لمواكبة سوق العمل.. 6 برامج دراسية جديدة باللغة الإنجليزية ب«زراعة بنها»    لا يمثل إلا نفسه.. مشيخة الطريقة التجانية تتبرأ من شيخ إمبابة- بيان رسمي    ختام فعاليات التدريب البحري «النسر المدافع» بين القوات المصرية والأمريكية بنطاق البحر الأحمر    المركزي المصري: 11.839 تريليون جنيه ارتفاعا في ودائع العملاء بالبنوك بنهاية مايو    وزيرة التخطيط والتعاون: تعزيز فرص الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص المصري والمجري    محافظ جنوب سيناء يستقبل وفد الاتحاد العربى للإعلام السياحى    «عز يسجل تراجعا جديدا».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024    السيسي: نرفض محاولات تصعيد الصراع ونحرص على أمن لبنان واستقراره    سلطنة عمان تطالب برفع الحصار فورا عن قطاع غزة    مسؤول أمريكي يوضح أسباب تفجير إسرائيل أجهزة «البيجر» في لبنان (تفاصيل)    تفاصيل مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين فى انفجار ضخم جنوبى قطاع غزة    وفاة نجم الكرة الإيطالية توتو سكيلاتشي بعد صراع مع المرض    دوري الأبطال.. باريس سان جيرمان يبحث عن انطلاقة قوية أمام جيرونا    «تطور في صفقة مهاجم الأهلي».. شوبير يكشف كواليس اجتماع الخطيب مع كولر    "وعدوني بشارة القيادة".. أول تعليق من سالي منصور بعد أزمتها مع الأهلي    ضبط عامل ديليفري تحرش بأجنبية في المعادي    ضبط 12 طن دقيق مدعم بالسوق السوداء    العظمى 35 درجة.. أجواء معتدلة ونشاط للرياح فى بنى سويف    ضبط عنصر إجرامي لحيازته 23 كيلو حشيش ب1.6 مليون جنيه في أسيوط    المدارس تحدد مجموعة محظورات قبل بداية العام الدراسى الجديد    وزير السياحة والآثار يبحث إمكانية تنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة حول العالم    عبدالباسط حمودة ضيف حلقات منى الشاذلي.. تعرف على الموعد    تفاصيل خدمات مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان.. هدفها تكثيف الخدمات للمواطن    وزير الصحة: مصر أكبر منتج للأدوية في أفريقيا والشرق الأوسط    ظهر في ألمانيا- أمجد الحداد يوضح الفئات الأكثر عرضة لمتحور كورونا الجديد    بعد تناول «حلاوة المولد».. 5 نصائح فعّالة لإنقاص الوزن الزائد بسرعة    مجلس شئون التعليم بجامعة الإسكندرية يوجه بتيسير الإجراءات أثناء الكشف الطبي على الطلاب الجدد    إغلاق باب تسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثالثة في التنسيق اليوم 12 ظهرًا    كوريا الشمالية تُطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى في تجربة جديدة    نادي الأسير الفلسطيني: حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميداني واسعة تطال 40 مواطنا من الضفة    طعنها وسط الشارع.. قرار قضائي جديد بشأن المتهم بقتل زوجته في الجيزة    محافظ أسيوط يقرر إغلاق دار للمسنين لتردي أوضاع النزلاء وإحالة مسئوليه للتحقيق    سد النهضة مهدد بالانهيار، وشراقي: التوربينات توقفت وإثيوبيا مجبرة على تمرير المياه لمصر    وزيرة البيئة تلتقى السفير الياباني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون    الولايات المتحدة والهند تعقدان اجتماعًا وزاريًا للشراكة الاستراتيجية حول الطاقة النظيفة    السياحة تدرس إقامة معارض أثرية مؤقتة تجوب دول العالم    أنشطة متنوعة لقصور الثقافة بأسوان في انطلاق مبادرة "بداية"    وفد المنظمة العالمية لخريجي الأزهر يصل ماليزيا ويبحث التعاون مع وزير الشؤون الدينية    زهران: تم الاستئناف على براءة رمضان من المنشطات.. والسعيد تلقى 60 ألف دولار من الأهلي    جامعة القاهرة تتصدر قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم 2024 محليا    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    موعد مباراة أتلتيكو مدريد ولايبزيج في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    مادين طبر ل «صباح الخير»: لهذا السبب أرفض عمل ابنتى بالوسط الفنى طلبت من نانسى عجرم تبطل «غنا»!    