نجحت القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة وأجهزة المعلومات فى تنفيذ خطة «الدرع الفولاذى»، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة لتأمين احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة، الحدث العالمى الأبرز أمس، بمشاركة أكثر من 240 ألف ضابط وجندى من التشكيلات الأمنية والعسكرية المختلفة. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل«الوطن» أن خطة «الدرع الفولاذى» تمكنت من شل أى تحركات للعناصر الإرهابية، وكل من كان يخطط لإفساد فرحة المصريين فى يوم افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث كانت جماعة «الإخوان» تخطط للخروج فى مظاهرات فى عدد من المحافظات بالتزامن مع احتفالات افتتاح القناة، وفق مخطط كانت الجماعة تجهزه قبل حوال شهر بناء على تعليمات من بعض قادة التنظيم الموجودين بالخارج، حيث كانت «الإخوان» تسعى للخروج فى تظاهرات فى الميادين العامة بالمحافظات المختلفة والاحتكاك برجال الأمن لإفساد المشهد العالمى، ولكن رجال الجيش والشرطة نجحوا فرض سيطرة على كافة الطرق الرابطة بين المحافظات والمدن المختلفة، وكذلك الميادين العامة لتفويت الفرصة وإحباط أى تحرك من شأنه أن يعكر صفو الاحتفالات. وأضافت المصادر أن خطة «الدرع الفولاذى» نجحت كذلك فى إحباط ما يقرب من 5 مخططات إرهابية خلال الأيام والساعات القليلة التى سبقت الافتتاح، حيث كانت الجماعات الإرهابية فى سيناء وبدعم وتمويل من جماعات وأجهزة مخابرات أجنبية، تخطط لتنفيذ عمليات إجرامية بالتزامن مع حفل افتتاح القناة الجديدة، ولكن وبناء على تحريات أجهزة المعلومات تم تفويت الفرصة نهائياً على هؤلاء المتربصين ونجحت قوات الجيش والشرطة فى توجيه ضربات استباقية قوية ضد بؤر الإرهاب فى كل مناطق شمال سيناء وإحباط هذه المخططات نهائياً. وأوضحت المصادر أن طائرات الجيش والقطع البحرية المقاتلة تمكنت كذلك من فرض السيادة التامة فى الجو البحر لرصد أى تحركات للإرهابيين وحصارهم وشل حركتهم نهائياً، فى الوقت الذى أعلنت فيه قوات «حرس الحدود» حالة الاستنفار القصوى على كل الاتجاهات الاستراتيجية والحدودية لإحباط أى مخططات اختراق للحدود. وأشارت المصادر إلى أن رجال الجيش الثانى والثالث نجحوا أيضاً فى السيطرة التامة على محيط احتفالات قناة السويس الجديدة، حيث انتشرت قوات متخصصة من المقاتلين على كافة مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى مكان الاحتفال علاوة على نشرات قوات من «ال777 وال999» المتخصصة فى مكافحة الإرهاب لتأمين الوفود والمنصات الخاصة بالاحتفال. وخصصت القوات المسلحة والأجهزة المعنية غرف عمليات لمتابعة تطورات الأحداث أولاً بأول وتسهيل عملية التدخل والدفع بأى قوات إضافية فى حالة الضرورة، كما أمنت قوات الجيش خطوط سير الوفود من وإلى مقر الاحتفال حيث تمت السيطرة الأمنية على الطرق بشكل تام. من جانبه، قال العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، فى بيان مساء أمس الأول إنه «فى إطار استكمال عمليات مكافحة الإرهاب والنشاط المتطرف بمثلث (العريش - الشيخ زويد - رفح) وردت معلومات مؤكدة من الأجهزة الأمنية تفيد بقيام العناصر الإرهابية باستغلال مخزن بمنطقة (بلعة) غرب مدينة (رفح) لإخفاء الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة. وعلى الفور تم الدفع بالهليكوبتر المسلح لتدمير المخزن المشار إليه، وفى تمام الساعة التاسعة من مساء أمس الأول الأربعاء وأثناء القيام بأعمال الاستطلاع الجوى لمنطقة الهدف، لوحظ تحرك سيارة دفع رباعى محملة بكمية من الأسلحة والذخائر خلف منطقة الهدف، فقام الهليكوبتر المسلح باستهداف العربة ومخزن المواد المتفجرة ما أسفر عن تدمير المخزن بالكامل والعربة، ومقتل عنصرين إرهابيين كانا على متن السيارة. فى سياق متصل، شارك، أمس، أكثر من 15 ألف ضابط ومجند شرطة فى تنفيذ الخطة الأمنية الشاملة فى محافظات القناة الثلاث (بورسعيد والإسماعيلية والسويس)، لتأمين حفل افتتاح قناة السويس بعد اعتمادها من اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، كما شاركت كل قوات الشرطة فى العاصمة والمحافظات فى أعمال التأمين وكثفت من وجودها فى الشوارع والميادين وعلى الطرق الصحراوية. ودفعت الشرطة بعشرات الكمائن على الطرق السريعة لرصد الحالة الأمنية عليها والتدخل السريع لمنع حدوث أى أعمال عدائية أو استهداف للقوات الموجودة فى الكمائن. وحظيت القاهرة بإجراءات تأمين مشددة فى الميادين والشوارع الرئيسية، خاصة ميدان التحرير الذى فُتح أمام المواطنين الذين حضروا للاحتفال بهذا الحدث التاريخى. وأضافت المصادر أن إجراءات تأمين الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة ليست مقتصرة فقط على مدن القناه، لكنها امتدت إلى كل المحافظات، لتأمين خطوط سير الوفود المشاركة إلى موقع الاحتفالات والعودة إلى مطار القاهرة الدولى، وأن الخطة شملت أيضاً تكثيف الإجراءات الأمنية بمحيط كل المنشآت المهمة والحيوية إضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط كل المواقع الشرطية وأقسام ومراكز الشرطة ومديريات الأمن بمختلف المحافظات، وأن خطة التأمين لن تنتهى بانتهاء الحفل.