عندما أتابع البرامج الحوارية، «التوك شو»، والشخصيات التى تستضيفها هذه البرامج، التى تشوه الثورة ويرون أنها مؤامرة والثوار مُمولون، أشعر بالحزن لما يحدث، وخاصة أن تلك الشخصيات ظهرت على الساحة بشكل كبير بعد براءة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، حيث يؤكدون أن براءته دليل على أن حدوث ثورة يناير مؤامرة، أشعر بالحزن على الرغم أننى كنت دوماً من «حزب الكنبة»، ولم أشارك فى الثورة مطلقاً، فما حال الشباب الذين نزلوا وعرضوا أرواحهم للخطر فى سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وأريد أن أطرح سؤالاً: كيف تُزور أحداث الثورة، والثوار على قيد الحياة؟ وماذا سيكتب التاريخ؟ إلى كل من يعانى مثلى من هذه البرامج أو بالأحرى من هذه الشخصيات. إليكم الروشتة التى أتبعها للخروج من هذه الحالة ولإنصاف برامج أخرى تستحق الإشادة. مثل برنامج «معكم» للإعلامية منى الشاذلى التى غردت بعيداً عن السرب وتركت البرامج السياسية بتفاصيلها المملة وتطرقت للجانب الإنسانى للضيوف، فهى تشعرنا بأنها بالفعل معنا، وبرنامج «صاحبة السعادة» للفنانة إسعاد يونس، فالعديد من البرامج التى تذيعها تعالج لدينا (النوستالجيا)، «الحنين إلى الماضى» ونشعر بالارتياح ربما لقبح الحاضر، كما أنها صاحبة شخصية عفوية غير مُتصنعة ككثير من الشخصيات، كما أشاهد أفلام الفنان الكوميدى أحمد حلمى الذى يرسم الضحكة على وجوهنا، بعيداً عن نوعية الأفلام المُسفة التى تصور مصر على أنها لا يوجد بها سوى القبح، وكذلك أستمتع بقراءة روايات الأديب الشاب أحمد مراد، فعلى الرغم من أنه فى بداية مشواره، فإنه استطاع أن يحجز مكانه فى قلوب القراء، فهو صاحب أسلوب رشيق جذاب، كما أستمع للدورى المصرى بتعليق المعلق الرياضى محمود بكر صاحب الظل الخفيف.. أخيراً أؤكد مصر فيها حاجة حلوة وستظل دوماً صاحبة السعادة.