اقترب يوم اشرقت الدنيا بمولده ، سيد الخلق والإنسانية سيدنا محمد صل الله عليه وسلم . ولذلك تحتفى اخبار النجوم بهذه المناسبة العطرة بسيدات تغنوا وابتهلوا فى حب النبى ، فعلى الرغم من أن الانشاد والابتهال ارتبط فى اذهان الجميع بأسماء الرجال ، فلم تحظ مشاركة النساء في الإنشاد الديني، قديما بمساحة كبيرة من الاهتمام، سواء في الابتهال أو التواشيح أو في الحضرات الصوفية بل اقتصرت المشاركة على الشيوخ والمكبرين منذ عهد "أحمد بن طولون" ، الا ان هناك سيدات مصريات نجحن فى اظهار مواهبهن فى غناء هذا اللون الذى كان حكرا على الرجال لفترة زمينة طويلة وتزامنا مع افتتاح الإذاعة المصرية في الثلاثينيات ظهر الكثير من المنشدات مثل: "هنايات شعبان"، و"وفاء المرسي"، و"سمية عبد العليم"، و"هناء خميس"، وكان ابرزهم واشهرهم سيدة الغناء العربى " ام كلثوم " ففي بداية مشوارها ظلت تنشد وتبتهل بصحبة والدها سنوات عديدة ، حتى انها كانت تتخفى فى زى رجل مرتدية العقال و الجلبات ، فكانت المنشد الأول في فرقة الإنشاد الديني التي أسسها والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، وبعدما جاءت إلى القاهرة وظلت تقدم حفلات الإنشاد الديني مع قصائد للشيخ أبو العلا محمد، حتى عام1927 ، ومن اجمل الابتهالات التى تغنت بها كوكب الشرق ، " ربنا صل وسلم ، امدح المكمل احمد الرسول ، سبحان من ارسله رحمه ، تجلى مولد الهادى، حسبى ربى " ، فقد نشأت ام كلثوم على حب النبى صل الله عليه وسلم. وعبر مشوارها الغنائى الطويل غنت عدد من الأغانى الدينية مثل " الثلاثية المقدسة، الرضا والنور ، برضاك يا خالقى، القلب يعشق كل جميل " كما هناك موهبة ايضا احب الجميع نعومة وغذوبة صوتها وهى المطربة "سعاد محمد" فعلى الرغم انها قدمت العديد من الأغانى الا انها تغنت ايضا بعدد كبير من القصائد فى حب رسول الله حيث انها بدأت مسيرتها الفنية بغناء الموشحات الدينية فى إذاعة دمشق ، فقدمت قصيدة " كم ناشد المختار ربه "ثم قصيدة "يا رسول الله" وأبدعت في إنشاد قصائد "يا محمد ورويدكم رويدكم" اقرأ أيضا: «حور» وسط البلد.. فرقة بنات تمنح السكينة لمساكين الأرض ومن ثم جاءت الفنانة الشعبية خضرة محمد خضر" والتى كانت من أشهر فنانات الفلكلور الشعبي فقد نشأت لوالدين مغنيين، حيث رافقتهما في الموالد والأفراح، واستطاعت أن تشكل فرقة موسيقية شعبية خاصة بها بعد فترة وجيزة من عملها بالإنشاد الذي بدأته كمداحة بعد أن حفظت الكثير من الأغاني الشعبية والقصص الدينية. ومع مطلع التسعينيات ظهرت اصوات جديدة من المنشدات أمثال الشيخة نبيلة عطوة، والشيخة نورا مصطفى، وفي تلك الفترة بدأ يطلق لقب شيخة على المنشدة لمدحهن الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أصبح للمنشدات زي خاص بهن يتمثل بتاج على الرأس ولباس طويل وعباءة فضفاضة. وتعتبر الشيخة "نبيلة عطوة" من أهم نماذج المنشدات ايضا التي قدمت القصائد الصوفية والمدائح