رغم فشل منتخبنا الوطني للسيدات في الوصول لكأس العالم لكرة اليد والتي ستقام بالبرازيل العام المقبل إلا أن بناتنا حصلن علي إشادة وإعجاب كل متابعي بطولة الأمم الأفريقية التاسعة عشرة والمقامة بمصر حاليا. هذه الإشادات ليست فقط لأن بناتنا ظهرن بصورة طيبة وقدمن عروضا راقية ولكن أيضا لأنهن حاولن تحقيق الحلم والصعود للمونديال وبذلن ما في استطاعتهن بالإضافة إلي أنهن أول منتخب آنسات يمثل مصر منذ عام 2004. وعند تكوين هذا المنتخب منذ أربعة أشهر لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يعبر لما أبعد من الدور الأول ولكن بناتنا قبلن التحدي وقدمن لقاءات رائعة بالدور الأول وتعادلن مع الكونغو برازفيل ثم الكونغو الديمقراطية ولم ينهزمن إلا من المنتخب الأنجولي حامل اللقب.. وفي الدور الثاني واجهن منتخب كوت ديفوار الرهيب وقدمن مباراة طيبة ولكن خبرة فتيات الأخير حسمت الموقف وبددت الحلم المصري بالصعود للمربع الذهبي والوصول للمونديال.. ورغم ذلك لم يدب اليأس في قلوب بناتنا وواصلن المشوار من أجل تحقيق مركز طيب بالبطولة وهزمن الكاميرون ثم اختتمن مبارياتهن بالبطولة أمس أمام الكونغو برازفيل. وبعيدا عن النتائج قدمت هذه البطولة جيلا جديدا من الآنسات وعناصر مميزة أمثال حارسة المرمي ندي مجدي وصانعة الألعاب مروة عيد والجناحين الأيمن أميرة توفيق والأيسر مي هشام وشيماء عادل. ولكن يبقي السؤال الأهم وهو: هل يختفي هذا المنتخب بعد انتهاء البطولة ويذهب إلي عالم النسيان أم سيتم تدعيمه ومضاعفة الاهتمام به؟! وبالطبع للإجابة علي هذا السؤال حرصنا علي التوجه لأبرز خبراء كرة اليد المصرية والذين أجمعوا علي ضرورة دعم منتخب الآنسات من خلال المعسكرات والاحتكاكات والمشاركة في بطولات رسمية وودية حتي نستطيع المنافسة علي الألقاب القوية في السنوات المقبلة. في البداية عبر صابر حسين كابتن منتخبنا الوطني السابق وأحد نجوم الجيل الذهبي لليد المصرية عن سعادته البالغة بأداء منتخب السيدات، مؤكدا أنه انبهر من خلال متابعته لهذا المنتخب الذي تكون قبل البطولة بأشهر قليلة. وأضاف صابر أنه لم يتوقع أن يحقق هذا المنتخب أي نتائج إيجابية ولكنه اندهش عندما بدأت البطولة، مشيرًا إلي أننا الآن أصبحنا نمتلك منتخبًا جيدًا للآنسات يضم عناصر واعدة مثل ندي مجدي ومي هشام ومروة عيد. وطالب صابر بضرورة الحفاظ علي هذا المنتخب وجهازه الفني مع ضرورة توفير كل الدعم الممكن للفتيات من خلال المعسكرات والتجمعات المستمرة حتي نستطيع المنافسة علي الألقاب في المستقبل القريب.. وأشاد صابر بدور الاتحاد المصري لكرة اليد في إعداد هذا المنتخب متمنيا أن يواصل الاتحاد دعمه بل ويضاعفه خلال الفترة المقبلة للحفاظ علي منتخب الآنسات.. أما كابتن تحية حسني أو «بيسا» كما هي معروفة بين أسرة كرة اليد وهي أفضل من لعب كرة اليد