محافظ البحيرة تتفقد عددا من المدارس لمتابعة سير العملية التعليمية| صور    بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة    مطالبات بتعديل قرار رقم 175 .. شعبة مخابز دمياط ترفض تغليظ العقوبات والغرامات    الرئيس السيسى يلتقى نظيره الإيرانى على هامش قمة «بريكس»    مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إسرائيل رفضت جميع محاولات إدخال المساعدات لشمال قطاع غزة    الرمادي: حصلت على أكبر من حقي في الإشادة بعد مباراة الأهلي    السيطرة على حريق شقة سكنية في الطالبية    توقف الملاحة في ميناء البرلس لمدة 3 أيام    كبير الأثريين بوزارة الآثار: هدم مستولدة محمد علي باشا أحدثت جدلًا لأهميتها التاريخية لكنها ليست أثرا    مسلسل برغم القانون الحلقة ال29.. هبة خيال تفوز بحضانة ابنها    إقبال جماهيري لعرض «الشاهد» ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي    محافظ بنى سويف يعقد اللقاء الأسبوعى بالمواطنين.. تعرف على التفاصيل    الضرائب تكشف تفاصيل حزم التيسيرات الجديدة    قرارات حكومية جديدة لمواجهة المتاجرة بالأراضي الصناعية (تفاصيل)    وزيرة التضامن تشارك في جلسة رفيعة المستوى حول برنامج «نورة»    الشكاوى الحكومية: نتلقى 13 ألف مكالمة يوميًا    رئيس وزراء الهند: تجمع "بريكس" سيصبح أكثر فاعلية فى مواجهة التحديات العالمية    أحمق يقسم البلد.. ترامب يهاجم أوباما بعد عقد الأخير حملة انتخابية لدعم هاريس    الصحة العالمية: نقل 14 مريضًا من شمال غزة خلال بعثة محفوفة بالمخاطر    لايبزيج ضد ليفربول.. 5 لاعبين يغيبون عن الريدز في دوري أبطال أوروبا    كوريا الشمالية تؤكد على تعزيز قدرات الردع في مواجهة التهديدات النووية    التأمين الصحي على الطلاب وإنشاء 8 جامعات.. قرارات وزير التعليم في مجلس الجامعات الأهلية    كرة نسائية - دلفي يعتذر عن عدم استكمال الدوري المصري    افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثالث للدراسات العليا للعلوم الانسانية بجامعة بنها    ضمن مبادرة بداية.. مياه الغربية تواصل تقديم الأنشطة الخدمية    مصرع شخص إثر سقوط أسانسير فى التجمع    تحرير 1372 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    لرفضه بيع قطعة أرض.. مزارع يطلق النار على زوجته ويتهم ابنه    مصرع شاب وإصابة طفلين بانقلاب «توكتوك» في مصرف مائي ببني سويف    «زيارة مفاجئة».. وزير التعليم يتفقد مدارس المطرية | تفاصيل    تعاون بين محافظة أسيوط والغرفة التجارية لإقامة معرض دائم للسلع الغذائية    وزير الصحة: وصول عدد خدمات مبادرة «بداية» منذ انطلاقها ل62.7 مليون خدمة    صلاح السعدني.. صدفة منحته لقب «عمدة الدراما»    هاني عادل ضيف «واحد من الناس» على قناة «الحياة»    أوركسترا القاهرة السيمفوني يقدم حفلا بقيادة أحمد الصعيدى السبت المقبل    منها برج العقرب والحوت والسرطان.. الأبراج الأكثر حظًا في شهر نوفمبر 2024    «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    وزير العمل: بصدد إعلان قانون العمالة المنزلية لضمان حقوقهم    في اليوم العالمي للروماتيزم، أهم أعراض المرض وطرق اكتشافه    وفاة وإصابة العشرات بعدوى بكتيريا الإشريكية القولونية في أمريكا    إيهاب الكومي: أبوريدة مرشح بقوة لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم    إزالة 148 حالة تعد على أملاك الدولة والأراضي الزراعية بسوهاج    "فولفو" للسيارات تخفض توقعاتها لمبيعات التجزئة لعام 2024    الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى 42792 شهيدًا    التحقيق مع تشكيل عصابي في سرقة الهواتف المحمولة في أبو النمرس    لماذا العمل والعبادة طالما أن دخول الجنة برحمة الله؟.. هكذا رد أمين الفتوى    منها انشقاق القمر.. على جمعة يرصد 3 شواهد من محبة الكائنات لسيدنا النبي    «الإفتاء» توضح حكم الكلام أثناء الوضوء.. هل يبطله أم لا؟    