قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فى افتتاحيتها أمس: إن الهجوم الإسرائيلى على غزة ليس الأول من نوعه، لكن الظروف السياسية تغيرت، مع حكم الإخوان مصر، وبالتالى فإن الرئيس محمد مرسى يواجه أخطر اختبار له منذ انتخابه، إذ يتعرض لضغوط للدفاع عن الفلسطينيين، لكن بلاده لا تزال غير مستقرة، إضافة إلى احتياجها للمساعدات الغربية لدعم الاقتصاد المتداعى. وأضافت: بالرغم من أن مرسى سحب السفير المصرى وأرسل رئيس الوزراء لزيارة غزة، فإنه لم يعرض دعم حماس عسكريا، أو يهدد باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. وأكدت الصحيفة أن سياسة التوازن التى يتبعها مرسى، سلطت الضوء على العلاقة بين إسرائيل ومصر، وكشفت عن وجود تهديد لاتفاق كامب ديفيد، للمرة الأولى منذ توقيعه ما يزيد الضغط على القاهرة، حيث ستعتبر أى عملية إسرائيلية فى غزة أكثر خطورة من سابقاتها، ما يهدد الاستقرار فى المنطقة بأسرها. مشيرة إلى أن الهجمات تتزايد على غزة رغم الدعوات الدولية بوقف التصعيد، وأوضحت أن مصر طلبت من الولاياتالمتحدة كبح جماح إسرائيل، فى الوقت الذى دعت فيه أمريكا مصر للضغط على حماس لوقف إطلاق الصواريخ، بينما لا يريد أى طرف أن يبدأ بالمهادنة، ولهذا لم يصمد وقف إطلاق النار أثناء زيارة «قنديل» لغزة لأكثر من ثلاث ساعات، تقدم بعدها عدد من الدبابات الإسرائيلية إلى حدود غزة، ما يزيد من فرص الهجوم البرى على القطاع. وعلقت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، على قرار مرسى استدعاء السفير، بقولها: «لعب كل أوراقه دفعة واحدة ووضع مصر فى موقف صعب ربما يجعل إسرائيل تصعد من هجومها على غزة» ونقلت الصحيفة عن عوفر زلزبرج، المحلل المختص بالشرق الأوسط فى مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن «قدرة مرسى على المناورة محدودة للغاية فكل ما قام به حتى الآن لا يختلف كثيرا عما قام به مبارك»، وأضافت: مصر شريك فى السلام مع إسرائيل، كما أن اقتصادها يعتمد على المساعدات الغربية، وجيشها يحصل على أغلب ميزانيته من المساعدات الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة قنديل تشكل دعما لحماس ومناورة دبلوماسية للحصول على «استراحة محارب»، ونقلت عن مسئول أمريكى قوله إن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، على اتصال مع كبار المسئولين فى إسرائيل ومصر والأردن، فى محاولة لإثناء حماس عن إطلاق الصواريخ، وتجنب اجتياح برى إسرائيلى جديد لغزة لأن كل دولة لها الحق فى حماية نفسها لكن لا تزال هناك فرصة لنزع فتيل الأزمة. أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فأبرزت فى تقرير لها مظاهر الاحتجاج الشعبى على الهجوم الإسرائيلى، حيث رفع الآلاف من المصريين خارج المساجد والساحات العلم الفلسطينى، ودعوا إلى تحرير فلسطين وتدمير تل أبيب، ونقلت الصحيفة هتافات «على غزة رايحين شهداء بالملايين» و«الموت لأمريكا»، فى الوقت الذى صرح مرسى بأن مصر لن تترك غزة وحدها، كما ذكرت الصحيفة فى تقرير آخر أن إسرائيل سرعت من وتيرة هجومها الجوى على قطاع غزة، ودمرت مكاتب رئيس وزراء حماس، إسماعيل هنية، فيما بدا أنه استهداف لقادة حماس، وأضافت الصحيفة فى تقرير آخر أن مكاتب «إسماعيل هنية» التى التقى فيها هشام قنديل قد تحولت إلى أطلال، بالإضافة إلى مقر شرطة حماس والأمن الداخلى، ومنزل أحد القادة العسكريين، فى الوقت الذى استدعت فيه إسرائيل قوات الاحتياط، وحشدت المدرعات على حدود قطاع غزة استعدادا لغزو برى محتمل. وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية: إن زيارة قنديل السريعة لغزة تؤكد دعم مصر لحكومة حماس وإظهار الدعم السياسى والفعلى، فى ضوء الهجوم الإسرائيلى على غزة، وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى قد قصف أكثر من 200 هدف فى ليلة واحدة منها أماكن إطلاق الصواريخ وكذلك بعض أنفاق رفح، على الحدود بين غزة ومصر، بالإضافة إلى مقر هنية، كما استعرضت الصحيفة مظاهر التضامن المصرية مع غزة ودعوات الجهاد، وأشارت إلى أن الصواريخ التى تطلقها حماس باتت تصل إلى مشارف القدس لأول مرة فى نقلة نوعية.