عرض المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دورته الستين فيلم "ميكرفون" أمس الأحد، في حضور أبطال العمل الفنان خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وسلوى محمد علي، ومحمود اللوزي، ومؤلف ومخرج العمل أحمد عبدالله، كما حضرت الفنانة زيزي مصطفى، والأب بطرس دانيال رئيس المركز. تدور قصة الفيلم حول "خالد" الذى ينغمس في عالمه الخاص بمدينة الأسكندرية، ويلتقى بعدد من الفرق المستقلة مثل الفتيات اللائي يعزفن موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة، وشباب يغنون "الهيب هوب" على الأرصفة، والشباب الذي يرسم على الجدران لوحات الجرافيتي الصادمة والمعارضة. ويرصد الفيلم كيفية مواجهة هذه الفرق للصعوبات التي تواجهها وعدم رغبة أجهزة الدولة في مساعدتها فتلجأ لأبسط الطرق وأيسرها وهي اللجوء للشارع من أجل التعبير عن مواهبها . أدار الندوة بعد العرض الناقد والصحفي"هاني سامي" الذي أشاد بالعمل، وأكد أن التجربة شديدة الخصوصية، وتتعرض لمعظم مشاكل "الفرق المستقلة" الذين يبحثون عن داعمين لهم ولكنهم يتوجهون للشارع من أجل التعبير عن موهبتهم. وقال مخرج ومؤلف العمل أحمد عبد الله: إنه أراد بهذا العمل أن يتحدث عن حرية التعبير، وهي وسيلة استخدمها داخل الفيلم من خلال عرضه للعديد من الفرق الموسيقية التي استخدمها كنوع تقني للتنقل بين الشخصيات، وعرض نماذج مختلفة من المواهب التي تبحث عن الاكتشاف، وأنه بدوره كسينمائي رأى أن الأسكندرية هي أفضل الأماكن تعبيرًا عن فكرته لأنه وجد فيهم عشقهم للموسيقى دون البحث عن ربح، فعلاقة أهالي الأسكندرية مرتبطة بالشارع وحبهم في مدينتهم وترابطهم بها، واستخدامهم للشارع والحوائط كبديل للتعبير عن الموهبة بدلا من اللجوء للمسؤولين الذين إذا جلسوا على الكراسي تتغير قناعتهم مثلما رأينا قبل وبعد الثورة فنانين لايمتلكون موهبة ولكنهم يسعون للوصول لمناصب إدارية من أجل السلطة. قصة هذا العمل هى مجموعة من القصص الحقيقية التي ضفرت وأصبحت شكلا كاملا من حياتنا فالجمهور يريد أن يرى موضوعات أقرب لحياته لذلك جعلت السيناريو والحوار بين الشخصيات يسير بتلقائية، غير معتمدين على كتابة المشاهد ولكن المشهد كنا نتفق عليه فقط ماذا سنفعل به، ويأتى الحوار أشبه بالارتجال بين الشخصيات. وعبر مخرج العمل أنه جعل نهاية العمل متفائلة لتفاؤله الشديد بأن القادم أفضل، وقال: على الرغم من عدم وجود إمكانيات ضخمة وقت صناعة العمل ولكن قناعة صناعه بضرورة التغيير وصناعة تجربة جديدة هو ما أدى إلى نجاح العمل. أما الفنان خالد أبو النجا الذي أبدى سعادته الشديدة لأنه مازال يحضر عرضا لفيلمه"ميكرفون"حتى الآن على الرغم من مرور عامين على إنتاجه. وتحدث عن الفيلم مؤكدًا أن الفيلم تحول من تجسيد حالة تحدث في الأسكندرية لتوثيق حالة مصر وبيئة كاملة هامة في المجتمع فيعد هذا العمل الأول الذي تعرض لهذه الفرق وبحث في مشاكلهم قبل الثورة ثم بعد الثورة والبحث عن التغيير أصبحت هذه الفرق تشكل طفرة جديدة وتغيير في الفن المصري مثل فن الجرافيتي الذي تحدث عنه الفيلم ثم أصبح فنا هاما بعد الثورة، فعند مشاهدة الجمهور للفيلم شعروا بأن هناك ثورة ستحدث. وقال أبو النجا:"إن الجيل الجديد من السينمائيين استطاعوا أن يكسروا بأفلامهم الحدود واستطاعت أن تصل للخارج وأصبحنا غير معزولين ووجود هذا الجيل من المخرجين الشباب الذين لديهم صدق وتواصل مع اللغة التى يتعامل معها العالم من "صورة واللغة " في الأعمال رغم الإمكانيات الفقيرة، وهناك ثورة حقيقية في صناعة السينما وكبت الحريات يأتي بعده طفرة في الأعمال. وقالت يسرا اللوزي:"إن شخصية "سلمى" التي تجسدها في الفيلم هي شخصية مركبة وشخصية مختلفة في عرض فكرة وتجربة الفرق المستقلة للموضوع، فهي تبتعد عن الشخص الذى يحبها لاختلافها عنه فى التفكير وأيضا لاختلافها عنه في تنفيذ فكرة مشروع تخرجهما عن الفرق المستقلة التي تدور حولها الأحداث. وعبرت الفنانة سلوى محمد علي عن سعادتها بمشاركتها في هذا العمل، وقالت إن مخرج العمل لم يعرض عليها الدور ولكنها هي التي سعت لتجسيد دور في هذا العمل منذ علمها بقيام صناعه بتنفيذه إلى أن اشتركت به وفخورة بدورها رغم كونها ضيفة شرف في العمل، لكنها رأت أن العمل يشكل ثورة وتغيير وإلقاء ضوء على الفرق الفنية المهمشة. وقال د.محمود اللوزي والد الفنانة يسرا اللوزي إنه اشترك بالمصادفة في هذا العمل ولكنه سعيد بهذه التجربة الشبابية ودوره في الفيلم يمثل التواصل بين جيلين جيل الشباب والآباء وهو يفشل في التواصل مع ابنه "خالد" خلال الأحداث ولكنه ينجح من خلال الموسيقى أن يتواصل مع أحد أصدقائه. و انتهت الندوة بدعوة الحضور من الإعلاميين والصحفيين وأبطال العمل بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورة 25 يناير .