أوعى تشتري المستعمل.. أسعار الذهب اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 (فيديو)    انفجارات قوية.. الاحتلال يستهدف موقعًا عسكريًا للجيش السوري    موعد مباراة ليفربول القادمة أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي    مجلس التعاون الخليجي يستنكر الهجوم الإرهابي في تركيا    لا توجد ضحايا.. الطيران الأمريكي البريطاني يستهدف مطار الحديدة باليمن    انتصارًا للدماء البريئة.. ماذا قالت المقاومة الإسلامية عن تنفيذ عملية الجولان؟    هاريس: ترامب يشيد بهتلر ويسعى إلى سلطة "غير مقيدة"    اليوم.. بدء صرف مرتبات أكتوبر للعاملين بالدولة    "فوز برشلونة وليفربول".. نتائج مباريات أمس الأربعاء    أسامة عرابي لمصراوي: أزمة ثلاثي الزمالك لن تؤثر على أداء الفريق في السوبر    خدوا بالكم، تحذير جديد من الأرصاد الجوية بشأن طقس اليوم الخميس    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواطنين بمدينة نصر    علي الحجار يطرب جمهور مهرجان الموسيقى العربية    تبدأ من 40 دينارا.. أسعار تذاكر حفل أصالة نصري في الكويت    رئيس اللجنة العلمية لمهرجان الموسيقى العربية: "نعد له قبل موعده ب 6 أشهر"    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    محافظ بورسعيد للمعلمين المحالين للمعاش: رسالتكم لم تنتهِ.. وأبناؤكم وأحفادكم أمانة فى أيديكم    تصل إلى 50 ألف دولار.. تعرف على قيمة جوائز مسابقة الأفلام الطويلة ب«الجونة السينمائي»    تعرف على موعد عرض مسلسل برغم القانون (الحلقة الأخيرة)    3 عقوبات تنتظرهم.. وليد صلاح يكشف الحكم الذي ينتظر ثلاثي الزمالك بالإمارات (فيديو)    وفاة و49 إصابة خطيرة.. اتهام ماكدونالدز أمريكا بتفشي مرض في الوجبات    فلسطين.. قصف على محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال غزة    ناصر القصبي يغازل فتاة روبوت في ثاني حلقات "Arabs Got Talent" (صور وفيديو)    «شكرا أخي الرئيس».. كل الأجيال لن تنسى فضله    إعلام لبناني: 10 غارات إسرائيلية تدمرمجمعًا سكنيًا بالضاحية الجنوبية لبيروت    حريق هائل يدمر شقة المطرب نادر أبو الليف بحدائق الأهرام    انقلاب مروع على طريق "القاهرة-الفيوم" يودي بحياة شخصين ويصيب 7 آخرين    ضبط المتهم بواقعة سرقة قرط طفلة بالشرقية    القبض على سائقين قتلا شخصًا في عين شمس    أحمد الجمال يكتب: المسيرة والسنوار    منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة .. انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب    الذكرى ال57 للقوات البحرية| الفريق أشرف عطوة: نسعى دائما لتطوير منظومة التسليح العسكري    حزب مستقبل وطن بالأقصر ينظم قافلة للكشف عن أمراض السكر بمنطقة الكرنك    «اتصالات النواب» توضح حقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    محمد عبدالله: دوافع الزمالك أكبر للفوز بالسوبر المصري    نشرة التوك شو| موعد المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.. وحقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    أكروباتية خرافية من هالاند.. سيتي يقسو على سبارتا براج بخماسية في دوري أبطال أوروبا    قصة عجيبة.. سيدة تدعو على أولادها فماتوا.. والإفتاء تحذر الأمهات من ساعة الإجابة    ما هي بدائل الشبكة الذهب؟.. الإفتاء توضح للمقبلين على الزواج    أذكار النوم: راحة البال والطمأنينة الروحية قبل الاستغراق في النوم    النصر الليبي يعلن مواجهة الزمالك في مهرجان اعتزال أسطورته    إطلاق المرحلة الأولى لمبادرة «تشجير المدارس»    الأكاديمية الطبية العسكرية تنظّم المؤتمر السنوى ل«الطب النفسي»    مفاجأة بشأن موعد محاكمة ثلاثي الزمالك في الإمارات    «جذع نخلة وماسورة مياه» وسيلة الوصول لمدارس 3 عزب بأسيوط    بيان عاجل من هيئة السياحة حول تأشيرة الترانزيت للسعودية: ما الحقيقة؟    