أعلن الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، انتهاء جميع التجهيزات الإنشائية والأثرية بالمتحف بنسبة 100%، مؤكدا أن المتحف، الذى يضم نحو 57 ألف قطعة أثرية، أصبح جاهزا للافتتاح الرسمي. وقال فى حوار ل«الوطن»، إنه من المستهدف أن يجذب المتحف المصرى الكبير ما يقرب من 5 ملايين زائر من مختلف دول العالم خلال العام الأول لافتتاحه.. وإلى نص الحوار: كم وصلت نسبة إنجاز الأعمال فى المتحف؟ - نسب الإنجاز فى أعمال المتحف حالياً وصلت إلى 100%، سواء فى الأعمال الهندسية أو الأعمال الأثرية، فالمتحف المقام على مساحة 117 فداناً، أو ما يعادل 500 ألف متر مربع، بات جاهزاً بالكامل، سواء الجزء الخاص بالعرض المتحفى، أو الجزء الخاص بالمنطقة التجارية، حيث تم الانتهاء من الجزء الخاص بالعرض المتحفى بالكامل، والذى يبدأ من المسلة المعلقة للملك رمسيس، والموجودة بواجهة المتحف، وهى أول مسلة معلقة فى العالم، تم رفعها على 4 أعمدة، منقوش عليها كلمة مصر بجميع لغات العالم. ويمتد إلى منطقة البهو العظيم، التى تتجاوز مساحتها 7 آلاف متر مربع، ثم إلى منطقة الدرج العظيم، والموجود بها 60 قطعة من أهم القطع الأثرية فى الحضارة المصرية القديمة، وبانوراما عرض لأهرامات الجيزة، بالإضافة إلى 12 قاعة عرض رئيسية مزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا فى العرض المتحفى، من شاشات تفاعلية وجرافيك، حيث يبدأ سيناريو العرض من عصر ما قبل الأسرات والدولة القديمة، حتى العصر اليونانى الرومانى، إضافة إلى قاعتى الملك توت عنخ آمون، اللتين تبلغ مساحتهما نحو 7500 متر مربع، وتعرض بهما مجموعة آثار الملك توت كاملة، وذلك للمرة الأولى، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو. مؤسسة ثقافية وحضارية ندعو العالم للتعرف على معالمها هل المتحف المصرى الكبير يقوم على عرض الآثار فقط، أم أن له رسائل أخرى؟ - المتحف مؤسسة ثقافية حضارية لا تقوم فقط على عرض الآثار، فإلى جانب المكونات الأثرية، هناك أيضاً المنطقة التجارية التى تضم المطاعم والكافيهات وكل ما يحتاجه الزائر من خدمات، فضلاً عن قاعة لمحاكاة الواقع افتراضياً، حيث يقوم الزائر بارتداء نظارة يرى من خلالها تطور مراحل الدفن عند المصرى القديم، والتى بدأت بالبئر، حتى الوصول إلى مرحلة الدفن بالأهرامات، وهناك أيضاً متحف الطفل لتعريف الطفل بالهوية المصرية والحضارة المصرية القديمة، وهناك أيضاً قاعة للمؤتمرات، كما أن المتحف مزود بأحدث الوسائل التكنولوجية التى تناسب ذوى الهمم وكبار السن. ما الرسالة التى يوجهها المتحف للعالم؟ - الرسالة الرئيسية أن المصريين قادرون على الإنجاز، وعلى الحفاظ على ثقافتهم وتراثهم وهويتهم، وأنهم قادرون على المحافظة على الحضارة المصرية وعلى صيانتها وترميمها ونقلها بطرق علمية وآمنة وعرضها للزوار بالشكل اللائق وبأحدث الوسائل التكنولوجية. وأود التأكيد هنا أن هناك تحديين نجح المصريون بهما، هما نقل المركب الخاص بالملك خوفو من منطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصرى الكبير، حيث رفضت جميع البعثات الأثرية الأجنبية نقله، فضلاً عن نقل المقصورات ال4 الخاصة بالملك توت عنخ آمون، من المقبرة الخاصة به فى الأقصر إلى المتحف الكبير، إضافة إلى أن أكثر من 84% من أعمال هذا المتحف الضخم تمت خلال ال8 سنوات الأخيرة، فقبل عام 2016 كانت نسب إنجاز أعمال المتحف لا تتعدى 16%، إلا أن الاهتمام الكبير الذى أولاه الرئيس عبدالفتاح السيسى للمتحف أسهم فى انتهاء أعمال المتحف فى وقت قياسى، وأدعو المصريين إلى الافتخار بوطنهم وبهذا الصرح الكبير. هل تذاكر الدخول للمتحف ستكون موحدة؟ - وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية بأن رسالة المتحف المصرى الكبير للعالم هى فى الأساس رسالة تثقيفية، الهدف الرئيسى منها هو استفادة جميع شعوب العالم من المردود الحضارى والأثرى الموجود بالمتحف، فضلاً عن إتاحة الفرصة للمصريين لزيارة الموروث والتراث الحضارى للأجداد. لذا فقد تم وضع أسعار إرشادية فى المتناول، تناسب جميع أطياف الزوار، فتذكرة دخول المتحف ستكون شاملة لكل الأماكن، وسيكون سعرها للمصريين فى حدود 150 جنيهاً، وللطلاب المصريين 75 جنيهاً، أما المواطنون فوق 60 عاماً فسيكون دخولهم بالمجان، كما أن الأسعار للزوار الأجانب ستكون فى حدود 30 دولاراً. زيارة المتحف يستهدف المتحف جذب نحو 5 ملايين زائر خلال العام الأول لافتتاحه، على أن يرتفع بعد ذلك طبقاً للتجربة التى سينقلها الزائرون من الإبهار الموجود داخل المتحف، ومن المتوقع أن يسهم المتحف فى زيادة الفترة التى يقضيها السائح بمدينة القاهرة، نظراً لأن زيارة المتحف وما يضمه من قطع أثرية فريدة تحتاج لأكثر من يوم، فالمتحف الكبير وخلال فترة التشغيل التجريبى الحالية، استطاع جذب أعداد كبيرة من الزوار المصريين والأجانب، ومع الافتتاح الفعلى للمتحف، فإن هذه الأعداد ستتضاعف.