وزير الصحة والسكان يتابع الخطوات التنفيذية لتفعيل الهيكل المؤسسى للوزارة    مايكروسوفت: روسيا تستهدف الحملة الرئاسية لكامالا هاريس    تطعيمات شاملة وإجراءات وقائية.. خطة وزارة الصحة لمواجهة الأمراض المعدية في المدارس    هل يجوز إخراج زكاة المال للأهل؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    فرص عمل.. شروط مبادرة «وظيفة تك» وأهدافها    حبس سائق لسرقته مقر شركة بمنطقة شبرا    دعاء خسوف القمر اليوم.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا    أمين الفتوى للزوجات: "طبطى على زوجك كفاية الزمن جاى عليه"    ترامب: نحن قريبون من حرب عالمية ثالثة    حفلة أهداف.. الشباك تهتز 28 مرة في أول أيام منافسات دوري أبطال أوروبا    تساعية البايرن وفوز الريال.. نتائج مباريات دوري أبطال أوروبا    حظك اليوم| الأربعاء 18 سبتمبر لمواليد برج الحمل    حظك اليوم| الأربعاء 18 سبتمبر لمواليد برج الدلو    هل يدخل تارك الصلاة الجنة؟ داعية تجيب: «هذا ما نعتقده ونؤمن به» (فيديو)    احتفالية دينية في ذكرى المولد النبوي بدمياط الجديدة.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.طارق توفيق: المتحف رسالة من مصر للعالم

أكد د.طارق توفيق المشرف العام علي المتحف المصري الكبير أن المصريين يقومون الآن باستخدام أحدث ما وصل إليه العلم في ترميم كنوز مصر الأثرية, تمهيدا لعرضها في مبني حديث عصري يشيده الأحفاد, يتبع أحدث أساليب العرض المتحفي التي تخاطب الأجيال الحالية والقادمة, بلغة عصرهم. وأوضح أن القيادة السياسية تتابع هذا المشروع متابعة دقيقة.
وهناك اهتمام بالغ بالانتهاء منه في أسرع وقت ممكن, إيمانا بدور مصر في الحفاظ علي آثارها التي تعد جزءا أصيلا من التراث الإنساني وفي إتاحة الفرصة للعالم للتمتع بروائع الحضارة المصرية, مؤكدا أن المتحف المصري الكبير يعد عنوانا للمرحلة الحالية التي تشهد إقامة مشروعات قومية عظيمة, في مختلف المجالات, ومنها الثقافة والفنون التي هي أساس الحضارة المصرية القديمة.
وفي حواره مع الأهرام المسائي قال د. طارق توفيق إن المتحف الكبير يتمتع بعبقرية المكان لوقوعه علي بعد2 كيلومتر فقط من الأهرامات, وبذلك ولأول مرة في التاريخ سيجتمع قطبا اهتمام العالم بمصر القديمة في مكان واحد وهما أهرامات الجيزة وآثار توت عنخ آمون التي سيعرضها المتحف, وأن تصميم المتحف بواجهاته الزجاجية المرتفعة سيجعل من الأهرامات نفسها جزءا من سيناريو العرض به, الأمر الذي سيحول هذه المنطقة إلي قلب حضاري نابض وجاذب للسياحة.. وإلي نص الحوار:
سألته.. لماذا المتحف المصري الكبير في ظل وجود المتحف المصري في التحرير؟
احتفلنا مؤخرا بمرور115 عاما علي افتتاح المتحف المصري بالتحرير, بمعني أن المبني في حد ذاته أصبح أثريا تاريخيا, وفي الوقت نفسه ازداد خلال السنوات السابقة توجيه الانتقاد إلي المتحف باعتباره مكدسا بالآثار, كما أن أسلوب العرض المتحفي فيه أصبح ينتمي للقرن الماضي, ومن هنا أصبحت هناك حاجة لمتحف جديد عصري, يستوعب التكدس الموجود في متحف التحرير, ويقدم بيئة متحفية أفضل تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا المتاحة في العالم سواء فيما يتعلق بالحفاظ علي الآثار أو تقديم ظروف العرض المناسبة, أوفي اتباع أحدث أساليب العرض المتحفي التي تخاطب الأجيال الحالية والقادمة.