خبير اقتصادي: الهدف من مراجعة صندوق النقد تقليل وتيرة ارتفاع الأسعار    جامعة الأزهر تكشف حقيقة شكاوى الطلاب من الوجبات الغذائية    محافظ بورسعيد: نعمل سويًا مع الجامعة لرفع كفاءة الملاعب وتطويرها    عاجل - "أفضل خيار لشراء سيارة سيدان أوتوماتيك لعام 2024 بسعر 250 ألف"    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    «آركين».. «كل نهاية بداية جديدة»    «المصريين الأحرار»: لا يوجد نظام انتخابي مثالي.. والقوائم تتجنب جولات الإعادة    تخلق عالمًا خاص.. 3 أبراج تدعم شريكاتها أثناء الحمل    حصاد 83 يوما .. حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 131 مليون خدمة طبية مجانية    وزير الصحة يبحث دعم خدمات الصحة الإنجابية مع إحدى الشركات الرائدة عالميا    لتغيبه عن العمل.. محافظ البحيرة تقرر إقالة مدير الوحدة الصحية بقرية ديبونو    محافظ المنيا: تقديم خدمات طبية ل 1168 مواطناً خلال قافلة بسمالوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما تقولش سمسارة.. قول: «بيزنس وومان»
نشر في الوطن يوم 10 - 09 - 2015


فتيات يعملن فى سوق العقارات
تظل مهنة السمسار مرتبطة فى أذهان الجميع بكونها مهنة للرجال فقط، لكن الوضع تغير كثيراً مع إقبال بعض الفتيات للعمل فى هذا المجال.
«انتى هتشتغلى سمسار بس ببدلة، سمسار محترم شوية»، أول ما سمعته هاجر الرشيدى، التى تعمل فى سوق العقارات منذ خمس سنوات، مجال وجدت به ضالتها فى العمل، وبناء اسم وسمعة طيبة بين أناس لا تعرفهم، قررت خوض التجربة.
بدأت الفتاة ذات ال28 عاماً من القاهرة الجديدة، وظلت بها فترة حتى انتقلت للعمل فى مدينة 6 أكتوبر، «بس مارتحتش فى 6 أكتوبر خالص، القاهرة الجديدة كل الناس عارفة بعض، وممكن أكلم حارس يظبطلى شقة أو أتفق مع زمايلى على العمولة، السوق مش مفتوح قوى زى 6 أكتوبر»، تختلف الشركات التى تعمل لديها هاجر، من شركات تسويق للعقارات فقط إلى شركات بيع وشراء وتسويق، «فيه فرق بين العقارات والعربيات، أنا مش ببيع وباخد عمولة أى كلام، لا أنا ببيع شقق بملايين وليَّا عمولتى»، تستنكر الفتاة نقد الناس لتلك المهنة، خاصة إذا عملت بها فتاة، فهى تراها أقرب للبيزنس من السمسرة، تتعدد مهام هاجر بين إقناع العميل عن طريق التليفون إلى الصرف على إعلانات خارجية، وعلى مواقع عقارية، وبانرات فى الشوارع، والنزول إلى موقع العقار مع سيارة الشركة والعميل، «متعة إنك تكسبى الزبون اللى قدامك وتخليه يشترى»، تلعب هاجر فى عالم البيع والشراء على استراتيجيتين، أولاهما أن الزبون عبارة عن شنطة فلوس متحركة، فإذا حان الوقت يجب كسب تلك الحقيبة، والأخرى تعتمد على أن الزبون فى حاجة للشراء فتقدم هاجر ما لديها وتنتظره ليأتى لها بالبيعة، «أهم حاجة مكونش ملتوية، واعمل خطط تضمنلى إنه هيشترى منى، فيه زباين بتفضل تتفاوض معانا بالشهور، ويغيروا خططهم كذا مرة، والسعر وهكذا الشطارة إنى أفضل معاه للآخر».
