فى أول اعتصام للعاملين بشركة مترو أنفاق القاهرة على مستوى جميع الخطوط كشف المعتصمون عن ملفات الفساد بالشركة برئاسة المهندس على حسين والمستفيدين من بقائه بحسب العاملين . ومن هذه الملفات التجديدات التى وصفها العاملون بالمبالغ فيها فى بعض المحطات ، مثل رفع الرخام القديم والذى ليس قديما بالفعل إذ تم تركيبه من عامين ، وإحلال رخام آخر بدلا منه ، أو رفع السيراميك المبطن للحوائط والذى كان أجود واستبداله بالرخام ، أو تجديد حمامات المحطات ، كما فى محطة جامعة القاهرة بتركيبات جديدة إلا أنها لم تكد تركب حتى انهالت مياه الصرف الصحى من الدور العلوى على الركاب ، أو تركيب سلالم كهربائية فى أماكن بينما تستدعى الحاجة تركيبها فى أماكن أهم ، فيتم حاليا تركيب سلالم كهربائية فى عدد من المحطات على الخط الأول ، بينما تركت محطة مركزية مثل شبرا الخيمة بدون سلالم كهربائية . كذلك ترك المهمات بلا تأمين مما ترتب عليه سرقة تشوينات لقطع غيار وكابلات اعترف بها رئيس الشركة نفسه على صفحات الجرائد . ومما كشفه العاملون اسناد الرعاية الصحية لشركة خاصة ، بينما يعالج العاملين بالمترو فى مستشفى هيئة السكك الحديدية ، وليس الأمر مجرد ازدواجية فى نظام الرعاية – فيما يؤكد عمال الشركة - فقد تحقق الإزدواجية مزيدا من الخدمة بتكاليف رمزية ، لكن العامل المشترك فى الشركة الدولية للرعاية الصحية تقوم شركة تشغيل المترو بدعم اشتراكه ب 20 ألف جنيه سنويا ، ويقوم العامل بدفع 20 جنيها شهريا عن زوجته ، و17 جنيها عن كل ابن . وأكد العاملون أن فى بداية الاشتراك الذى بدأ من حوالى ستة أشهر كان مسموحا للعامل بعدد غير محدد من الزيارات الصحية ، ثم بعد مرور شهر تغير النظام ، كى يكون للعامل الحق فى 5 زيارات بتحويلات من الشركة للمستشفى أو الأخصائى المطلوب العرض عليه ، ونظام التحويلات المقصود به تحديد قيمة الزيارات بحيث لا تزيد عن قيمة معينة تحددها شركة الرعاية الصحية ، رغم أن شركة المترو تدعم عاملها ب 20 ألف جنيه . كذلك يتم التمييز بين العاملين فى درجة المستشفى أو الأخصائى بنظام المحسوبية على حد وصف العمال . ومن الملفات التى كشفها العاملون قيام الشركة من 2006 بتأجير الإشراف على بوابات التذاكر لشركة G4S ، كل مهمة العاملين بها الإشراف على دخول وخروج الركاب من بوابات التذاكر ، وهى نفس مهمة مشرفى المحطات وعدد العاملين بهذه الشركة أكثر من 500 ، فى الوقت الذى تدعى إدارة الشركة وجود عمالة غير فعالة ، وتساءل العاملون : لماذا يتم إدخال مقاول " أنفار " كوسيط يتكسب من تشغيل المشرفين الذين يتفقون فى عقودهم على 1600 جنيها شهريا ، بينما يتقاضون 600 جنيها فقط ، فأين تذهب فروق الأجور ؟ ومن المستفيد من إدخال مقاول أنفار كوسيط ؟ أيضا كشف العمال عن إسناد صيانة بوابات التذاكر لشركة إندرا الأسبانية ، وشركة تالاس الفرنسية معا ، ويقول العاملون أن إسناد الصيانة للشركة الأسبانية جاء بالأمر المباشر ، وبعد إهداء الشركة 12 سيارة تويوتا لإدارة الشركة كى يتم إرساء العطاء عليها ، ثم تم الاتفاق بعد ذلك مع الشركة الفرنسية التى نفذت الخط الثالث . وقال العاملون أن كلتا الشركتين تستخدمان نظاما مختلفا ، وحين حاولوا الجمع بين النظامين سقط نظام البوابات بالكامل ، وهو نظام الكروت الذكية ، فبعد تركيب البوابات لم تعمل لتضارب النظامين ، وظلت محطات الخط الثالث الجديد تعمل بنظام التذاكر كما فى السابق ، بينما تعمل بعض المحطات القديمة بنظام التذاكر وباقى الماكينات معطلة ، ويتولى مشرفوا شركة G4S تمرير الركاب بعد استلام التذاكر يدويا من كل راكب . رغم رفع قيمة تذكرة المترو ، ورغم الإعلانات التى تشوه عربات المترو وتملأ المحطات لا يحظى بعائد هذه الإعلانات أهم بند فى الشركة وهو بند صيانة عربات المترو أو الوحدات كما يسمونها ، وتظهر بعض هذه الإيرادات فى شكل بذخ لا مبرر له فى الشركة مثل كسوة الحوائط بالجرانيت ، أو الاستخدام المبالغ فيه للمبات الكهرباء . يضاف إلى ذلك تعطل سويتش التليفونات الرابط لمحطات المترو سواء فى مكاتب التذاكر أو المحطات ، واستخدام الموبايلات بديلا عنه . ويخشى العاملون بشركة تشغيل مترو الانفاق مثبتين و مؤقتين من التجديد لرئيس مجلس الادارة مهندس على حسين ، ومطالبين محاسبته على ملفات الفساد التى يحتفظون بمستنداتها التى تؤيد ما أثاروه ، وصار العمال بعد عقود من إجراءات خصخصة هيئات وشركات مصر يرون ضرورة العودة إلى القطاع العام ، متمثلا فى هيئة سكك حديد مصر .