معالى المستشار الدكتور عبدالمجيد بك محمود، النائب العام.. اسمح لى أسألك، وأحرجك، وأستفزك، وأقول لك: هل تشعر فعلاً أنك نائب عام لعموم المصريين؟ أرجوك لا تتسرع، فمن عيّنك فى منصبك كان الرئيس مبارك الذى خلعته الثورة، والذى تعرف معاليك أكثر منى معايير تعيينه لكبار مسئوليه، لكن ما لا تعرفه هو شعورنا ناحيتك يا معالى النائب العام الذى نال الدكتوراه عن الفساد، وعاصر فساداً رآه بعينه ولم يتحرك قيد أنملة، اللهم إلا فى النزر اليسير، وفيما يمكن أن نسميه «المعارك الآمنة»، وعلم بتزوير الانتخابات ولم يفتح فمه معترضاً أو ملوحاً بأى رد فعل ينتصر للحرية وأحكام القضاء، الذى كانت الحكمة والذوق واللياقة تقتضى أن يستقيل من منصبه بمجرد خلع رئيسه الذى عينه، وبمجرد معرفته بأن إقالته كانت أحد مطالب الثورة لكنه لم يفعل. معالى النائب العام الذى يفترض أن يكون نائباً عاماً عن الشعب المصرى، يدافع عن حقوقه، ويحارب الفاسدين، هل يمكننى أن أسأل معاليك: ما معاييرك لتحريك بلاغ أو تعطيله وحفظه فى دُرجك؟ لماذا تتحرك بلاغات بعينها وتتعطل وتتوه بلاغات أخرى؟ وسأعطيك مثالاً لبلاغات ضد الفريق شفيق الذى يتردد أنه صديقك ظلت معطلة رغم تقديمها من مارس 2011، ثم أعلنت عن تولى قاضى تحقيقات لها بعد فترة، ثم نامت البلاغات (ننه هوه)، ثم خرج علينا مكتبك بعد عدة أشهر ليؤكد أن قاضى التحقيقات اعتذر عنها (بعد عدة أشهر) لظروف صحية، ثم تولى قاضى تحقيقات آخر مهمة هذه البلاغات، ثم نامت (ننه هوه برضه) طوال فترة التحضير لانتخابات الرئاسة، وهو ما يجعلنا نسألك عن مصيرها لو كان شفيق فاز بالانتخابات، ولماذا أصلاً نامت وتعطلت مع غيرها وغيرها وغيرها من البلاغات التى من العيب أن تتعطل فى مكتبك أصلاً؟ بينما تحرك يا معالى النائب العام بلاغات أخرى قبل أن يرتد إليك طرفك، ويعلن عنها مكتبك للإعلام (لا سيما بعد خلافك الأخير مع الرئاسة) فى الوقت الذى لا نعرف مثلاً ما مصير البلاغات التى قُدمت ضد زميلك المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، وأحد أكبر مسانديك فى صراعك الأخير مع الرئاسة الذى ما زالت تحيط به علامات استفهام حولك. ثم ها أنت يا عبدالمجيد بك تفتح مكتبك للزيارات والتضامنات معك (وقتك فى عملك ملك للشعب بالمناسبة وليس للمجاملات) فى الوقت الذى يوجد فيه ضمن من يزورك من لديك بلاغات ضدهم لا نعرف مصيرها.. ثم ها أنت تتصل بالنائب السابق محمد عبدالمنعم الصاوى وتهدده وتسأله: «همّ اشتروك؟»، وتدخل فى صراعات وتصريحات لم يكن أبداً لك أن تدخل فيها، ولا لمنصبك (الذى لا يريدك كثيرون فيه) أن ينزلق إليها. من حقك طبعاً أن تعتبرنى بعد هذا الكلام من هؤلاء (اللى تبع الإخوان) أو (حد اشترانى) أو ربما يهمس لك بعض المحيطين بك أننى أكتب «لغرض ما»، لكن بعد إذنك.. جاوب الأول على السؤال: انت نائب عام يا نائب عام؟