بالطبع كان متوقعا تجاوز منتخب البرازيل لنظيره الغاني بسهولة وتأهله إلى دور الثمانية ، لكن ما لم يكن متوقعا ان تفوز البرازيل بهذه السهولة وتواصل مشوار الحفاظ على لقبها. المنتخب البرازيلي حسم نتيجة اللقاء بسهولة متناهية بسبب الطريقة الساذجة التي لعب بها الصربي راتومير ديكوفيتش المدير الفني لغانا ، حينما اعتمد على اللعب بطريقة مصيدة التسلل من وسط ملعبه على أمل إفساد الهجمات البرازيلية من بدايتها ولم ينتبه لهذا الخطأ الفادح حتى بعدما مني مرماه بهدف مبكر من انفراد كامل. المنتخب الغاني اعتمد بشكل أساسي على التحكم في وسط الملعب عن طريق الزيادة العددية والاختراقات من العمق دون الاعتماد بشكل أساسي على الأطراف ، وواجه هذه الطريقة تمركز جيد إلى حد بعيد من مدافعي البرازيل مع ثبات لوسيو وجوان وعدم تقدمهما إلا نادرا. المنتخب البرازيلي لم يغير طريقة لعبه منذ بداية البطولة أو حتى تشكيلته الأساسية المعروفة مسبقا ، وجاءت المباراة سهلة عليهم على غير المتوقع ، فلجأ النجوم رونالدينيو وكاكا ورونالدو وأدريانو لاستغلال الخطأ الفادح في اعتماد الدفاع الغاني على مصيدة التسلل في تسجيل الأهداف الثلاثة التي جاءت جميعها بنفس الطريقة ، وهذا الأمر يؤكد مدى سذاجة الخطة التي لعبت بها غانا. رغم السيطرة شبة الكاملة لغانا والفرص الكثيرة التي أضاعها جيان أزامواه وسولي منتاري وستيفان أبياه ، فإن كل هذا لا يمثل أي شيء مقابل كرة بينية يمررها كاكا أو رونالدينيو أو البديل ريكاردينيو يوصل بها أحد المهاجمين أو المنطلقين من الخلف إلى مرمى كينجستون ، فهذه المباراة كان يمكن للبرازيليين أن يسجلوا فيها رقما قياسيا من الأهداف. الذكاء والخبرة البرازيلية تفوقت بشكل كبير وواضح على العضلات والقوة الغانية التي تفتقد للانضباط التكتيكي والوعي الخططي ، فرأينا لاعبو غانا يصولون ويجولون في جميع أرجاء الملعب ويسددون ويتحركون بنشاط ولكن دون أدنى فعالية أو خطورة حقيقية ، في حين أن البرازيل نجحت في الفوز بسهولة جدا بثلاثية وكان يمكنها مضاعفة الأهداف. هذه المباراة تكاد تكون تكرار للمسلسل التي سارت عليه مباراة الأرجنتين وكوت ديفوار في الدور الأول التي شهدنا خلالها سيطرة إيفوارية واجهتها خبرة أرجنتينية نجحت في تحقيق الفوز بأقل مجهود وبدون عناء بفضل الذكاء التكتيكي والتعامل مع المباراة على قدر الخصم لا أكثر ولا أقل ، وهذا ما فعلته البرازيل التي نتوقع أن تؤدي بشكل أفضل في دور الثمانية أمام منافس قوي بحجم إسبانيا أو فرنسا. تغييرات ديكوفيتش لم تغيير من شكل أو أداء المنتخب الغاني وبالتالي لم تغير النتيجة ، على العكس من تغييرات كارلوس ألبرتو الذي دفع بجونينيو لتدعيم خط الوسط وتنشيط الهجوم وريكاردينيو أحد نجوم المباراة رغم قلة المدة الزمنية التي لعبها والذي صنع الهدف الثالث ببراعة ، كما أن جيلبرتو سيلفا نجح في غلق منطقة الوسط فور نزوله بدلا من إيمرسون المصاب. الحكم السلوفاكي ميشيل لوبوس كان على مستوى المباراة وكانت قراراته صحيحة بنسبة كبيرة رغم ما تردد عن تسجيل أدريانو الهدف الثاني من تسلل ، الكروت الصفراء الكثيرة التي أشهرها لأربعة من لاعبي غانا وأثنين من البرازيل بالإضافة لطرد أزاموه كانت صائبة بسبب الخشونة بين لاعبي الفريقين ، خاصة في السوط الأول كما أن قراراته لم تؤثر على نتيجة المباراة.