من توجيهات لغة الكتابة.. الجملة الاعتراضية    "إيمري": لا توجد لدي مشكلة في رد فعل جون دوران    طارق السيد: فتوح أصبح أكثر التزامًا واستفاد من الدرس القاسي.. وبنتايك في تطور واضح مع الزمالك    التعليم تعلن تفاصيل امتحان العلوم لشهر أكتوبر.. 11 سؤالًا في 50 دقيقة    نجاح عملية جراحية لاستئصال خراج بالمخ في مستشفى بلطيم التخصصي    تلبية احتياجات المواطنين    موعد إعلان حكام مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري.. إبراهيم نور الدين يكشف    «ماذا تفعل لو أخوك خد مكانك؟».. رد مفاجيء من الحضري على سؤال ميدو    الخطوط الجوية التركية تلغي كافة الرحلات من وإلى إيران    مدرب أرسنال يصدم جماهيره قبل مواجهة ليفربول بسبب كالافيوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادي بالجيش الحر في حوار ل"الوطن": الإخوان أضروا بالثورة السورية.. و70 مصريا يحاربون مع "الأسد"
العواك: خيرت الشاطر التقى أشخاصًا تابعين لنا في تركيا.. وسعى لهدم "الجيش الحر"
نشر في الوطن يوم 09 - 10 - 2014


بعض قادة "داعش" كانوا رموزا في نظام صدام حسين
في الطابق الثاني من العقار الكائن في أحد الشوارع الفرعية بمدينة نصر، بعد دخولنا عبر بوابة مؤمَّنة جيدًا واتصال هاتفي من الحارس بالعميد حسام العواك، نائب قائد تجمع الضباط الأحرار بالجيش السوري الحر، يفيد بأن هناك من يسألون عن منزله، أصدر أوامره بالسماح لنا بالدخول.. شقة واسعة ولكن لم نرَ معظمها بسبب الستارة المعلقة بجانب الباب رجل ضخم ذو شعر أبيض وجهه أحمر اللون، بدلته العسكرية بالإضافة إلى ملامحه تضفيان عليه هيبة القادة، وبغض النظر عن فتور الاستقبال عند بداية دخولنا لكن الحجرة الموجودة على يسار الباب لفتت انتباهنا فهي أشبه بغرفة عمليات حربية بها سرير يتسع لفرد واحد وخريطة لسوريا معلَّقة على الحائط ومنضدة عليها كاميرا وجهاز كمبيوتر ولاب توب وأوراق كثيرة لم نطَّلع منها إلا على القليل"، وركن لاستقبال الضيوف أحدهما فخم والآخر على ما يبدو للزوار غير القريبين منه وهذا ما جلسنا عليه، حيث إن منضدته لم يكن عليها إلا طقم شاي فاخر وضع لنا بعد ساعة تقريبًا من الجلوس.
وكشف "العواك" العديد من الأسرار الاستخباراتية، ل"الوطن"، بشأن علاقة "إخوان سوريا" بالاستخبارات التركية وكيفية دخول السلحة القطرية إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة وأكاذيب إخوان مصر بشأن دعم الثورة السورية وعلاقة الاستخبارات الإيرانية بتنظيم "داعش"، وفجَّر "العواك" مفاجأة حول حقيقة أبوبكر البغدادي وكيفية التواصل بين قيادات الجيش السوري الحر في الداخل والخارج وكشف بأسماء قيادات المعارضة التي قابلت سياسيين إسرائيليين في ألمانيا والمصريين الذين يحاربون في صفوف الجيش النظامي.. وإلى نص الحوار.
- في البداية.. ما هو وضع الجيش السوري الحر على الأرض؟
الجيش السوري الحر بغض النظر عن المسميات والكتائب والمسميات على الأرض لا يزال متماسكًا، وتجمع الضباط الأحرار يقود المرحلة الحالية فيما يتعلَّق بالكتائب المقاتلة، خاصة وأن جميع الضباط المنشقين داخل سوريا، باستثناء عدد منهم، مكلَّفون بمهام معينة يقومون بها خارج سوريا، وخاصة فيما يتعلَّق بالتنسيق مع الدول الصديقة وأجهزة استخبارات مختلفة.
