سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائد المجلس العسكرى لحلب ل«الوطن»: موقف «مصر الثورة» ليس على قدر الدماء التى سفكت في سوريا تحقيق أهداف ثورة الشعب المصرى سينعكس على نجاح ثورتنا.. ونعتب على الذى لم نرَ منه مظاهرة واحدة تندد بما يجرى فى سوريا
ظهر فى مقطع فيديو، يجلس أمام جهاز كمبيوتر محمول ويرتدى شارة عليها علم الثورة السورية، وخلفه 4 من الشباب يحملون سلاحاً خفيفاً وعلامات الثقة والحزم مرتسمة على وجوههم.. بدأ الرجل الذى ظهر وهو يرتدى لباساً عسكرياً، وعلى كتفيه نجمتان ونسر تدل على أنه يحمل رتبة «عقيد»، فى تلاوة بيان يعلن فيه انشقاقه عما أسماه جيش «العصابة الأسدية». البيان الذى تلاه فى منتصف مارس من العام الحالى، جاء فى مقدمته أسباب انشقاقه عن الجيش الأسدى، التى تركزت فى انحراف الجيش عن مهمته الأساسية، وهى حماية المواطنين وتحوله إلى عصابة لحماية «آل الأسد»، واستمراره فى الممارسات الوحشية من القتل والتدمير للمدنيين، ليصبح العقيد عبدالجبار العكيدى، بعد ذلك قائد المجلس العسكرى للعاصمة الثانية للنظام السورى «حلب». «الوطن» التقت مع العقيد العكيدى، وحاورته لمعرفة آخر تطورات الوضع الميدانى والعسكرى لمدينة حلب وريفها، وإلى نص الحوار: * ما آخر تطورات الوضع الميدانى فى حلب؟ - الوضع الميدانى جيد.. أبطال الجيش الحر يسيطرون على نحو 80% من مدينة حلب ونحو 90% من ريف حلب، وكانت هناك تطورات قوية جداً فى الأسبوع الأخير، بالنسبة إلى أبطال الجيش الحر، بتحريرهم حاجز الليرمون، المدخل الشمالى لمحافظة حلب، وتحرير حاجز ومستشفى الكندى من العصابة الأسدية، مما يعنى قطع طرق الإمداد بالنسبة إلى العصابة الأسدية عند كلية المشاة، معقل قوات الأسد. * كيف يجرى التواصل مع هذا العدد الكبير من الكتائب والألوية المتنشرة على جبهات حلب؟ - أنا موجود وسطهم بشكل دائم سواء فى حلب المدينة أو الريف، فضلاً عن أن قادة الكتائب دائماً يزودوننى بالخُطط والمعلومات عن كل كتيبة واستشارتى قبل الإقدام على أى عملية عسكرية. * هل هناك إحصاء بعدد الخسائر التى كبّدها الجيش الحر للجيش الأسدى خلال الفترة الأخيرة؟ - الخسائر كبيرة، لا أستطيع أحصاءها بشكل دقيق، وخسائره كبيرة فى العناصر والعداد، فضلاً عن الغنائم التى حصدها الجيش الحر من أسلحة وذخيرة، فهذا نظام منهار ومعنويات جنوده ضعيفة جداً، تركوا أسلحتهم وذخائرهم ومَن سنحت له الفرصة للفرار، هرب. * ما المشكلات التى تواجهكم؟ - نقص السلاح والذخيرة. * وكيف تعوضونها؟ - من خلال الغنائم تارة، والتبرعات تارة أخرى أو الشراء من السوق السوداء. * هل رأيت الأسلحة اليدوية التى صنعها المقاتلون على الجبهة؟ - نعم رأيتها وزرت كثيراً من مصانع الصواريخ التى أنشأتها بعض أولوية وكتائب الجيش الحر، فالحاجة أُم الاختراع دائماً، وهذا ما أجبرنا الغرب عليه، وقُلتها من قبل سيندم الغرب، لأنه لم يساعدنا ولم يقدم لنا الذخيرة، فنحن نصنع بأيدينا وعقولنا بفضل الله. * ما الفترة الزمنية التى تحتاج إليها كقيادة عسكرية لكى تسيطر على حلب وريفها؟ - إذا وُجد السلاح بين أيدينا لن يستغرق الموضوع أسبوعاً. * بماذا ترد على الإعلام الرسمى للدولة الذى يصفكم بمجموعة من الإرهابين والجماعات المسلحة؟ - أية إرهابين يستطيعون السيطرة على مدن كاملة؟ الإرهابى يستطيع السيطرة على شارع، لا على مدينة تعدادها يصل إلى 20 مليون مواطن، هم الإرهابيون وهم العصابة التى تقتل أهلنا وأبناءنا وأخواتنا وتدمر بيوتنا، وواضح للعالم أجمع أننا أصحاب قضية عادلة، ونحن نتحدى هذا الإعلام الكاذب بأن يكونوا موجودين أو يجرؤون على الدخول لنقل ما يحدث داخل مدننا المحررة. * كيف تستطيعون مواجهة الطيران الحربى والسيطرة الجوية لقوات الأسد؟ - الصعوبة ليست فى مواجهة الطيران الحربى فقط، فهناك القناصة والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، فالعصابة الأسدية تتفوق فى المجال الجوى والقصف البعيد، ونحن نتفوق على الأرض. أصبحت لدينا الخبرة الكبيرة فى التعامل مع هذه القوة، وأصبحت لدينا تكتيكاتنا الخاصة التى نستطيع بها تدمير قوى هذا النظام، على الرغم من امتلاكه هذه الأسلحة الفتاكة. * أمامكم معادلة صعبة فيما يتعلق بكيفة حماية المناطق الأثرية التى تحيطها الاشتباكات، حتى لا تتكرر مأسأة الجامع الأموى، فكيف ستحققون ذلك؟ - بالنسبة إلى الجامع الأموى، نحن كجيش حر، لم يكن لدينا خيار حين هاجمتنا قوات العصابة الأسدية داخله، لأنهم عاثوا فساداً داخل هذا المسجد وشربوا الخمر وأحضروا العاهرات وعلّقوا صوراً لبشار داخله، وبدأوا يصعدون إلى المنبر النبوى الشريف، ويستهزئون به، فالجامع إرث حضارى ليس فقط للسوريين، وإنما للأمة الإسلامية بأكملها، لذلك حين دخلناه وسيطرنا عليه قصفه الجيش الأسدى بعنف بالطيران، وأحرقه قبل مغادرته، نحن ليس لدينا خيار، فهذا نظام مجرم يمكن أن يقصف قلعة حلب بالطيران، وسنُحرر حلب بأية وسيلة، وسندحر نظام الأسد، وعلى المجتمع الدولى مسئولية كبيرة، وهى مطالبة هذا النظام بالتراجع. * هل جرى توثيق هذه الجرائم؟ - نعم، جرى توثيقها جميعاً، ضماناً لمقاضاته بعد نجاح الثورة السورية. * إذن.. هل تفكرون فى مقاضاة الأسد دولياً؟ - ليس دولياً فقط، وإنما سوف نقاضيه فى بلادنا إن شاء الله. * كيف يجرى التعامل مع جنود النظام الأسدى الذين تأسرونهم؟ - نتعامل معهم وفقاً لاتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية لمعاملة الأسرى. * ولكن قيل إن الأسرى الذين أُلقى القبض عليهم جرت إحالتهم إلى ما يسمى بالمحاكم الشرعية؟ - هذه حقيقة، فنحن كمسلمين نأمر بالكتاب والسنة، وهذه محاكم قضائية شرعية مدنية، جرى إنشاؤها خلال فترة الثورة، لتقديم الجناة إليها، ليس فقط من أسرى الأسد، وإنما أيضاً مدنيون أو شبيحة ارتكبوا جرائم ضد السوريين. * ما تقييمك للموقف المصرى تجاه الثورة السورية؟ - يؤسفنا جداً أن يكون موقف مصر أم العروبة، متخلفاً جداً عن المواقف العربية والغربية فيما يتعلق بالقضية السورية، فموقف الحكومة المصرية لم يكن على المستوى المطلوب، خصوصاً بعد الثورة، فلو كان هذا الموقف فى عهد حسنى مبارك، لما كان لدينا أى تحفُّظ لأنه أيضاً مجرم، كبشار الأسد، لكن موقف مصر الثورة، لم يكن على قدر الدماء التى سُفكت فى سوريا، وهذا أمر ليس بالجيد، ونحن نعتب على الشعب المصرى الذى لم نرَ منه مظاهرة واحدة تندد بالقتل والدمار والتخريب داخل سوريا. * إذن.. ماذا تريد من مصر الحكومة، ومصر الشعب؟ - أطلب من الحكومة المصرية أن يكون موقفها من القضية السورية مثل الموقف الفرنسى، الذى اعترف بالائتلاف الثورى الجديد، حيث طلبت فرنسا من دول الاتحاد الأوروبى فرض حظر على بيع السلاح إلى بشار الأسد، أما الشعب فنطلب منه أن يحافظ على ثورته من السرقة، لأنه حين يحقق أهداف ثورته فسوف ينعكس على تحقيق أهداف ثورتنا السورية. * هل تابعت القصف الإسرائيلى على قطاع غزة؟ - نعم، تابعته، والواضح للجميع أن هذا افتعال من حليف بشار الأسد الإسرائيلى، وأنه خفف الضغط على بشار الأسد إعلامياً وميدانياً بافتعال أزمة جديدة، فالأسد يحاول جر جميع الأطراف فى المنطقة، إلى حرب، وسبق أن فعل هذا مع لبنان وتركيا، والآن يحاول قصف بعض الأهداف على جولان المحتلة، التى لم يرسل إليها طلقة واحدة منذ 50 عاماً. * ما الرسالة التى تريد إيصالها إلى مَن يرى أحداث الثورة السورية من بعيد؟ - أهم ما أقوله هو تحية كبيرة للشعب السورى العظيم، وأقول للمعارضة السورية لا تنسوا دماء شهدائنا والشعوب العربية والإسلامية، فانتصار الثورة فى سوريا هو انتصار للدول العربية والإسلامية. وأقول لدول العالم إن الشعب السورى لن ينسى يد العون الذى مُدت إليه والدول التى وقفت إلى جانبه وساعدته، ولن يُسامح الدول التى وقفت إلى جانب النظام المجرم. أخبار متعلقة: «الوطن» على خط النار وجبهات القتال فى «حلب» «أم أسعد»: «أنا أزلم من 100 زلمة».. وأقنع «النسوان» بالنزول للجبهة