وما هي الضمانات التي تمنع أن يتحول كل منهما إلي نقطة ضعف للآخر؟
تنبع الضمانات من اختلاف الكيانين وترابطهما في الوقت نفسه, فالمتحف المصري في التحرير سيظل له رونقه وعناصر الجذب الخاصة به, وفي مقدمتها روائع فن النقش والنحت الموجودة فيه والتي ارتبطت بذهن الزائرين منذ ما يزيد علي مائة عام, إلي جانب آثار أخري بالمتحف لم تأخذ حقها من اهتمام الزائرين مثل آثار الملك بسوسنس الذهبية التي تضارع في جمالها الآثار الذهبية للملك توت عنخ آمون, والتي لم تكن تعرض بشكل دائم بسبب ضيق المكان, لكن بعد نقل آثار توت عنخ آمون إلي المتحف ستسلط الأضواء عليها هي وغيرها من كنوز أخري في المخازن. كما أن متحف التحرير بموقعه المتميز الذي أصبح هو نفسه له أهمية تاريخية لاسيما في ظل وجود مجموعة كبيرة من الفنادق حوله, ووجود جامعة الدول العربية سيبقي له رونقه ودوره المؤثر. ولن يخطف المتحف الكبير منه الأضواء إنما سيزيده رونقا, وسيمثل إضافة له ولسائر المتاحف المصرية, وعلي الجانب الآخر لن يأخذ المتحف المصري في التحرير الأضواء من المتحف الكبير لأنه سيكون له قيمته الحضارية العظيمة, كأول أكبر متحف في العالم يعرض آثار حضارة واحدة فقط وهي آثار الحضارة المصرية القديمة وسيكون معلما جديدا من معالم مصر, إذ سيعرض المتحف100 ألف قطعة أثرية منها50 ألف أثر في العرض الدائم. و50 ألف أثر في المخازن للدراسة والمعارض المتغيرة, مع الأخذ في الاعتبار أنه سيضم30 ألف أثر لم يتم عرضها من قبل في أي متحف, وبذلك سيبقي لكل متحف مريدوه.
وهل سيحتفظ باسم المتحف المصري الكبير بعد الافتتاح؟
نعم لأن الاسم سيجعله مختلفا عن المتحف المصري في التحرير وفي نفس الوقت متصل به في إطار حرص مصر علي تكامل خريطة المتاحف. كما أن المتحف الكبير لن يكون كبيرا فقط, إنما جديدا أيضا فيما يقدمه من آثار نسبة مرتفعة منها لم تعرض من قبل, وحتي ما تم عرضه من قبل في المتاحف الأخري فإنه سيتم عرضه بشكل مختلف, وعلي مساحة مختلفة في المتحف الكبير.
إلي أي مدي تهتم الدولة باستكمال المتحف وتقديم التيسيرات اللازمة له؟
تهتم الدولة إلي أقصي حد, وتتابع القيادة السياسية هذا المشروع متابعة دقيقة, وهناك اهتمام بالانتهاء منه في أسرع وقت ممكن, إيمانا بدور مصر في الحفاظ علي آثارها التي تعد جزءا أصيلا من التراث الإنساني فتضطلع مصر بدورها في الحفاظ علي هذه الآثار, ومشاركة العالم في التمتع بروائع الحضارة المصرية القديمة, والتعرف علي الجذور التاريخية المتميزة للشعب المصري, ويعد المتحف المصري الكبير عنوانا للمرحلة الحالية التي تشهد في عهد السيسي إقامة مشروعات قومية عظيمة, وتنمية شاملة في مختلف المجالات, ومنها الثقافة والفنون التي هي أساس الحضارة المصرية القديمة, وهو معلم جديد يضاف إلي خريطة مصر, حاملا رسالة مهمة للعالم كله عن مصر وأبنائها.
