رونالدينيو ضد لامبارد ، بويول ضد دروجبا ، ميسي ضد روبين .. هل تبدو مواجهات مألوفة بعض الشيء؟ .. نعم .. إنه الجزء الثالث من الصراع بين برشلونة "ريكارد" وتشيلسي "مورينيو" يعود عبر ساحة دوري أبطال أوروبا. سيكون عشاق كرة القدم حول العالم على موعد مع السعادة عندما تتكرر مواجهة تشيلسي مع برشلونة للموسم الثالث على التوالي يومي 18و31 أكتوبر ضمن مباريات المجموعة الأولى من دوري أبطال أوروبا بعدما مواجهتين سابقتين في دور ال16 من ذات المسابقة. وتنبع المتعة والإثارة من صدام أبرز "فريقي أحلام" في أوروبا حاليا من واقع الأسماء التي تزدان صفوفهما بها ونتائجهما المحلية المبهرة ، بعد أن قدما بشهادة الجميع أجمل مواجهتين في دوري أبطال أوروبا الموسمين الماضيين. ولا يكتسب لقاء الفريقين نكهته المميزة من تقارب مستوى الطرفين فقط بل للأحداث الدرامية التي شهدتها اللقاءات السابقة. من يستطيع نسيان المواجهة النارية في فبراير 2005 على ملعب كامب نو والتي شهدت طرد ديدييه دروجبا وتحول سير اللقاء لمصلحة برشلونة في الدقائق الأخيرة ليخطف الفوز بنتيجة 2-1 ، واتهامات جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي لفرانك ريكارد مدرب برشلونة بالتأثير على حكم المباراة أندريس فريسك والتي تسببت فيما بعد إلى اعتزال الأخير بعد تلقيه تهديدات بالقتل من جانب مهاويس تشيلسي. أو لقاء العودة في ستامفورد بريدج الذي شهد عرضا فنيا رائعا من الطرفين تأرجحت خلاله النتيجة أكثر من مرة لينتهي لصالح تشيلسي 4-2 في الربع ساعة الأخيرة لينتصر مورينيو على ريكارد. ولم يجد المدير الفني الهولندي الموسم الماضي انتصارا معنويا أبهى من الفوز بنتيجة 2-1 على ملعب منافسه بعد نصب سيرك كتالوني قدم فقراته رونالدينيو وصامويل إيتو وليونيل ميسي في مباراة شهدت بطاقة حمراء وهدف بالخطأ في مرمى كل فريق ، ثم تعادل في لقاء العودة بهدف لكل فريق ، لينتصر ريكارد ويواصل طريقه نحو لقب البطولة. ولأن "التالتة تابتة" كما يقول المثل العامي حاول FilGoal.com تقديم رؤية شاملة لظروف مواجهة الفريقين هذا العام والتي ليس شرطا أن تكون حاسمة لامكانية صعود الفريقين معا إلى دور ال16 من مسابقة هذا الموسم. 1- فريق "أحلام" أم "أوهام"؟
رونالدينيو بين تيري ولامبارد في برشلونة هذا هو السؤال الأكثر تكراراً على خبراء الكرة هنا ، حتى بين محبي ومناصري ريال مدريد ، إضافة إلى إجراء مقارنة مع فريق يوهان كرويف في النصف الأول من التسعينات. الألماني بيرند شوستر المدير الفني لخيتافي والمعروف بعقلانيته الشديدة قال "البارسا يقدم أفضل بضاعة كروية حقيقة لجماهير الكرة في الوقت الحالي" ، وهو رأي منطقي لأن النادي الكتالوني يلعب كرة قدم "ذكية" معتمدة على عثور كل اسم على موقع داخل "الفريق". برشلونة لا يملك أفضل الأسماء في كل المراكز (رغم أننا نتحدث عن فريق به أربعة لاعبين ترشحوا بالفعل لجائزة الفيفا لأفضل لاعب ، و ثمانية لجائزة الكرة الذهبية). إنه ليس فريق أحلام يتم الترويج له في الميادين والشوارع لبيع القمصان فقط ، ولكنه أفضل "فريق" قادر بالفعل على تحقيق كل أحلام جماهيره ، وهذا ما تحاول مجالس إدارة كل فرق العالم إنفاق الملايين من أجله .. بمعنى أصح إنه فريق يمكنه تقديم "عرض مقنع" في أحلك المواقف. وفي تشيلسي يعلم الجميع أن "الزرق" هم أفضل فريق "أحلام صناعي" لأن تكوينه جاء استنادا على دعم مادي غير مسبوق في عالم الكرة من جانب مالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش ، وعلى مستوى الأسماء يضم الفريق نخبة من ألمع نجوم الكرة العالميين تم تدعيمهم هذا الموسم بالألماني مايكل بالاك والأوكراني أندريه شيفتشينكو ويكفي أن اكتمال صفوف الفريق دفعت بلاعب في حجم داميان داف أو زميله جلين جونسون أو حتى إيدور جوديونسن - الذي رحل إلى برشلونة - لترك الفريق بعد الفشل في حجز مكان ضمن التشكيلة الاحتياطية. وفي إنجلترا يعلم الجميع أن تشيلسي يستطيع هزيمة أي فريق وجمع النقاط الصعبة في مسابقة الدوري لكنه يعجز أيضا عن توفير متعة المشاهدة وهو أمر يجعل الإنجليز يفضلون فريقا من نوعية أرسنال موسم 2003-2004 أو مانشستر يونايتد التسعينيات. 2- كيمياء الفريق معظم الفرق الأوروبية المهمة لديها ثقافة كروية واضحة المعالم يتم تطبيقها جيل بعد جيل ، ثقافة تعتقد أنها توفر الوصفة السحرية لتحقيق البطولات (وصفة فيرجسون مازال البعض يؤمن بها في المانشستر بعد 20 عاماً. والثقافة الهولندية في برشلونة تعتمد في الأصل على فكرة خلق "التجانس" ، على بناء الفرق ، وعلى مدرب يجيد توزيع الأدوار ، وتفهم تام من جانب اللاعبين لدور كل خط من خطوط الملعب ،