لافتة كبيرة معلقة على السور الحديدى برصيف محطة مترو الدمرداش مكتوب عليها «من أجل جمهورنا اعتصمنا وذلك لنضمن لكم وسيلة نقل آمنة وأفضل لذلك نعتصم لإهمال الإدارة لعدم الصيانة وسوء التشغيل» بجوار اللافتة يوجد عشرات العمال المعتصمين من معظم قطاعات تشغيل المترو: الصيانة والتذاكر والسائقون وعمال السكة، الرصيف يعج بالركاب والموظفين المعتصمين. حركة القطارات لا تتوقف تعمل بانتظام، من بين هؤلاء المعتصمين وقف بهاء الدين مطاوع (56 سنة) رئيس مكتب اشتراكات المرج القديمة، مرتدياً «كاباً» ورقياً مكتوباً عليه «ارحل»، نال الرجل استحسان الجميع بسبب ما كتبه، وجه تلك الكلمة إلى رئيس مجلس الإدارة الحالى على حسين، الذى تظاهر ضده عشرات العاملين بمحطات وورش المترو مطالبين بإقالته لسوء الإدارة وعدم توفير قطع غيار آمنة، مما أدى إلى تقديم مستوى خدمة سيئ والتسبب فى تعطل العديد من رحلات المترو بكل الخطوط، وبوجه أخص الخط الأول الذى يعانى من مشكلات كبيرة، حسب وصف مطاوع، الذى أضاف: نترحم على أيام المهندس محمد الشيمى الذى تآمر عليه بعض القيادات لإجباره على تقديم استقالته، كان من أفضل من أدار الشركة كان يستمع إلى شكاوى العاملين ويجتمع بهم 4 مرات فى الشهر، لكن رئيس مجلس الإدارة الحالى يتعامل معنا بشىء من الغرور والتكبر وعدم إنصاف العمال، فضلاً عن التسبب فى سوء الخدمة، فمثلاً جميع ماكينات استخراج الكروت الذكية وبوابات الخروج الذكية معطلة أيضاً، رغم أنه قد قيل إنها سوف تعمل بالتزامن مع تشغيل المرحلة الأولى من الخط الثالث لمترو الأنفاق وهذا لم يحدث. حجة الإدارة فى ذلك أن نظام التشغيل بالخطوط الثلاثة لا يتوافق معها حالياً، فلماذا تم استيرادها إذن؟ هذا يسمى إهدار مال عام. ليس هذا فحسب بل إن حوالى 90% من بوابات الخروج بالخط الأول لا تعمل و50% فقط من بوابات الدخول هى التى تعمل مما أدى إلى تسريب 43% من إيراد الشركة. تجاذب معه أطراف الحديث شاب عشرينى اسمه هانى وهيب صابر يعمل بالشركة منذ 4 سنوات، وقال بنبرة يملأها الحسرة على أوضاع الشركة المتردية «نسأل إدارة الشركة منذ سنوات عن قطع غيار ماكينات التذاكر وبوابات الخروج والدخول والقطارات وإجابتهم الدائمة: لسه جاية فى المركب، هناك 4 محطات مترو جميع ماكينات إصدار التذاكر معطلة تماماً هى حلمية الزيتون وسرايا القبة وحمامات القبة وكوبرى القبة، مما يضطرنا إلى الحصول عليها من محطات أخرى.الإهمال لم يتوقف عند هذا الحد، فحسب بل وصل إلى القطارات نفسها، حيث لا يتوافر حالياً قطع غيار لها بالورش سواء الخط الثانى فى ورشة شبرا الخيمة أو ورشة طره البلد بالخط الأول. لذلك قامت إدارة الشركة بإعطاء أوامر لعمال الصيانة بورشة طرة البلد إلى توقيف قطار كامل واستخدامه فى قطع الغيار هل هذا معقول. ماذا إذا نفدت قطع الغيار منه هل سيقدمون على توقيف قطار آخر، هذا أعتبره إهداراً لأصول الشركة. مشكلات القطارت وتعطلها يعرضنا لضغوط كبيرة من جانب الركاب، مما يؤدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين السائقين. وبالطبع لا يوجد أمن يؤمننا، حيث تعرض مؤخراً ناظر محطة إلى اعتداء من قبل بلطجية دخل على إثرها المستشفى. مطالبنا ليست فئوية كما يروج البعض. لكن هدفها تحسين الخدمة ورفع كفاءة التشغيل، بجانب تنفيذ الوعود التى أقرتها وزارة النقل سابقاً فى تحسين أحوال أكثر من 7 آلاف عامل معينين بجميع خطوط المترو، بالإضافة إلى 1731 عاملاً مؤقتاً. من أهم مطالبنا المعاملة الطيبة». يضيف وهيب «حصلت على إجازة مرضى يومين فقرر مدير عام الصيانة بالخط الأول خصم 500 جنيه من راتبى الذى لا يزيد على 1200 جنيه، رغم أنى قدمت التقرير الطبى الذى يفيد بأنى كنت مريضاً. مثل هذه المواقف تتكرر مع زملائى، لذلك لسنا راضين عن أسلوب إدارة الشركة حالياً، وسنقوم بالتصعيد ضدها إن لم تتحقق مطالبنا».