وما هي الرسالة التي يحملها المتحف للعالم؟
الرسالة التي يحملها المتحف الكبير هي أن الأحفاد امتداد لأجدادهم, فأبناء مصر يقومون الآن باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا وأحدث ما وصل إليه العلم في الحفاظ علي كنوز مصر الأثرية للأجيال القادمة, فآثار الأجداد تعرض في مبني حديث عصري يشيده الأحفاد, ومن يقوم بنقل الآثار بأمان مصريون, ومن يقوم بترميمها مصريون, حتي ما يتعلق بالتمويل فإنه يتم من خلال قرضين بشروط ميسرة من اليابان ويقوم المصريون بالسداد, وبالتالي فإن العقول والسواعد المصرية تستطيع, والمتحف مشروع مصري خالص, هو هدية مصر للعالم كله.
كيف تري المخاوف من موقع المتحف في ظل الازدحام الشديد والظواهر السلبية وتمدد استغلال الزائرين بالمنطقة المحيطة؟
لا مبرر لأي مخاوف, ذلك أن المتحف يتمتع بعبقرية المكان باعتباره مشروعا حضاريا ضخما عالميا يقع علي بعد2 كيلومتر فقط من الأهرامات, وبذلك ولأول مرة في التاريخ سيجتمع قطبا اهتمام العالم بمصر القديمة في مكان واحد وهما أهرامات الجيزة وآثار توت عنخ آمون, التي سيعرضها المتحف, الأمر الذي سيحول هذه المنطقة إلي قلب حضاري نابض جديد, وعنصر جذب سياحي مهم سيعيد معدلات السياحة إلي معدلاتها السابقة بل ويزيد.
لكن يرتبط المتحف منذ إنشائه ببعض القرارات الجريئة التي قد تثير الاستياء مثل إزالة نادي الرماية؟
لم يكن هناك بديل لإزالة النادي لأنه يقع بين المتحف المصري الكبير والأهرامات, في الوقت الذي كان لابد فيه أن يظل المشهد من المتحف المصري الكبير للأهرامات بدون أي منغصات أو عوائق, بحيث يستطيع الزائر وهو داخل قاعات المتحف ذي الواجهات الزجاجية التي يصل ارتفاعها إلي25 مترا أن يري الأهرامات التي ستتحول هي نفسها إلي جزء من سيناريو العرض للمتحف المصري الكبير, في أجواء متفردة تلف المكان كله وتتمتع بعبق التاريخ وتنبض بطابع الحضارة المصرية القديمة, ولذلك بتوجيهات من فخامة سيادة الرئيس ستتم إزالة نادي الرماية, بعد توفير بديل مناسب وعملي وحديث.
وماذا عما يثار من مخاوف حول إمكانية وجود كنوز من الآثار تحت المتحف الذي يشغل كل هذه المساحة الواسعة في ذلك المكان الأثري شديد القرب من الأهرامات؟!
هذا كان أيضا أحد جوانب عبقرية اختيار المكان! لأنه مقام علي هضبة رملية وليست صخرية, والمصري القديم لم يكن يقيم أي أبنية أو يحفر مقابر في هضبات رملية, فبالتالي لم يحدث خلال العمل في هذا المشروع أن تم العثور علي أي بقايا أثرية رغم قربه من منطقة الأهرامات.
