الفرشة الثالثة التوحيد عقيدة الأديان. يقول عباس العقاد إن البشرية مرت بثلاث مراحل للوصول إلى التوحيد؛ التعدد، والترجيح، والتوحيد، وهو الاستقرار على إله واحد، ولقد ردت الأديان السماوية والوضعية أمور الدنيا والآخرة إلى الله أو الإله، مهما اختلفوا فى كينونته وماهيته. والبحث عن الله كان وما زال مهمة أساسية للإنسان لأنها بداية معرفة الخلق والذات الإلهية والإنسانية أيضاً. 1 - الإسلام يُقر بوحدانية الله، ولن يغفر الله لمن يُشرك به أو يتخذ معه إلهاً آخر، فهل قالت المسيحية أو اليهودية عكس ذلك؟ يقول القرآن: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله»، وقال: «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ». 2 - ليس هناك فى كتاب العهد القديم، «تسعة وثلاثون سفراً» أهمها التوراة، كلمة تدل على هذا المعنى، يقول: «لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ، وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ»، وقال الله لموسى: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِى أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ * لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِى»، وصدّق القرآن على ذلك: «وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ»، فلو كان التحريف فى التوراة قبل ظهور المسيح فكيف صدّق القرآن على ما جاء فى التوراة؟ ولو كان بعد ظهور المسيح ونزول القرآن فأين المحرف من التوراة؟ 3 - الآية: «مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَّوَاضِعِهِ». وتحريف الكلمة مقصود به إخراجها من سياقها وليس الحذف، وليس المقصود كل اليهود بل بعضهم، يفسرون للناس حسب مقاصدهم وغاياتهم، فأساء الناس التصرف، وحَمّلوا الأحاديث غير مرادها، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه المسلمون حين استخدموا المعنى الاصطلاحى للكلمة بديلاً عن معنى التنزيل، ومثال ذلك: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ»، المعنى الاصطلاحى لكلمة «حكم» هو إدارة شئون البلاد، ومعنى التنزيل هو الفصل فى النزاع أو الحكمة.. «وآتيناه الحكم صبياً». 4 - الأناجيل «متى ومرقص ولوقا» لم تذكر أن المسيح هو الله، فى إنجيل متى أن الشيطان أخذ المسيح إلى قمة الجبل وأراه كل الممالك وقال له سأعطيك كل هذه إذا سجدت لى قال المسيح اذهب وإياه وحده نعبده. 5 - إنجيل يوحنا ظهرت فيه فكرة التثليث، أى الآب والابن والروح القدس، وهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد آمين، الآية: «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ»، ولذلك فالمسيحيون يعتبرون أنفسهم أبناء الله وعياله، وهى لغة مجاز، يقول الإنجيل: «ادعوا أباكم الذى فى السماوات»، ولو كان المسيحيون أبناء الله لكان كل المسيحيون آلهة. 6 - الكتب السماوية محفوظة من الله، يقول القرآن: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، والذكر هو كل الكتب السماوية، ولذلك قال الله: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، يعنى اسألوا أهل الكتب السماوية، فما دام قد حفظ الله الذكر من الحذف والتغيير والتدليس يصبح الله مصدر الأديان الثلاثة. 7 - التحريف والادعاءات فى الديانتين كانت فى الأمم السابقة، وحكم الله فيهم بالكفر، أو من يدّعى منهم ذلك على مر التاريخ من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، لكن الموجود بيننا اليوم ثابت فيه وحدانية الله لا شريك له، بلا شك فى ذلك، ويصبح الله واحداً بين الأديان: «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائلَ لِتَعَارَفُوا».. «وَلَوْ شَاءَ الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً». لا أدارى يا صديقى لماذا نحارب أصحاب الديانات الأخرى الموحدة بالله والتى لا تدعو معه شريكاً آخر فى الملك؟ فهى كلها لله ومن الله وإليه المرجع. أسمع: الإرهابى والمتعصب لدين الإسلام، من الممكن أن يكون إرهابياً ومتطرفاً ضده، إذا كان الله قد اختار له ديناً آخر.. «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً». «جعلنا» هو اختيار الله للإنسان. «الجمعة المقبل حوارى مع فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق».