في رد فعل مثير للدهشة على زيارة هي الأولى من نوعها من حاكم دولة عربية لقطاع غزة انتقدت إسرائيل زيارة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني المقررة غداً إلى غزة ورحب بها الرئيس محمود عباس، بينما استغرب أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من الزيارة والهدف منها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الغريب ألا يساند الأمير كل الفلسطينيين، وأن يفضل حماس على السلطة الفلسطينية، التي لم يزرها من قبل في الضفة الغربية، وبهذه الزيارة اختار أمير قطر طرفاً دون الآخر، وهذا ليس جيدا"، وأضاف بالمور "نأمل أن يقوم الأمير بتشجيع الفلسطينيين الذين ينبذون العنف". وفي وقت سابق أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أبلغ الرئيس الفلسطيني هاتفيا مساء الأحد برغبته في زيارة قطاع غزة لوضع حجر الأساس لمشاريع إعادة إعماره، وأن الرئيس عباس "رحب بالزيارة وبجهود دولة قطر في دعم قطاع غزة". لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف عبر عن استيائه من الزيارة، وقال لصحيفة القدس إن "زيارة أمير قطر لغزة بهذه الطريقة وفي ظل حالة الانقسام الفلسطيني تحمل أشياء غير مفهومة، خاصة أن هناك قراراً عربياً بالتعامل مع منظمة التحرير والسلطة الوطنية، كممثل للفلسطينيين وعدم ازدواجية التمثيل الفلسطيني". واعتبر رئيس اللجنة القيادية العليا لفتح في غزة يحيى رباح زيارة أمير قطر لغزة "غير واضحة الأهداف"، وتساءل في إطار تقرير لوكالة أنباء الأناضول التركية عما إذا كان الوفد القطري قد حصل "على موافقة القيادة الشرعية المتمثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لزيارة غزة أم لا؟". ويرى المراقبون أن زيارة أمير قطر لغزة في ظل سيطرة حماس عليها هو تشجيع للحركة على مواصلة السيطرة على قطاع غزة، حيث تعطيها الزيارة اعترافا سياسيا بمشروعيتها. يذكر أن الدول العربية اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني في قمة الجزائر عام 1973، واعترف بها المجتمع الدولي عام 1974، ومنذ تطور الخلاف بين حركتي فتح وحماس في عام 2007 إلى مواجهة مسلحة، فرضت حماس سيطرتها بالقوة على القطاع، لكن غالبية الدول العربية وخاصة مصر المجاورة لها لم تتعامل مع حكومة غزة "المقالة" باعتبارها صاحبة شرعية، وإنما كأمر واقع، وسعت إلى المصالحة بين الطرفين لخدمة القضية الفلسطينية والحيلولة دون انقسام على الأرض قد يمنع مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة، والذي تتمناه إسرائيل في نهاية المطاف، وهو ما أكده اليوم أيضا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حيث اتهم خلال تصريحات في القدس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه -على خلاف جميع رؤوساء الحكومات الإسرائيلية السابقين- يرفض حل الدولتين ويعمل على تقويضه بترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.