إحنا شعب متديّن بطبعه، بنحب نقتدي بالرسول الأعظم في كل أمور حياتنا، تربية الدقن، لبس الجلابية، تعددالزوجات، لكن تعالى قول لشاب اتجوز واحدة أكبر منّك ولو بيوم، واقتدي برسولك في زواجه من السيدة خديجة،على طول تلاقيه عمل من بنها!!!!! لو دوّرنا على أسباب الاعتراض هنلاقي حجج وأسباب لا تتماشى إطلاقا مع الطبيعة المتدينة للشعب المصري، اللي من المفروض بيسيب كل حاجة لترتيب ربنا، بس مادام الموضوع بيتعلّق بالبنات فلازم نلاقي كل أشكال الاضطهاد والعنصرية!!! الحِجّة الأولى هيّا الإنجاب، تلاقي مامت العريس تقولله يابني خدلك واحدة صغيرة تعرف تخلّفلك عيال وعزوة، مع إن ياما بنات اتجوزوا صغيّرين وقعدوا سنين يتعالجوا من العقم، وياما ستات خلّفوا في نهاية الثلاتينات وجابوا توائم!!!! أصل ربّنا مابيتعاندش!!!! بس تقول لمين؟!! الحِجّة التانية بتكون الاحتفاظ بالنضارة والجمال، تلاقي ماما تقول لابنها الست بتكبر قبل الراجل، مع إن الجمال مالوش أي علاقة بالسن، في ستات عدوا الخمسين والستين من عمرهم وبيتمتعوا بجمال ونضارة أكتر من بنات كتير في العشرينات، بس إحنا عندنا البنت لو عدّت الثلاثين من غير جواز نبقا عاوزين نعاملها معاملة خيل الحكومة ونضربها بالنّار، مع إنها في سن شباب أهل الجنة، ياشعبنا المتديّن بطبعه!!!! الحِجّة الثالثة شكلنا قدّام المعازيم في كتب الكتاب!! والحجة الرابعة كلام الناس والقرايب!!وغيره وغيره من الحجج السخيفة اللي بتظهر الوجه القبيح للمجتمع اللي بيقسو على البنت في كل مراحل حياتها وبيحاسبها على سنين ممكن تكون عدّت في دراسة أو شغل أو عدم وجود شخص مناسب كزوج. البجاحة بقى إن ساعات بتوصل بيهم إنهم يدخلوا بيوت الناس ويخطبوا بنت، ولمّا يلاقوا ليها أُخت أصغر منها عينهم تزوغ عليها، ويفضلوا يعَقّدوا العريس من عروسته ويقولوله ياريتك خدت الصغيرة!!!! حتى لو كانت الأكبر كاملة الأوصاف، بس هيّا الدناءة وفراغة العين!!!!!! وكمان ممكن تلاقي الولد استجاب لكلام أهله، وابتدا عقله يفكّر في الصغيرة، ويبتدي يشاغلها، وهيا تصده بخوف وقلق على مشاعر أُختها الغلبانة، ويتحوّل مشهد الفرح لمشهد لا إنساني بيحط أُختين في مواجهة بسبب واحد عديم الأخلاق!! وتلاقي الأب المسكين قلبه بيتقطّع، عنده أكتر من بنت، عاوز يستّرهم بحكم المجتمع اللي اختزل سترة البنت في لقب متجوّزة، مش عارف يخليه ياخد الصغيرة وخلاص عشان يرتاح من هم واحده من البنات بدال قعدتهم جنبه، ولّا يراعي مشاعر بنته الكبيرة ؟! نفسي أفهم ليه بتحاسبوا البنات على ظروف أكيد كانت خارجة عن إرادتهم؟! ليه بتستهينوا كده بجرح المشاعر ؟! الخُلاصة يا أم العريس إن ابنك فريد عصره وأوانه مش هيجرى له حاجة لو اتجوز بنت أكبر منه بس بنت حلال، البنت لما بتكبر عقلها ووعيها كمان بيكبروا، بتكون أدرى بالدنيا والحياة، بتكون مستعدّة أكتر لتحمٌل المسؤولية. آن الأوان يبقى في معايير جديدة للحكم على البنات، ماتوقفش الجوازة عشان طلعت أكبر منه بشهور ولّا حتى سنين، الصحة والخلفة والرزق دول بتوع ربنا، راعوا ربنا في بنات الناس. وإنتوا يابنات ماتسيبوش حد يلعب بمشاعركم ولايجرحكم، اتعلموا واشتغلوا وحسّوا بطعم الكفاح، إوعي تحسي إنك ناقصة أو معيوبة عشان لسه ما أتجوزتيش، خليكي قوية وطموحة ومستقلّة مادياً عشان يوم ما تحبّي ترتبطي تلاقي الراجل اللي في خيالك ويملى عقلك وقلبك، مش تستني واحد من نوعية حبيب ماما اللي بيستأذن ماما قبل مايقولّك ياحبيبتي!! إفرضوا على الشباب يغيروا نظرتهم ليكم بإنهم بيتفضّلوا عليكم لما يطلبوكم للجواز. البنت الأكبر منّك بيوم، ممكن جداً تنفع مراتك لو لقيت فيها مواصفات مراتك، واتعلم من دينك الإنسانيات قبل ماتتمسّك بالشكليات!!