حرم الخوف والارتباك النادي الأهلي من تحقيق فوز تاريخي على حساب خصم "غلبان" لا يعرف من عالم كرة القدم إلا مهارة "التطفيش" والدفاع على طريقة فرق الدرجة الثالثة الإنجليزية. وكل من تابع مباراة الأهلي وأوكلاند سيتي في افتتاح كأس العالم للأندية كان بوسعه الشعور بالفوارق الرهيبة في امكانات اللاعبين المصريين وشقيقهم الأنجولي من جهة واللاعبين النيوزيلنديين وجدو "إيواموتو" إبن السادسة والثلاثين. وكان في وسع لاعبي الأهلي التسجيل من عدة فرص خلال الشوط الأول لكن التلعثم الغريب في إنهاء الهجمات وانقطاع خطوط الاتصال بين أبو تريكة وفلافيو ومتعب في ظل إصرارهم على الاختراق من القلب تسبب ضياع فوز تاريخي لأن الفريق كان في وسعه إنهاء المباراة بفارق أربعة أهداف وهو ما يزيد عن أكبر فارق تم تحقيقه في تاريخ البطولة خلال مباراة ليفربول مع ديبورتيفو سابريسا العام الماضي والتي انتهت بثلاثية نظيفة. ولعب الأهلي بتشكيل مألوف للغاية يعتمد على الاختراق من القلب عن طريق تبادل التمرير والتحركات بين الثلاثي الهجومي وهو ما أشعر الجميع باليأس في ظل التمركز الدفاعي الصحيح للاعبي أوكلاند. ورغم فوز الأهلي بهدفين كشفت المباراة عن أن طريقة الاختراق من قلب منطقة الجزاء ربما لا تجدي مع أي فريق منظم دفاعيا حتى لو كان في مستوى أوكلاند لأن هدفي اللقاء جاءا من تسديدتين أحداهما ثابتة. ولم يستغل الأهلي الجناحين في الهجوم رغم التقدم المستمر لإسلام الشاطر وأحمد شديد قناوي لأن تمريراتهما غالبا ما كانت تذهب بعيدا عن متناول اللاعبين داخل منطقة الجزاء وحتى الكرات المرتدة عن الدفاع النيوزيلندي التي من المفترض أن يقابلها أي من حسام عاشور أو محمد شوقي لم تكن مجدية لأن لا عاشور ولا شوقي يعرفان طريق الخشبات الثلاث.
وتكفلت حالة الذعر التي أصابت أوكلاند بحسم اللقاء لصالح الفريق الأحمر وفي المقابل لعب أوكلاند بطريقة أندية الدرجة الأولى الإنجليزية والفرق الإسكندنافية المعتمدة على القوة البدنية والدفاع العنيف والجري وراء الكرة في الثلث الأخير من الملعب فارتكبوا 28 خطأ (فاول) مقابل ثمانية فقط ضد الأهلي ، لكن حتى هذه الفرق لا تملك مهارة "التطفيش" بهذه البراعة. وكان من الطبيعي أن يطالب لاعبو الأهلي باحتساب عدة أخطاء إضافية ضد لاعبي أوكلاند وأن يفقدوا الكرة في أكثر من مناسبة بعد أن فوجئوا بعنف المنافس ، لكن الطبيعي أيضا أن الحكام الدوليين كثيرا ما يغضون الطرف عن الالتحامات العنيفة باعتبارها من أساليب اللعب الخشن المميز للكرة الحديثة. لاعبو الأهلي رغم استعدادهم المكثف للقاء لكنهم كانوا يخشون الخسارة بشدة وهو ما أفقدهم تركيزهم خاصة في التمريرات القصيرة لكن بعد تسجيل الهدف الأول صارت الثقة هي سمة الأداء. وفي المقابل تكفلت حالة الذعر التي أصابت أوكلاند بحسم اللقاء لصالح الفريق الأحمر فواصل منافسه التراجع ودفع مدربه ألان جونز بمهاجمه الياباني العجوز ربما لجذب أنظار الجمهور ولتعطيل الهجوم النيوزيلندي لتتلق شباكه هدفا ثانيا. وينتظر الجهاز الفني للأهلي بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه مهمة صعبة عند مواجهة إنترناسيونال البرازيلي إذ من المنتظر خلال ثلاثة أيام أن يقضي على السلبيات مثل بطء اتخاذ قرار التمرير وعدم استغلال الأجناب ومحاولة تفادي الوقوع في أخطاء دفاعية أمام فريق مهاري يحمل لقب بطل أقوى قارات العالم كرويا.