مساحة حب كبيرة تركاها لجمهورهما لم يبددها الموت الذي غيّبهما عن عالمنا في غضون ثلاثة أشهر، رحل الفنان سمير غانم في مايو الماضي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، ولحقت به زوجته وحبيبته الفنانة دلال عبدالعزيز اليوم، إثر إصابتها بالفيروس نفسه، مفارقات كثيرة شهدها الثنائي ليس فقط في تفاصيل وفاتهما وإنما أيضا في مسيرة حياتهما معا. سمير غانم يترك كلية الشرطة ويتجه للفن ربما لا يعرف الكثير أن الراحل سمير غانم كان يستعد لأن يبدأ حياته العملية بالدراسة في كلية الشرطة، حتى يصبح ضابطا مثل والده، عندما جاء إلى القاهرة قادما من قرية عرب الأطاولة من محافظة أسيوط، التي ولد بها، وكان ضابط السرية لدى «غانم» في كلية الشرطة، هو الفنان صلاح ذو الفقار؛ حيث كان يحمل رتبة نقيب حينها، وكان غانم شديد الإعجاب به، وكان يرى فيه فنانا رغم شدته وانضباطه، بحسب تصريحات تليفزيونية سابقة له. كان للقدر كلمة أخرى، حيث اتجه الراحل سمير غانم للدراسة في كلية الزراعة بمحافظة الإسكندرية، بعدما رسب في كلية الشرطة عامين متتاليين، ومن الإسكندرية بدأت تتشكل ملامح مسيرته الفنية. ومن القاهرة برزت موهبة «غانم» بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة، التحق بفرقة ثلاثي أضواء المسرح، التي شكلها مع جورج سيدهم والضيف أحمد، ولمع نجم سمير غانم حينها، وتحديدا في مسرحية «طبيخ الملائكة» عام 1964، التي تعد بمثابة ميلاد فني كبير للفنان المصري الراحل. دلال عبد العزيز تجسد دور ضابط الشرطة «ضابط الشرطة» تلك المهنة التي تركها الراحل سمير غانم من أجل الفن، شاء القدر أن تجسدها زوجته الفنانة دلال عبد العزيز تلك الشخصية في أحد أعمالها الفنية الذي يحمل اسم«البوليس النسائي». حيث جسدت النجمات الثلاث إلهام شاهين، وهالة صدقي، ودلال عبد العزيز، دور ضباط الشرطة من الشرطة النسائية، ثلاث فتيات كان كل حلمهن الالتحاق بكلية الشرطة حتى يؤكدن على قدرة المرأة على العمل في هذا المجال، تم التخرج والتحق كل منهم بإدارة مختلفة ضمن أحداث الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1988. كما جسَّدت دلال عبدالعزيز دور ضابط شرطة أيضا في مسلسل «الصبر في الملاحات» عام 1996.