يبدو أن السحر انقلب على الساحر داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات يتكبد خسائر بالجملة غير مسبوقة في الأيام الأخيرة، وكأنه يجني ثمار الجرائم التي ارتكبها في حق أهالي غزة، منذ بداية الحرب يوم 7 أكتوبر وحتى اللحظة، فكم من الجرائم ارتكبها جنود الاحتلال في حق الشعب الأعزل، ويبدو أن الدفة تغيرت ليحصد الجنود جزاء ما فعلوه. أزمات تضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي «فقدان بصر ونزلات معوية وأمراض نفسية».. جميعها كوارث تضرب صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الفترة المنقضية، لينال نصيبه من الخسائر والخراب الذي يتعرض له قطاع غزة على مدار أكثر من 60 يومًا، جراء الانفجارات والهجمات التي يشنها، إذ تقول التقارير إن بعض عناصره أصيبوا بعمى ما بين كلي وجزئي، نتيجة التعرض المستمر لمخلفات الحرب والشظايا، بحسب تقرير هيئة البث الإسرائيلية. جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المشاركون في المعارك على قطاع غزة، يعانون من آثار نفسية عميقة جراء المشاهد التي يرونها يوميًا والهجمات التي تقودها الفصائل الفلسطينية، ما تجعلهم يشاهدون زملائهم يتعرضون لضربات عنيفة، ونتيجة لذلك تراجع مستوى الجنود وأثر على خدمتهم العسكرية، إلى جانب ظهور أعراض نفسية كبيرة مثل الخوف والضغط النفسي وشعور عام بالإحباط ما يعد تأثيرًا مدمرًا على الجنود على المستويين النفسي والجسدي. وسجلت صفوف جيش الاحتلال ارتفاعا هائلًا في حالات الإصابة بالأمراض المعوية والتسمم الغذائي بين الجنود، إلى جانب تلقي ما يزيد عن ألفين جندي إسرائيلي مساعدات على المستوى النفسي على يد أطباء مختصين، ما بدوره جعل سلطات الاحتلال تقرر إجلاء 18 جنديًا من غزة إلى قاعدة تدريب اللواء؛ من أجل تلقي العلاج الطبي اللازم، خاصة بعد انتشار مرض الدوسنتاريا والذي يعرف إعلاميًا باسم «بكتيريا الشيجيلا» التي تسبب الإسهال والغثيان والوهن والضعف بشكل عام. ومن أسباب تفشي الأمراض المعوية بين الجنود الإسرائيليين، سوء النظافة داخل قطاع غزة، إثر انقطاع المياه وغياب عامل النظافة وانتشار الأمراض والأوبئة، إلى جانب تناول الجنود أطعمة ملوثة.