هناك احتفاء خاص غير مسبوق من جانب المتحف الكبير بآثار توت عنخ آمون من حيث كم القطع ومساحة العرض والدعاية لها.. ما الأسباب وراء ذلك؟
بجانب قيمتها التاريخية والحضارية فإن هناك ولعا بآثار توت عنخ آمون في العالم كله, لأن هناك3 عناصر تجعله مثار إعجاب العالم, وترتبط بطبيعة النفس البشرية, العنصر الأول كثرة الذهب الذي استخدم في هذه المقبرة, والإنسان يتوق إلي الذهب وإلي بريقه, والثاني هو الدراما التي ترتبط بتوت عنخ آمون مثل صعوده إلي العرش وهو في سن الثامنة, ثم وصوله إلي العرش وهو في سن الثامنة عشرة, ووفاة بنتين له قبل الولادة, كل هذا يجعل له دراما معينة تجذب المتلقي لقصة هذا الملك, أما العنصر الثالث الجاذب للكثيرين خاصة العالم الغربي, فهو فكرة إعادة البعث والولادة, خاصة ما يتعلق بقناع توت عنخ آمون, وأنه سيبعث ملكا شابا, وعلي الرغم من أن فكرة البعث لدي أصحاب الديانات السماوية تختلف عن هذا التفسير إلا أن هناك من يرون في ذلك قدرا كبيرا من الأمل وتجدده. ولا يقل أهمية عن ذلك أن مقبرة توت عنخ آمون هي المقبرة الملكية الوحيدة التي تم الكشف عنها حتي الآن, وهو ما يمثل عنصر جذب لا يقاوم لعشاق الحضارة المصرية.
إذا كانت مقبرة توت عنخ آمون هي أيقونة المتحف الكبير فكيف إذن سيتم عرضها بشكل يختلف عن أسلوب تقديمها في متحف التحرير؟
هناك اختلاف جذري من حيث الكم والكيف, ذلك أن آثار الملك توت عنخ آمون المعروضة في متحف التحرير لم تكن تتخطي1600 أثر من إجمالي5 آلاف قطعة تم العثور عليها داخل المقبرة ولأول مرة في التاريخ سيتم عرض هذه المجموعة مكتملة في المتحف المصري الكبير, وبأسلوب عرض حديث وأكثر إمتاعا وتمتعا بالأسلوب الفني الصحيح, إذ ستعرض المجموعة في قاعتين علي مساحة نحو7 آلاف متر مسطح, وإذا ما قارنا ذلك بمساحة العرض الإجمالية لمتحف التحرير لكل الآثار فإننا نكتشف أنها تبلغ10 آلاف متر مسطح, وبالتالي فإن آثار توت عنخ آمون ستحتل داخل المتحف الكبير ثلثي إجمالي مساحة العرض لمتحف التحرير.
كم قاعة سيضمها المتحف الكبير؟ وهل سيقلص أسلوب العرض الحديث به دور المرشد السياحي؟
سيضم المتحف15 قاعة عرض, وعلي الرغم من الاعتماد علي أحدث أساليب العرض المتحفي, فإنه لن يتم الاستغناء عن المرشد السياحي, لأن من يأتي لزيارة هذا المتحف الذي تصل مساحة العرض فيه إلي50 ألف متر مسطح بدون مرشد, فإنه لن يستطيع الوصول إلي كل الآثار المتميزة المبهرة من تلقاء نفسه, لكنه يحتاج إلي المرشد ليأخذه إلي حيث يريد ويطمح أن يشاهد من حضارتنا العظيمة.
كيف تري اعتراض بعض الآراء علي الافتتاح الجزئي للمتحف, لاسيما أن الافتتاح في مرحلته الأولي لن يواكبه استكمال تطوير المنطقة المحيطة به؟
كل الاحترام لكل الآراء, وبالتاكيد تبحث هذه الآراء عن الصالح العام, لكن قرار الافتتاح المرحلي للمتحف لم يأت من فراغ. إذ إن افتتاح23 ألف متر يتم عليها تقديم آثار الملك توت عنخ آمون لأول مرة كاملة كما أشرت يعد بمثابة افتتاح متحف كامل ينتظره العالم وهو بعد حضاري مهم, ومن ناحية أخري هناك بعد اقتصادي لا يمكن إغفاله وهو أن هذا المشروع يتطلب إدخال إيرادات تسهم في سداد القروض الخاصة به. ولذلك من شيم المشاريع الكبري في العالم أن تشهد افتتاحا جزئيا خاصة لمثل هذا النوع من المشاريع. ونلاحظ أنه في كل مرة من المرات الثلاث للافتتاح سيجسد الأمر حدثا عالميا جديدا, يعيد مصر إلي مركز الاهتمام والأنظار, وفي كل مرة ستقام احتفالية عالمية, وكأن المتحف يقوم بدعاية ذاتية لنفسه, وهو شيء نحتاج إليه في ظل الموقف الحالي للسياحة.
