عفواً سيدى الرئيس، ليس لدينا إلا رئيس واحد مهتم بأن يجد حلولاً لمشاكلنا، لدينا ملايين الأسر تعيش تحت خط الفقر. وليس لدينا تعليم ترقى به الأمة حتى تجاوزنا فى ذلك مرحلة الخطر إلى المأساة، وصحة عامة وصلت إلى حالة من السوء تؤثر على الأمن القومى. أمن مفتقد لا نعرف متى سيعود، وفوضى أصبحت بعد 18 شهراً من ممارستها ثقافة مجتمع فى المرور، وفى الشارع، وسياسة داخلية توصف من المتفائلين بأنها حالة غير مسبوقة من الانقسام والاختلاف والتضارب، وسياسة خارجية تتسم بالانكفاء حتى أصبحت مصالحنا العليا مهددة، يكفينا مشكلة واحدة منها «مشكلة المياه»، وبالتالى فإن منصبكم الرفيع هو الوحيد القادر على التعامل مع هذه المشاكل من خلال تفعيل مؤسسات الدولة وتطوير أدائها وتشغيل كوادرها من خلال خطط استراتيجية بعيدة المدى وقصيرة المدى وآنية. لن ينجح فى وضعها إلا مؤسسات الدولة المصرية وليس بجهد فرد أو جماعة أو فصيل. سيدى الرئيس هذه مشاكلنا فى حدها الأدنى ونرى أن الرئيس قادر على حلها، لسنا مهتمين بالرئيس من حيث علاقته بالخالق، فكلنا نصلى، ولا يعنينا إن كنت بكيت فى الكعبة المشرفة، فالغالبية من أبناء الشعب المصرى بكت وستبكى فى الكعبة، ولا يهمنا أن نسمع منك العظات عفواً سيدى الرئيس. لم يشدنا كثيراً عودة صحفية على طائرتكم بعد الإفراج عنها فى الخرطوم، وسافرت إلى أديس أبابا لا نعرف على نفقة مَن؟ وكان الإفراج عنها بالعلاقات الدبلوماسية، ونجاحها نجاح للدولة وللرئيس بدون هذه المسرحية. يستطيع أى مواطن أن ينادى بحملة شعبية لمدة يومين لنظافة شوارعنا، ولكنك سيدى الرئيس تملك من الآليات والقدرات والإمكانيات ما يؤهلك لتصدر أوامر إلى المختصين للقيام بواجبات عملهم، وبالرقابة والمحاسبة، يمكن أن تحقق نجاحات، وبمناسبة احتفالات 23 يوليو كان خطابك صادماً فتناولت الثورة دون الحديث عن دور القوات المسلحة التى قامت بالثورة، وساندها الشعب ولم تعط الزعامة الوطنية للثورة حقها، حتى تستطيع إرضاء الجماعة، لم تذكر اسم الزعيم جمال عبدالناصر، كما أن الخطاب تجاهل إنجازات الثورة، وتناول السلبيات، بينما إيجابيات الثورة هى التى صنعت أستاذاً فى الجامعة ليصبح رئيساً. سيدى الرئيس خطابكم لم يكن للأمة ولكنه كان خطاباً للإخوان.