عزيزى الناخب.. هذا يوم من أيام الوطن، يقتضى أن نفكر فيه بالكثير من العقل والقليل من العاطفة. الذهاب لصناديق الاقتراع كالذهاب إلى أداء واجب الدم دفاعا عن الوطن وتحديدا لمصيره. معلوماتى أن كل الجهود قد بُذلت كى يكون يوم الانتخاب آمنا بقدر المستطاع، وأن يكون التصويت حرا بقدر المستطاع، وأن يكون العد والنتيجة نزيهين بقدر المستطاع. تستطيع أن تتبنى المعانى الرمزية التى وردت فى أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين علمنا أن نتبنى روح السفينة التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقا غير آبهين بالصالح العام. فهى مركب واحد لنا جميعا، لا نسمح لأحد بأن يختطفها أو يخرقها أو يقفز منها؛ فحين تشرق الشمس فستشرق على الجميع. وعلينا أن نتذكر روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نرَ عوائدها فى حياتنا. ولعلها كانت هى الروح المسيطرة على كل من شارك فى ثورة 25 يناير، فكل أعطى من وقته وماله ودمه ما استطاع حتى قامت قيامتنا فقمنا. وها نحن اليوم نسجل قيامتنا فى صناديق الاقتراع لنعلن أننا سنقرر بأيدينا مستقبلنا بإذن ربنا. وليعلم كل منا أن صوته ثغر من ثغور الإصلاح، علينا ألا نؤتى من قبله. اذهب إلى لجنتك الانتخابية، باشَّا (من البشاشة)، سعيدا، مقبلا على عملية تقودك إلى أن تكون طرفا مباشرا فى تحديد مصير بلدك. واعتبرها تبرعا بعدد من الساعات القليلة لخدمة قضية أكبر منك، فما استحق أن يعيش على أرض مصر من لا يعبأ بمستقبل مصر. الانتخابات فعل جماعى فى نتائجه، وفردى فى مسئوليته. وهو ما يقتضى منا أن نكون حذرين لأننا نريد رئيسا قادرا على مواجهة التحديات الضخمة التى تواجهنا. هذه التحديات التى لخصتها من قبل فى هذه الخماسية: أمن بلا استبداد، وتنمية بلا فساد، ودستور جامع بلا استبعاد، وإخراج العسكر من الساحة السياسية بلا عناد، ودور إقليمى نشط بلا استعداء. أرجو ألا نتكاسل عن المشاركة، وأرجو ألا نكون طرفا فى الجريمة الكاملة بأن نقبل الرشاوى الانتخابية وأن نترجمها إلى تصويت فى اتجاه من يعطى الرشاوى. من يعطيك رشوة كى يحصل على صوتك، مستعد أن يضحى بمصلحة الوطن من أجل مصلحته. ولا ينبغى أن نمكن هؤلاء من السيطرة على مؤسسات الدولة. علينا أن نشارك، وعلينا أن نراقب سير العملية ولنبلغ عن أى تجاوزات، وعلينا أن نحترم نتيجة الانتخابات أيا كانت. إن لم تكن قد قمت بواجبك عزيزى الناخب بالأمس، فاليوم دورك كى تعطى صوتك ولكى تدلى بشهادتك. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه. نجانا الله من الإثم والآثام. ووقى الله مصر من الشرور والأخطار.