حقق عصام الحضرى حارس مرمى النادى الأهلى ومنتخب مصر إنجازا حقيقيا خلال السنوات القليلة الماضية فى مشواره الكروى. هذا الإنجاز ليس لقبا محليا أو عربيا أحرزه مع الأهلى ، وليس فوزه مع الأهلى بدورى أبطال إفريقيا العام الماضى ، ولكنه نجاحه فى أن ينسى الجميع دوره فى أحداث يوم السادس من إبريل عام 1997. فى ذلك اليوم ، وعلى الملعب الرئيسى بالعاصمة الغانية أكرا ، كتب منتخب ليبيريا بقيادة جورج ويا السطر الأخير فى قصة محاولة مصر التأهل لنهائيات كأس العالم عام 1998 بفرنسا ، عندما صعق الجميع بهدف أنهى به اللقاء وأخرج مصر من سباق التأهل الذى حسمته تونس فى النهاية. عصام الحضرى كان حارسا لمنتخب مصر فى ذلك اللقاء. الهدف كان من اختراق ناجح لويا للجبهة اليمنى للفريق المصرى ، وقى حين توقع الحضرى أن يلعب ويا كرة عرضية وهيأ نفسه للخروج لالتقاطها ، غير أن المهاجم الكبير سدد الكرة بمهارة فى الزاوية الضيقة التى تركها الحضرى بلا تغطية معلنا عن هدف المباراة الوحيد. ورغم أن أحدا لم يوجه اللوم للحضرى وحده على إخفاق الفريق فى اللقاء ، فإن الحارس وجد نفسه فى تحد صعب ليثبت للجميع أنه جدير بمكان فى منتخب مصر إلى جوار نادر السيد ، الحارس الأساسى آنذاك ، كما كان جديرا بخلافة العملاق أحمد شوبير فى حراسة مرمى النادى الأهلى. وبعد نحو خمس سنوات من مباراة ليبيريا ، يبدو أن الحضرى قد فاز فى ذلك التحدى. فخلال هذه السنوات ، كان الحضرى عاملا مؤثرا ورئيسيا فى فوز الأهلى بعدة ألقاب ، مثل بطولة الدورى موسمى 1998- 1999 و 1999-2000، كما اختاره النقاد كأحسن لاعب فى مصر عام 1999 فى سابقة يندر حدوثها فى أى استفتاء كروى. كما كان الحضرى رائعا فى بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى 2001 والتى فاز بها الأهلى بعد غياب دام 14 عاما كاملة. فمنذ بداية دور الثمانية للبطولة ، تحول اسم الحضرى إلى علامة ثابتة فى أى تقرير صحفى عن مباريات الأهلى بجهوزيته العالية التى جعلته يتصدى للعديد من الهجمات الخطيرة. ولم يكتف الحضرى بمنع الأهداف فحسب ، ولكنه شارك فى تسجيلها أيضا عندما أحرز هدفا تاريخيا فى مرمى كايزرشيفز الجنوب إفريقيا فى مباراته ضد الأهلى فى كأس السوبر الإفريقية بالقاهرة ، والتى انتهت بفوز الأهلى 4-1 ليحصل الفريق على الكأس للمرة الأولى فى تاريخه. وعلى الرغم من نجاح الحضرى الذى لا يختلف عليه اثنين ، يبقى سجل الحارس مع المنتخب مرتبطا بأخطاء وهزائم ، غطت فى العديد من الأحيان على أداء الحضرى الرائع. أبرز هذه الهزائم كانت الخسارة التاريخية المشينة التى لحقت بالمنتخب أمام نظيره السعودى 5-1 فى نهائيات كأس العالم للقارات عام 1999 بالمكسيك. ورغم أن الحضرى لا يتحمل مسئولية أى من الأهداف التى منى بها ومرماه ، ورغم أنه أنقذ الفريق من "دستة" أهداف أخرى ، إلا أن مشاركة الفريق الكارثية فى البطولة لم تترك مجالا للحديث عن تألق أى من عناصر الفريق. قانى هذه الأخطاء كان فى لقاء مصر أمام السنغال فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2002 بمالى عندما أبعد الحشرى ضربة ركنية بقبضته جهة منتصف الملعب وليس على أحد طرفيه ، ليستقبلها أحد لاعبى فريق السنغال ويسددها برأسه مباشرة فى المرمى المصرى ، لتفوز السنغال بهذا الهدف.
مرة أخرى كان الحضرى متألقا فى اللقاء ، وأنقذ مرماه من أكثر من كرة خطيرة كان أبرزها انفراد للحاجى ضيوف قبل النهاية بعدة دقائق ، إلا أن خطأه الوحيد كلف المنتخب نقاط اللقاء الثلاث. الطريف أنه عندما وقف الحظ مع الحضرى ليصبح حارس مصر الأول فى ظل غياب أية منافسة حقيقية ، ظهر فى الأفق رامى شعبان حارس الأرسنلا الإنجليزى الذى يحمل الجنسيتين المصرية والسويدية ، والذى أبدى استعداده للعب لمنتخب مصر فى حال عدم تمكنه من الانضمام للمنتخب السويدى. فهل يعطى الحظ ظهره للحضرى ويبقى تألقه حكرا على الأهلى؟ على رأى الشاعر الكبير (مش فارك اسمه) عندما قال: "فلننتظر ونرى!" بطاقة شخصية: الاسم: عصام الحضرى تاريخ الميلاد: 15 يناير 1973 المركز: حارس مرمى النادى الحالى: الأهلى الأندية السابقة: دمياط من 1992 وحتى 1995 الألقاب المحلية: الدورى الممتاز مع الأهلى منذ عام 1996 وحتى عام 2000 ، كأس مصر مع الأهلى عامى 1996 و 2001. الألقاب القارية: بطولة دورى أبطال إفريقيا عام 2001 ، وكأس السوبر عام 2002. الألقاب القارية مع المنتخب: كأس الأمم الإفريقية عام 1998 ببوركينا فاسو وإن لم يشارك كحارس أساسى فى أى من المباريات.