العربية في افريقيا والكويت وقطر من الدول العربية في آسيا. واوضح ان ما يزعج بالفعل في البطولة الحالية هو عدم وصول اي منتخب عربي الي الادوار النهائية في البطولة علي عكس ما هو عليه الحال في البطولات السابقة حيث خرجت جميع المنتخبات العربية من الدورين الاول والثاني. واضاف حسن مصطفي ان المنتخب التونسي هو الفريق الوحيد الذي مثل كرة اليد العربية بشكل جيد وبغض النظر عما يقال في بعض وسائل الاعلام ولكن خروجه من الدور الثاني كان لسوء الحظ والشكوي من الارهاق لتوالي المباريات. اوضح حسن مصطفي ان المنتخب المصري حالفه سوء حظ غريب في هذه البطولة رغم العروض القوية التي قدمها في الدور الاول ففي مباراته امام منتخب اسبانيا حامل اللقب كان الفريق المصري هو الافضل في معظم فترات المباراة وواصل تألقه وتفوقه في المباراة الثانية التي خاضها امام نظيره التشيكي لكنه خسر المباراتين ليفقد الفرصة في المنافسة علي اللقب. ناشد حسن مصطفي وسائل الاعلام العالمية بشكل عام والعربية بشكل خاص بعدم انتقاد المنتخبات العربية مثلما حدث مع الفريق التونسي لان المطلوب حاليا هو ان تتعلم جميع الفرق العربية من هذا الدرس وتستفيد منه بقدر الامكان والعمل علي زيادة احتكاكها بالفرق الاوروبية في المستقبل. وعن التشابه بين ما حدث للمنتخب المصري بعد حصوله علي المركز الرابع في بطولة العام 2001 بفرنسا وما حدث للمنتخب التونسي بعد فوزه بالمركز نفسه في البطولة التي جرت علي ارضه في عام 2005 حيث تراجع منحني اداء المنتخبين بشدة اكد رئيس الاتحاد الدولي انه لا يجب ربط هذا بذاك لان كل بطولة لها ظروفها وطابعها الخاص، واوضح حسن مصطفي ان ذلك لا ينطبق علي المنتخبين التونسي والمصري فحسب وانما علي منتخبات اخري اكثر قوة وعراقة مثل المنتخب السويدي احد القوي الكبيرة في عالم كرة اليد والذي فشل في التأهل للنهائيات للبطولة الثانية علي التوالي. واشار حسن مصطفي الي ان المنتخبات العربية تفتقد للاحتكاك القوي كما تتأثر سلبيا بالتغييرات الكثيرة في صفوفها مع تعاقب العديد من الاجهزة الفنية علي عكس ما يسود المنتخبات الاوروبية من استقرار، وتحدث عن مشاكل التحكيم في البطولة قائلا إن الاخطاء التحكيمية في البطولة لم تكن متعمدة مشيرا الي ان الخطأ امر وارد بين البشر ولكن المشكلة الحقيقية تنبع من رؤية كل طرف للخطأ من زاوية واحدة فقط هي الزاوية التي تناسبه او التي تكون لصالحه وعن تطوير لعبة كرة اليد في الدول النامية خلال السنوات المقبلة اشار حسن مصطفي الي ان الاتحاد الدولي يحرص علي مساعدة هذه الدول ومنتخباتها بشكل مستمر ولكن المساعدة لا تكون مالية وانما عن طريق امدادها بالمدربين الاكفاء والادوات والاجهزة التي تساعد اللاعبين في التدريبات، واضاف ان هذه الدول عليها واجب ايضا تجاه الاتحاد الدولي وهو ان تتعامل مع هذه المساعدات بجدية والاستفادة منها بأكبر شكل ممكن، وأكد حسن مصطفي انه من الصعب مقارنة الاتحاد الدولي لكرة اليد بنظيره لكرة القدم "فيفا" والذي يتمتع بموارد مادية هائلة، واعرب حسن مصطفي عن سعادته البالغة بالنجاح الهائل للبطولة الحالية والاقبال الجماهيري الكبير علي مشاهدة مبارياتها وبالتنظيم المثالي للبطولة وهو ليس غريبا علي المانيا وشعبها العاشق لكرة اليد.