زغاريد وأفراح داخل منطقة العجوزة، بمدينة الجيزة، فور إعلان أسماء أوائل الثانوية العامة، فعقب أشهر من الاجتهاد والمثابرة، وبعد أيام من التوتر، تحول منزل الطالبة ملك على السيد بيومى، إلى ساحة أفراح، بعدما أخبرها مكتب وزارة التربية والتعليم بحصولها على الأول مكرر فى الثانوية العامة 2024 على مستوى الجمهورية «الشعبة الأدبية»، بمجموع 394.5 درجة، وبين طرفة عين وانتباهتها، تحولت ليالى القلق والتوتر إلى لحظات من السعادة، يرويها والدها، الداعم الأول لابنته فى مشوار تفوقها. بصوت ممزوج بالفرحة، رد «على السيد»، والد «ملك»، الأولى مكرر على الثانوية العامة «أدبى»، على اتصال «الوطن»، قائلاً: «مش مصدق نفسى، كنت فاكر مكالمة الوزارة مقلب، ما صدقتش إلا لما بدأ الإعلام يكلمنا، هنا اتأكدت إنها فعلاً من الأوائل»، وعلى الرغم من مثابرة «ملك» طيلة العام، فإن والدها لم يتوقع لها سوى المركز العاشر على مستوى الجمهورية: «بنتى مرت عليها فترات صعبة أكيد، فى امتحانات يمكن ما توفقتش فيها، فتوقعنا لها المركز العاشر، يعنى كنا عارفين إنها أكيد هتكون من الأوائل»، بحسب والدها، الذى أكد أنه لا يمكنه تمالك دموعه بسبب الفرحة. وأشار الأب إلى أن ابنته مرت بأزمة عقب امتحانى اللغة العربية والفلسفة، ما تسبب فى تسلل الشعور بالإحباط إليها قليلاً، لأنها طالما كانت تحلم بالالتحاق بكلية الألسن، لكن وجود والدها أنهى هذا العناء: «نفسها فى ألسن، ولما خرجت من العربى والفلسفة زعلانة، حطيت معاها خطط تانية مثل آداب، أو أى كلية لغات، لكن بعد المجموع ده، إن شاء الله تدخل الجامعة الأمريكية». بنبرة غير مصدقة لما وصلت إليه حتى الآن، هل ما تسمعه حقيقة وأنها ضمن أوائل الثانوية العامة، قالت الطالبة ملك على السيد الأولى «مكرر» على مستوى الجمهورية فى الشعبة الأدبية، إنها لم تكن تتوقع على الإطلاق أن تصل إلى هذه المرحلة، أو أنها ستكون ضمن الأوائل: «أنا مش مصدقة، ولا كنت متوقعة كدا، أنا قلت لهم إنهم غلطانين فى الاسم». وأشارت «ملك» إلى أن هذا التفوق يأتى بعد عام طويل من الجد والاجتهاد والمذاكرة، عاشته الأولى مكرر على الشعبية الأدبية بالثانوية العامة، كانت نهايته فرحة كبيرة فى انتظارها، وقالت: «كانت سنة عادية، بس تعبت فيها، ومكنتش بفوِّت أى درس، سواء حضور أو أون لاين، وكان أهم حاجة عندى إنى أذاكر أولاً بأول، مخليش المواد تتراكم علىَّ»، مشيرةً إلى أنها كانت تتوقع حصولها على 90%: «كنت حاسة إنى هأجيب 90%، لكن الرقم دا مكنتش أحلم به حتى، أو إنى أكون ضمن الأوائل، الحمد لله، ربنا كبير، فرَّح أهلى بعد تعبهم معايا»، مشيرة إلى أن والديها هما السبب فى هذا التفوق وتحقيق هذه النتيجة، كما أنها تهدى هذا النجاح إلى أسرتها.