برز دور المجتمع المدنى الداعم والمكمّل لمؤسسات الدولة فى توسيع مظلة شبكة الأمان الاجتماعى، فى ظل تداعيات جائحة «كورونا» ومن بعدها العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، جاء ذلك بجانب دور الدولة فى تعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً. ومن أجل توحيد تلك الجهود من أجل رفع وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، تم إطلاق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى 13 مارس 2022 بمشاركة وعضوية نحو 34 مؤسسة من مؤسسات العمل الأهلى والتنموى فى مصر، والتى تعمل فى مختلف مجالات التنمية على تنوعها: «خدمية وصحية وتوعوية وتعليمية وعمرانية وغيرها»، ومن أبرزها: «مؤسسة حياة كريمة والاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية». سلمى: التحالف الوطني يعمل على توحيد جهود المؤسسات لتخفيف الأعباء عن المواطنين وبحسب سلمى عبدالمنعم، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن التحالف يعمل بصورة أساسية للقضاء على ازدواجية المنفعة وتوحيد جهود مؤسسات المجتمع المدنى فى تخفيف الأعباء عن المواطنين عبر حزمة من المساعدات النقدية والعينية، فالهدف الأساسى لعمل التحالف ليس فقط تقديم المساعدات وإنما العمل على مراعاة كافة حقوق الفئات الأولى بالرعاية والاستثمار فى أطفالها بدعم المشروعات الصغيرة وأصحاب الحرف اليدوية بفتح ورش عمل تضمن دخلاً يمكنهم من الإنفاق على أسرهم لتشارك بشكل إيجابى فى سوق العمل والإنتاج. ويمثل «التحالف» قوة ودفعة كبيرة لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، فمنذ بداية عمله انتهج التحالف استراتيجية بعيدة عن العشوائية، تمثلت فى تنقيح بيانات المستفيدين من المبادرات، وتوحيد قواعد البيانات لتصبح قاعدة واحدة يتم الاعتماد عليها لضمان وصول الدعم لمستحقيه. وأطلق التحالف عدة مبادرات لتقديم الدعم الغذائى والإمداد بالمستلزمات الدراسية، وفقاً لخطة الحماية الاجتماعية والتى تم وضعها لتقديم الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجاً والفئات الأولى بالرعاية بجميع محافظات الجمهورية، لتخفيف العبء عنهم، وللحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى جميع المجالات وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة بما يتماشى مع رؤية 2030. وبدأ التحالف الوطنى عمله فى شهر رمضان الماضى مع إطلاق مبادرة «وصل الخير 1»، والتى قدمت الدعم والمساعدات ل8 ملايين أسرة بتكلفة مليارى جنيه، وتنوعت المساعدات بين المساعدات الغذائية والإعانات المادية بتكلفة 27.5 مليون جنيه، وبعد النجاح الذى حققته «وصل الخير 1» بدأ التحالف فى العمل على «وصل الخير 2»، والتى شملت تقديم خدمات فى أكبر قدر من المحافظات تضمنت قوافل اجتماعية وصحية وغذائية والتى قدرت ب5.5 مليار جنيه، بالإضافة إلى مساهمات الدولة فى دعم مظلة الحماية ب9 مليارات جنيه. «كتف فى كتف» أداة ممتدة لمبادرة «وصل الخير» وقبيل شهر رمضان الجارى، أطلق التحالف الوطنى، «كتف فى كتف»، كأداة ممتدة لمبادرة «وصل الخير»، تعزيزاً لبرامج الحماية الاجتماعية ولتخفيف العبء عن الفئات الأولى بالرعاية وكذلك للحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية. فيما أشارت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، نسرين الشرقاوى، إلى أن المجتمع المدنى عبر التحالف الوطنى للعمل الأهلى عمد لتعزيز دوره من خلال حوكمة البيانات التى تم بناؤها اعتماداً على معلومات توافرت فى أكثر من 25 ألف جمعية قاعدية، وأكثر من 30 كياناً ومؤسسة كبيرة فى مصر، إلى جانب التعاون الوثيق مع قواعد بيانات الجهاز التنفيذى للدولة. وحسب الباحثة فى المركز المصرى، فإن التحالف الوطنى يستهدف زيادة عدد الأسر المستهدف إخراجها من دائرة الفقر إلى الحال المتيسر بشكل نهائى ومستدام، واستكمال الجهود التنموية لتأمين مظلة حماية اجتماعية تسع الأكثر استحقاقاً بدون استثناء فى السنوات المقبلة، وزيادة أنشطة وبرامج التحالف خلال ال5 سنوات المقبلة برأس مال يتجاوز ال200 مليار جنيه. وأطلقت مؤسسات المجتمع المدنى خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات التى استهدفت تعزيز الحماية الاجتماعية، مثل تلك التى أطلقتها مؤسسة «حياة كريمة» والتى استفاد منها ملايين المواطنين الأكثر احتياجاً، ومنها مبادرات: «وصل الخير»، «التعليم حياة»، «راجعين نتعلم»، «أنت الحياة»، «يدوم الفرح»، «قطار الخير»، «ستر وعافية»، «خيرك سابق»، التى تشجع على فكرة التطوع والعمل الخيرى، كما أنها تعد ركناً مهماً فى عملية التنمية بالدولة وداعماً أساسياً لمثلث التنمية والحماية الاجتماعية مع القطاع الخاص وإجراءات الحماية الاجتماعية التى تجريها الحكومة لتوفير عطاء آمن للفئات الأكثر تضرراً، إذ تمتلك مؤسسات المجتمع المدنى كوادر من المتطوعين تستطيع تقديم الخدمات المجتمعية للفئات المستهدفة بسرعة وفاعلية.
