«الشيخة روحية عرفة منصور»، سيدة كفيفة جاوزت ال90 من عمرها، تقيم بمركز ميت غمر، في محافظة الدقهلية، قضت كل حياتها مع القرآن الكريم، حتى حفظت كتاب الله عن ظهر قلب، وأجادت تلاوته بالقراءات العشر، وتخرج على يديها العشرات من أبناء القرية، منهم من حاز على إجازة القراءات. قالت «الشيخة روحية»، البلغة من العمر 90 عاماً، في بث مباشرة قدمه موقع «الوطن»، إنها حفظت القرآن وعمرها 7سنوات، وأخذت القراءات العشر بعد سن العشرين، وكان معلمها «الشيخ عبد الغني» يساعدها على حفظ القرآن ليلاً ونهاراً، على حد وصفها، وذلك بدعم من والدها الموظف، واهتمام من والدتها. وتابعت أن «الشيخ عبد الغني» كان يحفظها القرآن على «اللوح»، موضحة أنها واجهت صعوبة في الحفظ في البدايات، وقالت: «كنت أنسى بشكل سريع، ولكن مع التكرار معي، كنت أحفظ المقرر، وأقوم بتسميعه مرة أخرى عن ظهر قلب»، وأضافت أنه «في إحدى المرات، نسيت ما كتبه لي الشيخ في اللوح، وادعيت أنني مريضة وجسمي سخن، ولفيت نفسي في البطانية، وسأل الشيخ عني، وكشف الغطاء، وطلب من زوجته عدم تقديم أي طعام لي، وبعد ذلك، صارحت الشيخ بالحقيقة، وطلب مني عدم الإدعاء بذلك مرة أخرى، ومن وقتها فتح الله علي في الحفظ». وأكدت «الشيخة روحية» أنها أنهت إجازة القراءات للقرآن الكريم في سنة 1970، وكانت قد تخطت العشرين من عمرها، وبعدها فتحت كتاباً لتحفيظ القرآن لأطفال القرية، وتخرج على يديها المئات من حفظة كتاب الله، ومنهم من حصل على إجازة القرآن الكريم، وأضافت أن «كل أبناء القرية أبنائي»، وأعربت عن أسفها لأنه في الفترة الأخيرة، أصبح عدد قليل من الآباء يحرصون على تعليم أبنائهم القرآن الكريم، في الوقت الذي يهتمون فيه بتعليم أبنائهم في المدارس ومراكز الدروس الخصوصية، مشيرةً إلى أنه في السنوات الأخيرة، لم يطلب منها أحد تعليم آية واحدة. وأكدت أن سيدتت القرية يقومون على خدمتها، منهم «أم هاجر»، تقوم بإعداد الطعام، وتساعدها على الوضوء للصلوات، و«أم إبراهيم»، التي تقوم بغسيل ملابسها ومساعدتها في الاستحمام، وعلى الوضوء للصلاة، إضافة إلى «نصرة»، زوجة الدكتور «نعمان البدوي»، التي تقوم بإيقاظها لصلاة الفجر، مشيرةً إلى أنها لم تترك صلاة الفجر يوماً، منذ أن كانت في السابعة من عمرها.
