كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن خطاب أرسله رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للرئيس الليبي عام 2007 الراحل معمر القذافي يعتذر له فيه عن عدم إعادة منشقين ليبيين إلى طرابلس، وسط مزاعم بأنهم كانوا سيواجهون هناك عمليات تعذيب، وأوضحت الصحيفة البريطانية أمس أن الخطاب كان من الوثائق التي تم ضبطها في مكاتب الحكومة الليبية بعد رحيل نظام القذافي، وهو موجود بحوزة فريق من المحامين في لندن. وقالت الصحيفة إن "بلير الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك قال للقذافي في خطابه أنه يشعر بخيبة أمل شديدة من قرار المحاكم البريطانية بمنع ترحيل خمسة منشقين إلى ليبيا خشية إساءة معاملتهم". وقدم "بلير" في الخطاب الشكر للقذافي على "التعاون الممتاز" بين وكالات مكافحة الإرهاب في البلدين عقب فترة عملت فيها بريطانيا وليبيا بهدف الترتيب لخطف المنشقين الليبيين ونقلهم جوا إلى طرابلس، مع أسرهم، ونوهت الصحيفة أن الخطاب جاء في أعقاب فترة كان مسموحا فيها لضباط الاستخبارات الليبيين بالعمل في المملكة المتحدة، والاتصال باللاجئين الليبيين ترغيبا وترهيبا لإقناعهم بالعمل كمخبرين لصالح أجهزة امنية في البلدين. وجاء في مستهل الخطاب، "عزيزي معمر" ووقع "بلير" في نهايته "مع أطيب التمنيات لك، المخلص لك دائما، توني"، ويطالب المحامون بتعويضات نيابة عن حوالي 10 من خصوم "القذافي" الذين استهدفتهم وكالات الأمن في البلدين خلال التعاون السري بينها، ورأت الصحيفة أن هذه الوثائق قد كشفت أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني والمخابرات البريطانية قدموا أكثر من 1600 سؤال لطرحها على اثنين من زعماء المعارضة الليبية بعد اختطافهما بمساعدة بريطانية ونقلهما جوا إلى أحد سجون "القذافي"، حيث قال الرجلان أنهما تعرضا لعمليات تعذيب مروعة.