لا أعرف لماذا دائما أجد أي حدث يتعلق بمنتخب مصر أو باتحاد الكرة المصري ينتهي بفشل ذريع ، فأصاب باحباط وأتذكر فورا مشهد هاني رمزي في مسرحية "وجهة نظر" وهو يقول "مفيش فايدة"! أقول ذلك بعد سلسلة الاعتذارات الأخيرة التي توالت على مباريات إعداد منتخب مصر قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية ، والتي أعتقد أنه لو استمرت مباريات الدوري العام لكانت بمثابة إعداد أفضل لمنتخب مصر الذي يلتقي مع فرق أشبه بفرق المدارس. في جميع أنحاء العالم نجد أن المباريات الودية يكون متفق عليها قبل موعدها بأشهر عديدة ، وتكون تلك الاتفاقات مكتوبة وموثقة بعقود رسمية بين الجانبين ، ومذكور فيها شروط جزائية فادحة في حالة الاعتذار عن خوض المباراة أو خوضها بدون اللاعبين الأساسيين. أما الحال عندنا في مصر مختلف تماما ، فيبدو أننا نتفق بحسب كلمة شرف أو "كلام رجالة" كما يقولون ، وهذا ما يؤكده الأحداث التي حدثت في الشهور الثلاثة الأخيرة ، وأصبحت أتساءل دائما عقب أي اخفاق : "اشمعنى احنا"؟ فالبداية كانت بكذبة كذبناها وصدقناها وقلنا إننا سنلتقي مع الأرجنتين في مباراة ودية يوم 16 نوفمبر الماضي ، ورغم أننا في موقع FilGoal.com كنا أول من شكك في إمكانية إقامة تلك المباراة ، واستدلينا على ذلك من معلومات من وسائل الإعلام الأرجنتينية وموقع الاتحاد الأرجنتيني نفسه ، لكن مسئولي اتحاد الكرة المصري أكدوا أن الاتفاق تم مع المسئولين في الأرجنتين و"كله تمام والمباراة ستقام في موعدها" ، ولكن مرت الأيام ولم يأتي منتخب الأرجنتين إلى مصر ، بل ذهب إلى الدوحة وحاض مباراة مع منتخب قطر ووقفنا نحن في مقاعد المتفرجين. بعد ذلك ، كانت بداية فترة الإعداد بدورة ودية ضعيفة ، ولم نستقر على أسماء المنتخبات المشاركة فيها إلا قبل انطلاق البطولة بساعات قليلة ، وكانت بمثابة فوازير رمضان ، وذكر مسئولو الاتحاد المصري لكرة القدم أسماء نصف منتخبات العالم تقريبا أنها ستشارك في هذه الدورة ، وبعد ساعات قليلة يقولون إن المنتخب "الفلاني" اعتذر وسيشارك بدلا منه المنتخب "العلاني".
أما الحال عندنا في مصر مختلف تماما ، فيبدو أننا نتفق بحسب كلمة شرف أو "كلام رجالة" كما يقولون وأذكر أنني في احدى المرات قمت بالاتصال بمسئول كبير في اتحاد الكرة المصري فأخبرني بأن منتخب نيجيريا سوف يشارك في البطولة ، وأغلقت المكالمة وبعدها مباشرة اتصلت بمسئول آخر فأكد لي أن نيجيريا لن تشارك ، وسيشارك بدلا منها العراق ، عملا بمبدأ "بلاها سوسو خد نادية" ، والطريف أنه في النهاية لم تشارك نيجيريا ولا العراق وشاركت أوغندا بدلا منهما على طريقة "بلاها سوسو بلاها نادية .. خد فوزية"! وبالطبع يعلم الجميع موقع منتخب أوغندا على خريطة الكرة الأفريقية ، والغريب أن المسئولين عندنا اختاروها حتى يتأقلم لاعبونا على اللعب الأفريقي ، رغم أن مستوى أوغندا لا يوجد مثيل له في المنتخبات التي سوف تشارك في البطولة ، ولو شاركت العراق لكان أفيد لنا كثيرا لأنه منتخب قوي ، ولكن يبدو أن مسئولينا خافوا من قوة العراق ، وخافوا أن نخسر منها فينقلب الإعلام والجمهور على المنتخب. وبالطبع لا يخفى على الجميع أن منتخب السنغال الذي شارك في تلك البطولة لم يضم سوى لاعبين فقط من الذين سيشاركون مع المنتخب السنغالي في كأس الأمم ، ولم يكن مدربه حتى هو المدرب الذي سوف سيقود السنغال في البطولة ، ولكنهم "أي 11 لاعب" سنغالي ارتدوا قمصان المنتخب وجاءوا إلى مصر لمشاهدة الأهرام وأبو الهول. بعد ذلك كان من المفترض أن نلاقي منتخب غانا القوي ، فاعتذر عن عدم أداء المباراة ، واستبدلناه بمنتخب زيمبابوي أضعف فرق البطولة على الاطلاق ، وحتى حكم المباراة الإماراتي الذي كان من المفترض أن يدير المباراة إعتذر هو الآخر عن القدوم واستبدلناه بحكم مصري لتنتفي صفة الدولية عن تلك المباراة ، ويخسر لاعبونا مباراة دولية كانت من الممكن أن تضاف إلى رصيدهم ، ويخسر عبد الحليم علي هدفين دوليين أيضا في رصيده. ثم جاءت الطامة الكبرى في إعتذار المنتخب النيجيري أيضا عن خوض المباراة الودية مع منتخب مصر ، وبالطبع لضيق الوقت لم نجد منتخب بديل له ، لتلغى المباراة وتفقد مصر مباراة هامة جدا ، وتتبقى مباراة واحدة فقط أمام جنوب أفريقيا التي لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها من قبل ، أي اننا سنخوض البطولة دون مواجهة أي منتخب قوي مثل الكاميرون وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا والسنغال "الأصلي" وحتى أنجولا أو توجو اللتين تأهلتا لكأس العالم. أخيرا ، أنا مشفق على لاعب مثل ميدو ، الذي يترك فريقه لينضم لمنتخب مصر في مباراته الودية أمام نيجيريا ، ثم يعود إليهم سريعا بعد 24 ساعة ليخبرهم أن المباراة تم إلغاؤها ، ونحن دائما نهاجم اللاعبين المحترفين في أوروبا أمثال ميدو عندما يتقاعسوا أو يتأخروا عن الانضمام للمنتخب ، ونتهمهم بعدم الوطنية وبعض الشعا