- إلى أي مدى يصل الدور التركي في التأثير على الثورة السورية؟
قامت المخابرات التركية برئاسة هاجان فيدان، بالتنسيق مع جمعية "مرمرة" التي تعمل تحت إمرة الإخوان المسلمين في تركيا، وجمعية أخرى اسمها "هاخاء" وهناك تداخلات مع "المافيا التركية"، وقاموا بإدخال عدد هائل من المقاتلين القادمين من أفغانستان والعراق وليبيا ولواء كامل بمدرعاته ودباباته بحرًا من ليبيا إلى سوريا، ويدعى "لواء الأمة"، والآن تم سحب هذا اللواء من سوريا ليقاتل في معركة طرابلس برئاسة مهدي الحاراتي، فيما يسمى بعملية "فجر ليبيا"، وهذا اللواء كان قد انضم من قبل ل"داعش سوريا" والآن أغلبيته حاليًا "ليبية- مصرية".
تركيا خرقت جميع معاهدات الإرهاب التي وقَّعت عليها من خلال تسهيلها دخول الجماعات المتطرفة والمطلوبين دوليًا إلى الأراضي السورية، ومن بين هؤلاء الهاربون من سجن بوكا وأبوغريب بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية، وهناك أيضًا تنسيق قطري كطرف ثالث بشأن الملف السوري.
كما استغلَّت إيران التحول التركي بشأن إسرائيل وقامت بعمليات غسيل أموال في مشاريع مقامة في تركيا بسبب الحصار الاقتصادي على إيران الذي فرضته الدول الكبرى بسبب الملف النووي، وكان المسؤول عن هذه العمليات هو أيضًا هاجان فيدان.
- ذكرت إيران أكثر من مرة، فما هو الدور الفعلي لإيران في الأحداث الدائرة وما علاقتها ب"داعش"؟
من هربوا من سجن أبوغريب قامت المخابرات الإيرانية باستلامهم والتحقيق معهم ودخلوا لسوريا عن طريق تركيا، ومن بينهم أبو صهيب العراقي وأبو أيمن العراقي وكانت قواتنا تتمركز حينها من مدينة تعزاز وحتى مدينة الباب وعرضوا مساعدتهم علينا، وبعد التحقق من هوياتهم اكتشفنا أنهم ضباط سابقون في المخابرات العراقية أثناء حكم صدام حسين، وفجأة انسحبوا من المعسكر بدون علمنا وشكَّلوا فيما بعد تنظيم "داعش" بعدما أقنعوا مائة مقاتل من قوات الجيش السوري الحر بأن يرحلوا معهم وحدث انشقاق في الجيش الحر، بالإضافة إلى إقناع مقاتلين من كتائب الحق ونور الدين زنكي وعاصفة الشمال براتب 600 دولار ومن هو متزوج يزيد راتبه 100 دولار وعلى كل طفل 50 دولارًا وكان هذا نوعًا من الإغراء، حيث إننا كنا حينها نعاني من نقص الأموال والسلاح والإمداد.
داهمنا بؤرة ل"داعش" ووجدنا جوازات سفر إيرانية واعتقلنا عناصر من مصر وتونس وليبيا، وحررنا رهائن كانوا معتقلين من الجيش الحر وتمت عملية المبادلة، وكان أبو أحمد العلواني هو منسق العلاقات وكان يعمل لدى مكتب قصي صدام حسين.
- كيف تموِّل قطر وتركيا تنظيم داعش؟
رصدنا فيما بعد لقاءات بين مؤسسي داعش مع ضباط قطريين وأتراك في مدينة جازي عنتاب، ما أدى إلى مسارعتنا بتأسيس غرفة عمليات لمتابعة التنظيمات الإسلامية المقاتلة بسوريا، واكتشفنا أن تمويل تلك التنظيمات من قطر، وتمر من معبر "بارصايا"، وفيما بعد وصلنا لمرحلة الصدام حيث قاموا بالهجوم على مقراتنا وهذا كان نتيجة الخطأ الفادح الذي كنا قد ارتكبناه فقد تعرفوا جيدًا على مقاتلينا وطبيعة الأرض وخططنا الحربية أثناء وجودهم معنا بالمعسكر، حيث إنهم كانوا بالمعسكر منذ شهر أبريل 2012 وحتى شهر أغسطس 2012.
