شهد بركان «كولومبو» في البحر الأبيض المتوسط نشاطا جديدا، بعدما أثارت تحذيرات بوقوع كارثة حال حدوث انفجار بركاني يهدد العديد من الدول، وينذر بمشكلة بيئية تؤثر على كوكب الأرض، حيث وقع زلزال بقوة 4 درجات على مقياس ريختر على بعد 10 كيلومترات شمال شرق جزيرة سانتوريني اليونانية. زلزال بركان كولومبو استمر لبضع ثوان وشعر بالزلزال العديد من السكان في جزيرة سانتوريني، خاصة في الجزء الشمالي من الجزيرة وتحديدا في بلدة أويا، حيث استمرت الهزة الأرضية الخفيفة لبضعة ثوان. وسبق الزلزال وأعقبه سلسلة من الهزات الارتدادية، بلغت قوتها 3.4 درجة على مقياس ريختر، خلال الأشهر الماضية، وكان النشاط الزلزالي في هذه المنطقة أعلى إلى حد ما، ولكن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو على الأرجح أن الزلازل حدثت بالقرب من بركان كولومبو النشط تحت البحر، والذي يقع على بعد 8 كيلومترات شمال شرق جزيرة سانتوريني، أو تحته مباشرة، بحسب موقع «فولكانو ديسكفري» المتخصص في أخبار الزلازل. كولومبو البركان الأكثر خطورة في البحر المتوسط ويطلق على بركان البحر المتوسط اسم «كولومبو»، ويعتبر البركان النشط الأكثر خطورة في اليونان، بسبب محيطه تحت الماء، فهو قادر على إطلاق موجات تسونامي، ويتمثل السبب الثاني في أنه لديه القدرة على إنتاج ثورات بركانية كبيرة. وأضاف الموقع العلمي المتخصص في الزلازل: «ذكرى سيئة يحملها إنفجار البركان، وذلك خلال ثورانه التاريخي الوحيد المعروف في عام 1650 ، والذي دمر جزيرة سانتوريني وقتل العديد من الأشخاص والآلاف من الماشية بسبب الغازات السامة». وتابع: «غزا تسونامي كبير سواحل الجزيرة المسطحة ، التي كانت في ذلك الوقت غير مأهولة بالسكان ، ولكنها الآن مزدحمة بالفنادق والمدن التي تتمتع بموقع على شواطئ سانتوريني ذات الرمال السوداء الشهيرة». اكتشاف ذوبان على بعد ميلين تحت بركان كولمبو من جهتها ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن عالم الزلازل كاجيتان تشرابكيويتز، بكلية إمبريال كوليدج لندن، استخدم تقنية تصوير جديدة، تشبه الموجات فوق الصوتية الطبية، حيث اكتشف مع فريق العمل الخاص به ذوبانا يتجمع على بعد ميلين تقريبا تحت بركان البحر المتوسط. وتشير استنتاجات الفريق العلمي، التي نُشرت في مجلة «جيوكيمستري» إلى أنه على الرغم من أن الثوران البركاني ليس وشيكاً، إلا أن البركان يشكل تهديداً خطيراً. باحثون يحفرون رواسب حول بركان كولومبو وأضافت الصحيفة البريطانية: «تقوم مجموعة أخرى من الباحثين على متن سفينة الأبحاث (جويدس ريزليوشن) بحفر الرواسب حول كولومبو لإعادة بناء تاريخ ثوران البركان على مدى ملايين السنين القليلة الماضية». واختتمت الصحيفة البريطانية: «من بين أمور أخرى، يأمل الفريق البحثي في فهم الروابط بين الزلازل والبراكين في هذه المنطقة ، والتحقيق في تأثير تغير مستوى سطح البحر على حجم وتواتر الانفجارات البركانية».