النبوية. وعلى مر السنين اختفت اصوات المبتهلات لفترة طويلة ثم عادت مرة اخرى مع مطلع الألفية الجديدة و بقوة ، فظهرت اصوات نسائية عذبة تتغنى وتبتهل فى حب الله ورسوله صل الله عليه وسلم، فظهرت فرق للانشاد الدينى مثل فرقة " حور " التى استطاعت ان تحقق مجد فني جديد في مصر، ومنافسة شرسة مع المنشدين المصريين الرجال ، وتعتبر اول فرقة للانشاد الدينى للفتيات فقط . كما ظهرت ايضا فرقة " الأبرار للانشاد الدينى " والتى اسستها الفنانة الشابة آية أشرف مع عدد من الفتيات. وايضا هناك فرقة " سوار الياسمين " للانشاد الدينى لثلاث اخوات هم " شاهيناز وصافيناز وريهام " والتى بدأت موهبتهم فى الظهور بصحبة والدهم الذى كان مغرما بسماع عبدالوهاب وأم كلثوم وبدأ الانتباه والاهتمام بموهبة بناته ، وكذلك الأم التى ورثن عنها وعن جدتهن جمال الصوت. كما هناك عدد من اسماء الفتيات اللاتي لمعوا فى هذا اللون من الغناء ،على رأسهم المنشدة والمبتهله "شيماء النوبي" أو كما يطلق عليها "مداحة النبي"فهى من أولى المبتهلات والمنشدات الشابات في مصر في الوقت الحالي، حيث لازمتها هذه الموهبة منذ الطفولة، إذ كانت تقلد المقرئين والمبتهلين في الإذاعة المدرسية. في عمر السابعة ظهرت موهبة ايضا فى فن الانشاد الدينى وهى " آية الطبلاوي" والتى بدأت مشوارها مع الإنشاد الديني بتشجيع من جدها الشيخ محمد محمود الطبلاوي ووالديها، بعد أن سمعوا صوتها وهى تردد الابتهالات الدينية التي كانت تذاع في إذاعة القرآن الكريم، وتدربت آية على الإنشاد منذ صغرها بنصائح ودعم من جدها الشيخ الطبلاوي، الذي دربها على الاستماع الصحيح، وقررت آية التخصص فى هذا اللون الغنائى ، وتخرجت في مدرسة الإنشاد الديني التابعة للنقابة العامة للإنشاد، وكانت من أوائل دفعتها. كما ظهرت ايضا موهبة فنية وهى المنشدة " إيمان أبو العلا "التى جاءت من عالم الغناء الذي بدأته حتى مرحلة الجامعة، فجمال صوتها لفت الأنظار إليها منذ طفولتها حين كانت تغني في المناسبات الدينية في قريتها "الخيس" في محافظة الشرقية. واتجهت حين كبرت للغناء الذي احترفته 3 سنوات بدعم من الموسيقار محمود مطر ولكنها قررت اعتزال الغناء و التركيز على الإنشاد الديني، بعد حلمت برؤية تطالبها بالتوقف عن الغناء، وأن تقوم بالإنشاد فقط، ووجدت دعما من المحيطين، ورشحهام الشيخ الطاروطي للدراسة في معهده، وقدمت أول أنشودة لها في حب رسول الله "سيدنا النبي روحي". فالانشاد الديني فن يمس القلوب ويستحوذ على عقول محبيه لما فيه من حب لله ورسوله الكريم ، بالاضافة الى تقديم دروس وتعاليم لقيم الدين الإسلامى. سيدي يا رسول الله.. لغة ُالكلام ِكمَا رأيتَ على َفمِي َخجْلىْ ولولا الحُبُّ لم أتكلم ِ يا مَظهَرَ التوحِيدْ حَسْبيْ أننيْ أحَدُ الشُدَاةِ الهَائِمِينَ الحُوَّم ِ ماحِيلة الشعراءِ زادَ غِنائهُمْ رَهَبَاً لدى هذا الجلال ِالأعظم ِ إن الذي سَوَّاكَ في ُقرآنِهِ وَفاكَ وصفاً بالثناءِ الأكرم ِ