قرر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، منذ قليل، تعيين الأنبا باخوم، أسقف سوهاج وتوابعها، نائبا بابويا على إيبارشية أسوان، بعد وفاة الأنبا هدرا، مطران أسوان، أمس الإثنين، عن عمر ناهز ال81 عاما، متاثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد. وترأس البابا تواضروس الثاني، اليوم الثلاثاء، صلوات تجنيز الأنبا هدرا، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة عدد كبير من مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقدم الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس كلمة شكر فيها جميع المشاركين في الصلاة ومن قدموا التعزية من المسؤولين والشخصيات العامة ولأعضاء المجمع المقدس للكنيسة. تفاصيل جنازة الأنبا هدرا ثم ألقى البابا تواضروس الثاني، كلمة مؤثرة أشاد خلالها بالنموذج الحقيقي الذي قدمه الأنبا هدرا في حياته وفي خدمته الرعوية التي امتدت لأكثر من 46 سنة.وقال البابا: "يعز علينا أيها الأحباء أن نودع أحد أعمدة الكنيسة في تاريخها المعاصر الأنبا هدرا مطران أسوان، الذي كان راعيًا بدرجة عالية وخدم في إيبارشية أسوان زمنًا طويلًا بكل ما فيها من آلامات وأفراح، وقدم لنا مثالًا جيدًا وطيبًا عن هذه الخدمة، منذ بداية حياته كان راهبًا وقورًا في دير السريان العامر والتحق بهذا الدير مبكرًا من 50 عامًا تقريبًا سنة 1971 م وقد احتفلنا منذ شهور قليلة باليوبيل الذهبي له في الحياة الرهبانية. وشهد الاحتفال عدد من الكلمات الطيبة وكانت كلمة الأنبا هدرا كلمة معبرة عن قيمة الحياة الرهبانية، ثم اختير ليكون أسقفًا لمحافظة أسوان وهي محافظة الجنوب وصار بهذه الصورة حارسًا لجنوب مصر، وبدأ فيها عملًا كبيرًا وواجه بعض المتاعب ولكن خدمته أثمرت ثمارًا كثيرة نفرح بها في الكنيسة".وأضاف البابا:"كانت ومازالت إيبارشية أسوان تمثل صورة هادئة للرعاية بكل آبائها وخدامها وخادماتها. الأنبا هدرا صاحب تاريخ طويل داخل الكنيسة وقدم الأنبا هدرا الرعاية في أصولها لقد كان راعيًا ساهرًا ومهتمًا بإيبارشيته وكل من فيها وأقام علاقات طيبة للغاية مع كل المسئولين في المحافظة في المسؤوليات المدنية وغير المدنية والشعبية وكان صورة حلوة للخادم الذي يقدم الكنيسة للمجتمع، الأنبا هدرا الذي نحبه كثيرًا ونحب فضائله وحياته وحضوره ونحب النموذج الطيب الذي قدمه لنا جميعًا، كان يخدم في إيبارشية أسوان ولكنه كان يكلف ببعض المسئوليات خارج أسوان سواء في بعض الإيبارشيات الأخرى أو خارج مصر وكان يتعامل مع هذه المسئوليات بالهدوء الشديد وبالحكمة وهذه الصورة جعلته راعيًا، لقد صار أسقفًا لأسوان عام 1975 م وقدم في هذه المسئولية 46 سنة يخدمها بكل أمانة راعيًا ساهرًا متضعًا حكيمًا، كل الأمور يحلها في هدوء، ولذلك أحبه ليس فقط شعبه بأسوان ولكن كل الذين تعاملوا معه سواء في مصر أو في خارج مصر، كان يزور كثير من الإيبارشيات وعلاقاته طيبة جدًا مع جميع المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان بدير الأنبا باخوميوس بحاجر أدفو".