- كيف دعم الإخوان في مصر الثورة السورية؟
جميع تصريحات صفوت حجازي ومحمد بديع بهذا الشأن كاذبة، حيث إن الاتصال الوحيد بين الجيش السوري الحر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر لم يكن مع قيادات الجيش السوري الحر، ولكن كان مع أشخاص يعملون لصالحنا وليسوا ضباطًا في الجيش الحر، وذلك في فندق "أورانتوس" في تركيا، حيث كان خيرت الشاطر، ممثل الجماعة، وكان هدفه في الاجتماع إنهاء فكرة الجيش السوري الحر وظهور تنظيمات إسلامية.
إخوان مصر لعبوا دورًا حقيرًا في الثورة السورية، حيث أظهروا أنفسهم على أنهم داعمون لنا ولكنهم لم يرسلوا قطعة سلاح واحدة للجيش السوري الحر كما زعموا، وأثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي استغلَّت نقابة الأطباء المصرية السوريين في بعض الفعاليات، وأثناء اعتصام رابعة شارك سوريون تم إغراؤهم بمبالغ تتراوح ما بين 300 إلى 500 جنيه للفرد الواحد، وكان هناك سوريون حملوا السلاح في أحداث الحرس الجمهوري بمبلغ 1000 جنيه، وكان التنسيق يتم عن طريق طبيب سوري مقيم بالقاهرة، كما أن الأموال التي جُمعت للثورة السورية في مصر تم تحويلها إلى قطاع غزة الفلسطيني.
- ما الذي فعله إخوان سوريا للسيطرة على الجيش السوري الحر؟
قبل انشقاق عدد كبير من الضباط من الجيش السوري الحر كانت لدينا خلايا داخل النظام السوري قبل الثورة، وكان معظمنا شارك في محاولة الانقلاب عام 2008 وانكشفت نتيجة خطأ أحد المدنيين الذي كان يحول أموالًا لشراء تجهيزات لوجيستية لنا، ولم يتم القبض على أي ضابط من المشاركين، وما زالت هناك خلايا تعمل ضمن صفوف النظام السوري ونتواصل معهم باستمرار.
في البداية كنا ننسِّق مع حسين هربوش الذي يقبع في معتقلات النظام السوري حاليًا، ثم ظهر لنا رياض الأسعد وهو ذو شخصية ضعيفة وحاولت أنا والعميد مصطفى الشيخ مساندته، خاصة وأنه من أوائل الضباط المنشقين وأطلق على الكيانات العسكرية المنشقة "الجيش السوري الحر"، ونتيجة لشخصيته الضعيفة هرول عليه الإخوان مع جهات أخرى لتأمين لقاءات له مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية وحصل على شقة في إسطنبول وراتب شهري، وألقى خطبة على سكايب في حفلة نظمها إخوان الكويت وحصل على 3 ملايين دولار، ومن ثم أسس شركة مواد غذائية ولم يهتم فيما بعد بالجيش السوري الحر وخانه لصالح الإخوان من أجل تحقيق هدفهم وهو تهميش دور الضباط المنشقين في الجيش السوري الحر، ومحاولاتهم إبراز دور تنظيم الدروع وأحرار الشام وكتائب جيش محمد الذي كان النواة الأساسية ل"داعش" وكان يقوده أحمد عبيد وتأسس في شهر مارس 2012 بالتنسيق مع الإخوان.