إلي أي مدي ستتميز المرحلة الأولي للمتحف بالإبهار بحيث تكون جاذبة وداعية للزائرين من مختلف بلاد العالم؟ ماذا ستروي للإنسانية من أسرار الحضارة المصرية؟
ستكون المرحلة الأولي التي ستشهدها نهاية عام2018 بالغة الإبهار, وفيها سيصحبنا الملك توت عنخ آمون في رحلة تاريخية متفردة لنصبح في بلاط الملك في الأسرة ال18 ونري ما كان يرتديه, وما كان يأكله, والعجلات الحربية للملك وسريره, بل نحضر أيضا الموكب الجنائزي للملك وغير ذلك, وبأسلوب عرض سيكون له مردود إيجابي للغاية عند الزائرين, كما سيكون أيضا الملك رمسيس الثاني بنفسه في استقبال زائري المتحف عند افتتاح مرحلته الأولي من خلال تمثاله الشهير الذي سيوضع في الدرج العظيم, ومعه نخبة من ملوك مصر العظماء مثل الملك خفرع, ومنكاورع وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث وأخناتون وتوت عنخ آمون, جميعهم سيشاركونه استقبال الزائرين للمتحف وسط عناصر معمارية متميزة من المعابد والمقابر. وسيضم الدرج المؤدي إلي قاعات العرض نحو87 من الآثار الضخمة والمهمة التي لم يعرض بعضها من قبل.
وماذا عن المرحلتين الأخرييين؟
ستضم المرحلة الثانية التي ستفتتح في2022 القاعات التاريخية لمصر لما قبل التاريخ, وحتي العصرين اليوناني والروماني, وستتضمن نحو45 ألف أثر منها نحو27 ألف أثر لم تعرض من قبل, الأمر الذي سيمثل عنصر جذب مهما, خاصة أن ذلك سيتم من خلال أسلوب عرض حديث, وأسلوب قصصي جديد في العرض, أما المرحلة الثالثة فستمثل متحفا خاصا بالمركب الخاصة بالملك خوفو, وهي أصغر مرحلة لكنها الأكثرها تعقيدا, لأن المركب كلها من الأخشاب التي يزيد عمرها عن4 آلاف عام, وبالتالي تجسد إعادة تركيبها تحديا كبيرا, كما يعد عرضها بأسلوب جديد مبهر في بيئة ملائمة تحديا آخر كبيرا! وقد تم حتي الآن نقل نحو نصف القطع الخشبية الخاصة بها تم نقلها بالفعل إلي المتحف الكبير وجار رفع الأجزاء الأخري من موقعها تمهيدا لتركيبها بالتعاون مع البعثة اليابانية.
كيف تري مستقبل مصر في ضوء تجربتك الشخصية في الإشراف علي المتحف المصري الكبير حتي الآن؟
توليت المشروع ولم يكن أعلي جدار فيه يتجاوز مترين, وكوني أري المبني اليوم قد اكتمل, والآثار توافدت, وأكثر من35 ألف أثر قد تم ترميمها, فإن ذلك يمنح الأمل أن هناك مصر جديدة قوية تستطيع التغلب علي كل المصاعب, وتستطيع أن تقدم معالم جديدة لا معلما واحدا فحسب, وأنه بروح الفريق والعزيمة نصنع المعجزات, وبالتاكيد سيكون إحساسي بالفخر يوم الافتتاح عظيما بأن الله عز وجل قد حباني فرصة أن أترك بصمة صغيرة في تاريخ بلدي الحبيبة مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.