فور اندلاع الأزمة فى السودان منتصف أبريل الماضى بين الجيش الوطنى السودانى وقوات الدعم السريع التى خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، ووسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات لحقن دماء الشعب السودانى، بذلت الدولة المصرية جهوداً عديدة على أكثر من مستوى لمواجهة التطورات الدامية فى البلد الشقيق، وشكلت الحكومة خلية أزمة لتنظيم عمليات الإجلاء وتعزيز الجهود الإنسانية لجهات الدولة المعنية فى مصر، لضمان عودة آمنة للمواطنين المصريين من هناك ومساعدة رعايا الدول الأجنبية فى العودة لبلادهم بالتنسيق مع السلطات المصرية. عودة أكثر من 7 آلاف مصرى و3 آلاف أجنبى وآلاف السودانيين.. وجسر جوى على مدار 4 أيام وقامت مصر بتوفير كافة السبل لإجلاء المصريين والسودانيين والأجانب، حيث تم إجلاء ما يزيد على 7 آلاف مصرى حتى يوم 2 مايو الجارى، بالإضافة إلى 3 آلاف من الأجانب، فضلاً عن الآلاف من السودانيين. وبالأمس أجلت سفينة حربية مصرية مجموعة من المصريين وجنسيات أخرى، من بورتسودان السودانية إلى ميناء سفاجا بمصر، حيث أجلت السفينة أكثر من 200 مصرى، بالإضافة إلى رعايا أجانب من كينيا ورواندا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، وقُدر عدد العائدين عبر السفينة الحربية بنحو 500 شخص، وفق وزارة الهجرة. وأقامت القوات المسلحة جسراً جوياً على مدار 4 أيام لإجلاء المواطنين بإجمالى عدد 27 طائرة حربية، كذا تقديم 2 طن مواد غذائية لكافة الرعايا. وقامت الإدارة العامة للجوازات والهجرة بمضاعفة عدد العاملين بالجوازات بميناءى «أرقين - قسطل» لاستيعاب كثافة القادمين من السودان من مختلف الجنسيات لسرعة إنهاء كافة إجراءات الوصول، كما دفعت وزارة الصحة بعدة عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية للحالات المرضية القادمة من السودان، بالإضافة إلى توفير عدد 8 سيارات إسعاف لتقديم الخدمة الطبية ونقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات «أبوسمبل - أسوان». عيادات متنقلة إلى ميناء أرقين البرى لتقديم الخدمات الطبية للحالات المرضية وقام د. خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، بزيارة معبر أرقين الحدودى وموقف كركر جنوبأسوان، لمتابعة تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لجميع النازحين القادمين من دولة السودان، وتمركز سيارات إسعاف ذاتية التعقيم فى معبر أرقين، وسيارات فى قسطل، بالإضافة إلى زيادة عدد العيادات المتنقلة فى منافذ الوصول، وزيادة أعداد الفرق الطبية فى تخصصات مختلفة. غرفة عمليات ب«الخارجية» وخطوط ساخنة لمساعدة المصريين الراغبين فى العودة للبلاد على مدار 24 ساعة فى سياق متصل، تقوم وزارة الخارجية بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية وكافة الدول لتوفير المساعدات للإجلاء، وتوفير التسهيلات لإجلاء السودانيين عبر المنافذ المصرية المختلفة، مع إنشاء غرفة عمليات وتخصيص عدة خطوط ساخنة لمساعدة المصريين الراغبين فى العودة للبلاد على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. وأكدت وزارة الخارجية على نقاط تجمع وإجلاء المواطنين المصريين من السودان، حيث أهابت الوزارة المواطنين المصريين فى السودان الراغبين فى العودة إلى مصر التوجه إلى نقاط التجمع والإجلاء وهى القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية فى بورتسودان، ومعبر قسطل ومعبر أرقين، كما أكدت غرفة الأزمات بوزارة الخارجية استعدادها لتلقى اتصالات وبلاغات واستفسارات المواطنين المصريين على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. فيما دعمت وزارة النقل محافظة أسوان بعدد 4 قطارات لنقل الركاب «أسوان - القاهرة» بالإضافة لتوفير 50 حافلة وزيادة أعداد العاملين من الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة بكل من ميناءى أرقين وقسطل البريين لاستيعاب الكثافات المتوقعة، بالإضافة إلى زيادة الخدمات الإدارية والإعاشية لخدمة العابرين مع قيام جهاز تنظيم النقل بدفع أوتوبيسات لنقل القادمين من الميناءين إلى موقف كركر بمدينة أسوان، مع توفير وسائل انتقال إلى القاهرة لمن يرغب. ووفرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عدداً من خطوط المحمول للوافدين من معبر أرقين البرى لطمأنة ذويهم. وقدم الهلال الأحمر المصرى، وما زال يقدم، خدمات الإغاثة والطوارئ على الحدود المصرية السودانية بمعبرى أرقين وقسطل حيث تم الكشف الطبى وإجراء الإسعافات الأولية للمئات، بجانب التنسيق مع الهلال الأحمر السودانى لتذليل الصعاب فى إجلاء العالقين داخل الأراضى السودانية، وتوفير حقائب مواد غذائية وصحية للوافدين بإجمالى عدد 20 ألفاً و995 حقيبة، كذا توفير خدمة طبية من خلال 2 خيمة مجهزة. وأصدر اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، القرار رقم 103 لسنة 2023 بتشكيل خلية لإدارة الأزمة بعضوية كافة الجهات التنفيذية بالمحافظة، وذلك لتقديم الدعم والمساندة فى احتواء تداعيات الأحداث الجارية، والدفع ب3 مينى باص تابع للمحافظة حمولة 28 راكباً لنقل العائدين من موقف العبارة بأبوسمبل وحتى موقف كركر بأسوان، وتوفير مستلزمات لوجيستية، سواء مأكولات جافة أو مياه أو عصائر بكافة المنافذ، وإنشاء مظلات وتندات خارج المنافذ لانتظار المواطنين لحين الانتهاء من كافة الإجراءات.
