كان أهالي حي سيدي جابر الشيخ، والذي يعد من الأحياء السكنية الراقية على موعد ظهر اليوم مع تجميل لشوارعهم الأنيقة وتغيير لعدد من أرصفتها مع غسلها وتنظيفها وتهذيب أشجارها، ووضع لافتات تحث على النظافة، إضافة إلى إعادة طلاء بعض أبواب البنايات المواجهة للمسجد. هذا المشهد لم يكن بسبب شكوى وصلت لحي شرق التابعة له المنطقة أو بسبب أن المحافظة قررت أن تنتفض من أجل أحيائها، حتى لو كانت حيا راقيا مثل سيدي جابر الشيخ، وليس حيا فقيرا كالأحياء الأخرى المنشرة بالإسكندرية، لكنه جاء عقب تأكيد زيارة الرئيس محمد مرسي غدا الجمعة لأداء صلاة الجمعة بمسجد سيدي جابر الشيخ، على بعد أمتار من المنطقة الشمالية العسكرية، التي بدورها تزينت من أجل هذه الزيارة، فنزع عنها الأسلاك الشائكة التي وضعت منذ أسابيع لتستبدل بقطع من الرخام الفخم. وأمام أسوار مستشفى القوات المسلحة المواجهة لبوابة المسجد عُلقت لافتة ترحيب حملت عنوان "مدينة الإسكندرية تتشرف بزيارة رئيس الجمهورية قائد النهضة بمسجد سيدي جابر الشيخ"، ولافتة أخرى حملت عنوان "مرحبا بقائد النهضة". وناشدت شركة النظافة عبر إعلان في الشارع المواطنين إلى المشاركة في حملة "معا لنظافة الإسكندرية" وهو الإعلان الذي ظهر لأول مرة بشوارع المحافظة مع هذا العدد الكبير من عمال النظافة الذين باتوا جزءا من خيال مواطني الأحياء الفقيرة. هذه المظاهر جميعها استفزت العديد من النشطاء بصفة، إلا أنها دفعت رئيس لجنة العلاقات العامة بجماعة الإخوان بالإسكندرية، الصحفي محمد نصر، إلى التعليق عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للقول "أظن أن اعدد كبيرا من التنفيذيين في الدولة أجادوا فن صناعة الديكتاتور"، مطالبا بكشفهم قائلا "أفضحوهم".