- تضاربت المعلومات عن أبوبكر البغدادي، قائد تنظيم داعش، فما هي المعلومات الصحيحة التي رصدتموها عنه علمًا بأن لديكم جهاز استخبارات؟
أبرز اسم من العراقيين الذين أسسوا تنظيم داعش هو إبراهيم عواد السامرائي "أبوبكر البغدادي"، وهو من مواليد 1967 من أهالي ديالي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية ببغداد، وأصبح شيخًا سلفيًا فيما بعد وكان إمام جامع أحمد بن حنبل في سامراء، وتم اعتقاله على يد القوات الأمريكية في معسكر بوكا، وتم التحقيق معه باعتباره شخصية قيادية سنية وأعطى معلومات عن التنظيمات الجهادية في مدينة ديالي، والمخابرات الأمريكية رصدت تسجيلات له مع قيادات من تنظيم القاعددة، وأثبتت عليه تأسيسه خلايا جهادية تقوم بعمليات ضد القوات الأمريكية بعد سقوط بغداد عام 2003، وبعد ذلك أسس جيش أهل السنة والجماعة وكان هذا الجيش نواة أساسية لتنظيم أبومصعب الزرقاوي، الذي تطور فيما بعد ليصبح مجلس شورى المجاهدين وقام بتسميه نفسه أبو دعاء وانتقل لمدينة القائم واستلم قيادة التنظيم في شهر أبريل 2010 ونصَّب نفسه أميرا لدولة العراق والشام وهذا أول تواجد ل"داعش" في العراق وجمع حوله ضباطًا سابقين بالجيش العراقي وكان معظمهم متخصصون في التفجيرات والاستخبارات، وكانت لديه اتصالات داخل قيادات داخل الحكومة العراقية وكان يتواصل مع مقربين من طارق الهاشمي وكانوا يعلمونه بمواعيد المواكب الرسمية والأمنية في العراق.
- وما دور طارق الهاشمي؟
طارق الهاشمي هو المسؤول عن السيارات المفخخة في العراق وكان المخطط الرئيسي للسطو على سيارات نقل الأموال في العراق ويقوم بتمويل عملياته من مثل هذه الحوادث، وكان مسؤول المخابرات في التنظيم أبو أيمن العراقي.
- كيف تطور رصدكم للمعلومات عن تنظيم داعش؟
في البداية لم تكن لدينا معلومات كافية عن "داعش"، واكتشفنا فيما بعد أن أبو أيمن العراقي هو مهند محمد سويداوي وهو من مواليد 1965 وكان ضابطًا برتبة "مقدم" في استخبارات الدفاع الجوي إبان حكم صدام حسين، واعتقل عام 2007 وسلَّمته المخابرات العراقية إلى المخابرات الإيرانية التي أجرت معه التحقيقات بمعرفتها، وقدَّم معلومات استخباراتية عن الجيش العراقي أثناء حكم صدام، بالمقابل دعمه الإيرانيون الذين عقدوا صفقة معه وزودوه بأجهزة اتصالات متطورة، وقامت بتكليفه بالانتقال عبر القائم إلى دير الزور فأبلغهم أن هناك صعوبة وقاموا بتأمين نقله من العراق إلى كردستان العراق ومن ثم إلى تركيا التي التقى فيها بالعقيد حكمت بالمخابرات التركية الذي سهَّل له العبور باتجاه سوريا.
- ما هو دور المخابرات القطرية في سوريا؟
هناك ثلاثة ضباط من المخابرات القطرية مقيمون في مدينة جازي عنتاب التركية ويتسلمون ملف تنظيم القاعدة، أما المسؤول عن التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا هو رئيس المخابرات القطرية غانم الكبيسي، الذي غطى موضوع فتح مكاتب للإخوان وأوكار للقاعدة داخل قطر.
- وماذا عن دور المخابرات التركية؟
شكَّلت المخابرات التركية "جيش المهاجرين والأنصار" و"حركة أنصار الشام" ودعمت حركة "أحرار الشام" في معركة "الأنفال" عن طريق المشاركة في غرفة عمليات المعركة بعد فشل مؤتمر جنيف، في الوقت ذاته رفضنا ك"جيش سوري حر" المشاركة في معركة الساحل لأننا لا نريد التدخل في صراع طائفي وتجنبنا الدخول لطرطوس واللاذقية والمناطق المتاخمة للواء إسكندرون لأن أغلبية سكانها من الطائفة العلوية.
- كيف توفِّر قطر السلاح ل"إخوان" سوريا؟
قطر تقوم بتمويل الجماعات الجهادية بالأموال وتدعمهم بالسلاح، حيث يقوم عبدالحكيم بالحاج والذي يعمل ملحقًا عسكريًا بالسفارة الصربية والذي ينسق لشراء أسلحة للإخوان، وتنظيم أنصار الشريعة استلم شحنات السلاح.