«كل ما بشتغل كل ما بلاقى حاجات جديدة، وإنه بيزنس بحره واسع قوى، ولسه شوية»، رغم الخبرة التى اكتسبتها ورغبتها فى تكوين شركة لحسابها الخاص، تجد الفتاة أنها تحتاج لبعض الوقت، «أصل التعب فى المجال ده من نوع مختلف، مش مجهود بدنى بس، ده ذهنى، ومش سهل الشغل فى سوق بالمواصفات دى، على قد الفلوس اللى ممكن تيجى من ورا الشغلانة على قد المخاطر اللى هتتحط فيها». رغم خبرتها الصغيرة فى مجال السمسرة والعقارات، فإن سارة شوقى استطاعت أن تعرف ما يريده العميل منها عند بيع عقار فى مكان ما، «عايز مقدم قليل وسعر قليل وأقل قسط ومكان تحفة طيب إزاى»، الصدق والأمانة هما الطريق الذى رسمته سارة لنفسها فى هذا المجال، وذلك لأن العميل فى الغالب أصبح لا يملك ثقة فى شركات التسويق العقارى، «محتاجة أصل دى شقة العمر، ومش استثمار والعميل بيدفع فيها كل فلوسه فعايزها تكون أحسن حاجة». ترى سارة كذلك أن المجال متعب للغاية، ويحتاج إلى صبر وإمكانيات واسعة كى تستطيع التكملة به، «لازم أوضح الصورة كاملة طول الوقت، ومميزات وعيوب العقار، ولازم أنا نفسى أكون مركزة»، وفق سارة، التى تضع العميل على أولوياتها، قبل عملية البيع والشراء وعمولتها الشخصية، فدورها يقتصر على تخليص عمليات البيع والشراء تليفونياً، «الشركة مش بتنزل غير الشباب للمواقع، البنات يشتغلوا جوه الشركة»، وتستنكر سارة هذا التمييز، ولا مانع لديها فى المعاينة مع العملاء بالخارج، «هروح بعربية الشركة وهيبقى معايا زمايلى مش هروح مع عميل لوحدى، هخاف من إيه؟». ميرنا مصطفى، 23 عاماً، كل خبرتها فى المجال العملى هو السمسرة وبيزنس العقارات، ثلاث سنوات عمرها فيه، إلا أنها كفتاة واجهت كثيراً من المواقف التى جعلت رأيها، «أنا لو عليَّا البنت متشتغلش ولا تتمرمط وتفضل قاعدة فى البيت»، حيث كُسرت قدم الفتاة العشرينية ذات مرة بينما خرجت مع عميل فى موقع العقار ولم تشاهد الحفرة التى وقعت بها، «معندناش تأمين طبعاً، رجلى اتجبست شهر، وقعدت فى البيت، بس قبضت مرتبى كامل الحمدلله».
«للأسف معظم الناس فى البلد دى مش بيحبوا المجال ده، انتى بتقابلى عمال كتير، ورجالة وطالعة نازلة»، طوعاً أو جبراً تكمل ميرنا عملها فى هدوء، حيث لا تعرف مجالاً آخر تعمل به، «أول ما اتخرجت اشتغلت فى المجال ده، ومفيش حاجة تانية اشتغلتها»، «مرمطة»، على الرغم من «فلوسه الكتيرة»، فإنه يستنزف الصحة بوجه عام، «كل اللى بيشتغلوا فى المجال ده عندهم الضغط وبيشربوا سجاير، وفعلاً ممكن يجيلك فلوس من الهوا».
للعاملين فى المجال بوجه عام متاعبهم وللفتاة بوجه خاص مصاعب أخرى، فالبنت حينما تعمل فى مهنة ما عليها إثبات كفاءتها فى العمل، بالإضافة إلى إبعاد النفوس المريضة عنها، والمحافظة على السمعة الطيبة، «مرة كنت مع راجل عنده 60 سنة بتفرج على الشاليه بتاعه وبصوره عشان أبيعه، قالى تعالى قضى الويك إيند معايا وخدى كذا وكذا ونبقى صحاب، بس أنا صديته ومردتش عليه»، هذا ليس الموقف الوحيد الذى تعرضت له الفتاة العشرينية من سخافات العملاء، فحسب مزاج المتصل بالشركة إذا كانت تقوم بالبيع تليفونياً، تجد المعاملة، «مرة واحد سب، وأنا مينفعش أرد، وغيره يتعامل كويس، على حسب مزاجهم».
بالإضافة إلى مشاكل العملاء خارجياً تجد ميرنا تمييزاً للذكور داخلياً فى بعض الشركات، حسب ما تنقلت بينها على مدار ثلاث سنوات، «بيميزوا الولد، وبيضحكوا على البنات ويقللوا العمولة بتاعتنا، الشركات مش ماشية بقوانين العمل أصلاً»، ولا تجد ميرنا ميزة فى الشركات سوى الإعلانات والانتشار، وتنتظر فرصة لتكون حرة وتعمل لحسابها، وهى الخطوة التى بدأت فى تنفيذها بالفعل بعد كم المضايقات التى تعرضت له طوال عملها، «الشركة بتستنزف العربية بتاعتى، ومجهودى، وبعد كده ما آخدش العمولة كاملة، 50% منها، أو راتب ثابت زائد 25% منها، وساعات لو مابعتش مش بقبض خالص».
