تطورت جراحة الطب التجميلي في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، حيث أصبحت عمليات "زراعة الوجه" واحدة من عمليات التجميل الممكنة، والتي يتم خلالها استبدال كل أو جزء من وجه الشخص نتيجة التعرض لأحد الأمراض أو الحروق أو التشوهات ناتجة عن صدمات أو تهشم بالوجه، وعادة ما تتطلب العملية وفاة المتبرع. أعلن مركز "إن واي يو لانجون" للبحوث الطبية في نيويورك عن تمكن فريق طبي بقيادة الدكتور "إدواردو رودريجيز"، من إجراء واحدة من أكبر وأشمل عملية زرع وجه بالكامل، حيث شملت فروة الرأس والأذنين وقنوات السمع والجفون والعضلات التي تتحكم بحركة الجفون. وأجريت العملية لأحد رجال الإطفاء يدعى "باتريك هارديسون" البالغ من العمر 41 عاماً، تعرض لحرق وجهه أثناء مشاركته في عملية إنقاذ أدت إلى انهيار السقف عليه في عام 2001، وحروق مشوهة في وجهه كله، الرأس، الرقبة، والجذع العلوي، بالإضافة إلى الجفون، الأذنين الشفتين، الأنف، وأسفر الحادث عن تغيير معالم الوجه بالكامل. كان "ديفيد روديربو" أمر بالتبرع ووهب باتريك وجهه وأعضاءه قبل وفاته متأثرا بجروح عقب تعرضه لحادث ركوب دراجات. أجرى "هارديسون " أكثر من 70 عملية جراحية سابقة، خلال الفترة الماضية، وأكد البرفيسور "رودريغز" أن هذه العملية وضعت معايير جديدة لعمليات زراعة الوجه، وأنها الأكثر نجاحاً من حيث كمية الأنسجة المنقولة، وأوضح أن بين المعالم الأخرى التي تحققت في جراحة باتريك "زرع الأذن وقنوات الأذن، زرع الجفون والعضلات المتحكمة بحركتها، وكذلك أوعية المتلقي الدموية وأعصابه للحفاظ على الدورة الدموية". يذكر أن العملية أجريت في صباح يوم 14 أغسطس 2015، بقيادة الدكتور إدواردو رودريجيز ومشاركة فريق طبي مكون من أكثر من مائة طبيب وممرضة وعدد من الفنيين بالمركز، واستمرت 26 ساعة، كما استغرقت فترة التحضيرات للعملية أكثر من عام.