- كيف يتم التواصل بين ضباط الجيش الحر داخل سوريا وخارجها؟
يتم التواصل بعدة طرق بين القادة في الداخل والخارج، فهناك اجتماعات دورية كل أسبوع بواقع مرتين وثلاث مرات في حالة العمليات والقيادات العسكرية في تركيا والأردن، ومجلسنا العسكري يتألف من 15 ضابطًا وكان التواصل أسهل قبل ثورة 30 يونيو، حيث إننا كنا نستقبل "فلاشات" تحتوي على معلومات، وزرت ليبيا في 2012 وحصلنا على شحنة سلاح وأصلحنا باخرة وكان هناك تنسيق مع المخابرات الليبية وكانت كل الشحنات اللاحقة تنقل عن طريق البحر وعند وصول الإخوان للحكم في ليبيا ضيقوا الخناق علينا، فالإخوان تسببوا بالضرر كثيرًا لنا، فكان لدينا مقر ومستودعات بقاعدة "معيتيقة"، وبالكتيبة الثقيلة بمصراتة كان لدينا مقر ومعسكر، وقاعدة في الزنتان أُغلقت بمسؤولية قطرية بعدما فضحنا الإخوان بشأن الجيش المصري الحر في خليج البردية وأسسنا غرفة عمليات بدرنة.
- لماذا انتصر تنظيم داعش على الجيش السوري الحر في المنطقة الحدودية مع العراق؟
المنطقة الحدودية كلها ل"داعش"، وسبب انتصار التنظيم هو أنهم دخلوا الموصل بتنسيق مع ضباط مخابرات عراقيين سابقين وحزب العودة والطريقة النقشبندية، واستحوذوا على مليارات من بيع النفط الموجود في دير الزور لتركيا وتعتبر مكاسب النفط هي الممول الأساسي لحملة أردوغان، كما أن لديهم دبابات من طراز برامز أمريكية وسيارات هينفي وهامر ولديهم سلاح مضاد للطيران "ستينجر" والضربات التي توجهها الولايات المتحدة الأمريكية ل"داعش" محدودة وبطائرات لا تصلها صواريخ التنظيم أمريكية الصنع.
- كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية من قبل عن لقاءات جمعت بين قيادات بالمعارضة السورية وسياسيين إسرائيليين ولكن لم يتم الكشف عن أسمائهم؟
من قابلوا إسرائيليين برعاية المخابرات الألمانية في برلين، هم علي صدر الدين البينوني وملهم الدروجي وفاروق تيفور ووزير الحكيم وهي قيادات إخوانية وتريد توقيع اتفاقية سلام، واستحوذوا على 6 مليارات دولار من قطر في بداية الثورة، ويوسف ندا حوَّل لهم من إيران 2 مليار دولار.
- كيف تتوصلون لمعلومات من داخل أجهزة الاستخبارات الأخرى؟
لدينا اتصالات بأشخاص يعملون في أجهزة استخبارات مختلفة ولدينا ضباط في عدد من الدول، ولدينا معلومات مؤكدة من مصدر داخل ألمانيا تفيد بأن المخابرات الألمانية كانت ستمد النظام السوري بأجهزة تنصت من تصنيع شركة "سيمينز"، وعندما قمنا بالاحتجاج ألغت ألمانيا الصفقة.
- هل تواصلتم مع القيادة المصرية بعد ثورة 30 يونيو؟
تقدَّمنا بكتاب للرئيس عبدالفتاح السيسي لحل المشكلة السورية والتقينا ضباطًا من النظام السوري ولكن نحن نتمسك بعزل بشار الأسد.
- توجد تيارات سياسية مصرية تدعم بشار الأسد فهل لديك معلومات بهذا الشأن؟
هناك وفد من التيار الشعبي المصري زار سوريا في بداية الثورة وكان المنسق هو محمد السيد أحمد وأجرى لقاء مع ضباط مخابرات إيرانية بقيادة العميد يد الله جفاني، وهو مساعد قاسم سليماني بمكتب محمد ناصيف، المستشار الأمني لبشار الأسد، وكان عددهم 30 شخصًا وهناك 70 مصريًا يحاربون ضمن صفوف الحرس القومي لبشار الأسد ويوجد شهيد من فترة قصيرة اسمه محمد أكرم.
- هل رصدتم معلومات عن الإخوان في مصر؟
رصدنا غرف عمليات داخل مصر تابعة للإخوان، تحدث من خلالها أعمال استخباراتية، وكان أبرزها شقة في شارع ذاكر حسين بمدينة نصر، وكانت تتخذ من شركة تابعة لخيرت الشاطر ستارًا لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.