تخرجت آلاء محمد من جامعة 6 أكتوبر، من كلية العلوم السياسية، وكالمعتاد فى مصر لا يعمل أى شخص بشهادته وإنما فى مجال آخر، فهدت الصدفة آلاء إلى مجال العقارات، وعملت به ونجحت طوال ثلاث سنوات، «هو مجال حلو بس مش حاجة واو، نفسى أشتغل بشهادتى وأكون سفيرة»، تنقلت آلاء بين عدة شركات، بعضها كان استغلالياً، والآخر لا يقدر عمل الفتيات، «كان ممكن أنزل مع زميلى نفرج ناس على شقق، ومش باين إنها عربية شغل، ودى حاجة محرجة ليَّا ولأهلى إنى نازلة مع مجموعة شباب».
منذ كان عمرها 21 سنة وهى تحاول بناء سمعة طيبة لها فى هذا المجال، «أنزل لوكيشنز، وأفرج العملا، وممكن ألف وأدور وأتفق مع حارس العقار وفى الآخر البيعة تبوظ عادى جداً»، ثم امتنعت عن النزول للمواقع واكتفت بالمكوث خلف المكتب الخشبى تتابع سير عمليات بيع وشراء العقارات تليفونياً، فيه شركة تحافظ على الفتيات من النزول للشارع، «بس الأوحش فى التليفونات قلة الذوق، وبعدين يتفق معايا العميل على كوميشن وبعدين يرجع فى كلامه وهكذا». بعد فترة من العمل فى هذا المجال استبدلت آلاء السيارة العادية بأخرى تحمل اسم الشركة التى تعمل لديها، وطوعت الظروف من حولها وعملت ما ترغب به فى هذا المجال، فتجولت فى مواقع العقارات بصحبة الفتيات بدلاً من الشباب، «وعرفت إزاى من قعدتى فى البيت أعمل فلوس من الهوا، وإزاى ممكن يطلع عينى بره وألف وبعدين واحد قليل الذوق ياخد منى العميل، البنت فى المجال ده مش بونبوناية، لا بتسحل عادى جداً»، العمل فى مجال العقارات ليس سهلاً، فهو وفق آلاء يحتاج دوماً لمجهود ذهنى وعصبى، «بنزل وامشى فى الرمل واتفق على نسبتى والراجل يقلله»، وعليهن كذلك تحمل العملاء ومطالبهم الكثيرة، «لو العميل بييجى الشركة ويخلص كل حاجة يمكن منتعبش، بس أنا مطالبة إنى أخلى ده يرضى عن سعر عميل تانى، وأفض خناقة على التكييف، وصداع التليفونات من العملا كل شوية، وبعد ده كله أقنعهم إن المفروض ليَّا عمولة مناسبة»، لذا يصبح أمل آلاء الأخير هو العمل لحسابها الشخصى، بعيداً عن متطلبات الشركات، «لسه خبرتى مش كبيرة، بس أن باسعى يكون ليَّا شغلى الخاص».
«البنت ممكن تتعب من الشغلانة دى»، وفق علاء السيد، أحد أصحاب مكاتب التسويق العقارية، الذى عمل فى تلك المهنة لسنوات، ويرى أن الفتيات دخيلات عليها، ويؤرخ فترة دخولهن منذ ثورة ال25 من يناير، التى يراها «ثورة عقارية» أيضاً لما شهدته من مخالفات صارخة وتعدٍ على أصول المهنة، ولكنه يرى أن عمل الفتيات فيه «مش عيب، طالما بتنزل وتطلع مع حد من المكتب، مش بتروح تفرج العميل الشقة لوحدها»، وعلى الرغم من ذلك لا يفضل علاء أن تعمل لديه فتيات فى مكتبه، لأن الرجال يستطيعون القيام بتلك المهام بشكل أكبر. من أسوان جاءت «أم مروة» مع زوجها بحثاً عن ظروف معيشية أفضل، ولأن فى يد زوجها صنعة السمسرة قررت أن تساعده فيها، فتفوقت على نفسها، ودخلت بيزنس العقارات وبدأت بتأسيس سمعة طيبة لها فى السوق، «ألف من يعرفنى وتهمنى الخدمة الكويسة للناس، والفلوس تيجى بعدين»، لم تكتف ابنة أسوان بطبيعة عمل واحدة، بل هى حنانة أيضاً وكوافيرة، وصاحبة مكتب توظيف عمالة، نجاحها وسمعتها الطيبة بين الناس أهلتها لتكون هى القبلة لديهم، «أى حد عايز مساعدة بساعده، عشان معارفى كتير بسبب طبيعة عملى».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.