علي مستوي الآنسات في مصر فتحدثت عن المنتخب قائلة إنها فخورة بكل اللاعبات وبأدائهن في البطولة وأرجعت هذا الفخر إلي كونها شاركت في تعليم وتدريب كل اللاعبات وكانت تعلم مدي تشوقهن لأن يكون هناك منتخب وأنها تعلم جيدا أن اللاعبات دخلن البطولة كتحدٍ لإثبات أنفسهن وقالت بيسا إن ما حققته لاعبات مصر شبه إنجاز لأنه غير مسبوق بالنسبة لجيلهن ولم يكن متوقعا وأكدت أن عدم وصولهن للدور قبل النهائي لم يكن لأسباب فنية أو بدنية وإنما كان لفارق الخبرة خاصة أنهن منتخب مكون حديثا بعد فترة ابتعاد دامت طويلا لا اعتبرها من 2004 بينما اعتبرها من 1992 لأن جيل 2004 تجمع قبل البطولة ثم تفرق مرة أخري بعدها وأضافت بيسا قائلة لقد حصلت علي وعد من هادي فهمي رئيس اتحاد اليد باستمرار هذا المنتخب بل وتكوين منتخب للناشئات واختتمت بيسا حديثها مؤكدة أنه لابد من وضع برنامج خاص وخطة عمل تتضمن اشتراك المنتخب في دورات ودية لاكتساب الخبرة. أما أشرف صالح المدير الفني لمنتخب الآنسات فأكد أنه يتمني استمرار هذا المنتخب في الفترة المقبلة بل وطالب الاتحاد بالمحافظة علي اللاعبات فهن صغار السن ولديهن علي الأقل فرصة للعطاء لخمس سنوات أخري وتمني صالح أن يكون هناك تجمع للمنتخب يومين كل أسبوع حتي لا تنقطع صلة اللاعبات بالمنتخب في الفترة التي لا تتضمن ارتباطات وأضاف صالح أنه لابد أن يكون هناك احتكاك أكبر للمنتخب في الفترة المقبلة ليكون الإعداد علي المدي البعيد وأن يكون هذا الاحتكاك علي هيئة معسكرات خارجية والمشاركة في بطولات ودية دولية وقال أشرف إن الاتحاد برئاسة هادي فهمي وعد أن يكون هناك منتخب تحت 16 سنة ليكون نواة جيدة للمنتخب الأول. وأشاد أشرف صالح بأداء الفريق ككل وأكد أنه كان يمتلك 16 نجمة ولكن أداء ندي مجدي كان الأبرز لأن حارسة المرمي هي أهم عناصر الفريق. أكد سامي محمد علي رئيس لجنة المنتخبات القومية باتحاد اليد أن منتخب مصر للآنسات خطي خطوات عملاقة بالنسبة لحداثة تكوينه والاحتكاك البسيط الذي خاضه قبل البطولة. وأضاف سامي أنه منذ 2004 لم يتجمع منتخب الآنسات وأن هذا المنتخب تكون في نوفمبر الماضي وتحقيق هذه النتائج في أربعة أشهر يعد إنجازًا. وقال سامي إنه رغم تحفظه علي بعض عناصر الفريق إلا أن هناك عناصر مميزة أمثال حارسة المرمي ندي مجدي ومروة عيد وأميرة توفيق وأسماء السيد وستعطي لجنة المنتخبات القومية فرصة للاعبات اللاتي لم يتميزن لإثبات وجودهن في الفترة المقبلة قبل عملية الإحلال والتجديد التي تخطط لها اللجنة لتطوير منتخب الآنسات الذي لابد وأن يستمر بل ولابد أن يكون هناك منتخب آخر للناشئات يغذي المنتخب الأول وستنعقد خلال الفترة المقبلة عدة اجتماعات بين لجنة المنتخبات القومية ولجنة المسابقات للاتفاق علي تطوير مسابقات الآنسات بما يفيد المنتخب ويفرز له لاعبات علي مستوي مميز.