الخطاب الطائفى، الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أحد أكثر الكارهين للإسلام والمسلمين فى العالم حالياً، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضى، الذى قال فيه: إن بلاده لن تتعامل مع مضطهدى الأقباط فى مصر، وسيكون تعاملها مع الذين تظاهروا فى ميدان التحرير يوم 25 يناير، يكشف عن مدى التوجه العنصرى لهذا الرئيس الأمريكى، وهو أمر متوقع بالنسبة للكثيرين. فمنذ أول خطاب لأوباما فى جامعة القاهرة، وبالتحديد يوم 4-6-2009، الذى أطلق فيه العديد من الوعود، ومنها تغيير العلاقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى للأفضل، كما قدم التزاماً شخصياً بالتوصل لحل فى الشرق الأوسط، وإغلاق معتقل جوانتانامو، وغيرها من الوعود البراقة، توقع الكثيرون خيراً، من رئيس ذى أصول إسلامية، لكننى كنت أحد الذين كانوا على اقتناع من أن المسلم المرتد لا يمكن إلا أن يكون أشر الناس على الإسلام والمسلمين، وتأكد ذلك طوال السنوات الماضية، حيث تزايد حجم الكراهية للعرب والمسلمين فى كل أنحاء العالم الغربى بمباركة أمريكية صهيونية، ووصل الأمر إلى حرب إبادة لهم فى كثير من الدول مثل بورما وأفغانستان والعراق وفلسطين وليبيا، وهذه الحرب، كانت إما بتحريض ودعم أمريكى أو بصمت دولى. وأوباما الذى يزعم اضطهاد الأقباط فى مصر مستنداً فى ذلك على أكاذيب بعض أقباط المهجر الخونة، وبعض عملائه من الإعلاميين والكتاب المأجورين، هو نفسه الذى يبرر لهؤلاء إساءتهم القذرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وللقرآن الكريم، بزعم حماية حرية التعبير، وهو نفسه أيضاً الذى يشارك فى عقاب كل من ينكر المحرقة اليهودية التى يزعم الإسرائيليون أنهم تعرضوا لها على يد النازى الألمانى، وهكذا الإساءة لخير البشر حرية تعبير، بينما تفنيد حقيقة الأكاذيب الصهيونية جريمة ومعاداة للسامية تستوجب العقاب. لذلك نطالب الرئيس الطائفى أن يتخلى عن هذه العنصرية التى لا تخيف أحداً، خاصة أن معظم الشعب المصرى يرفض التعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بأى صورة، ويرفض معوناتها ولا يعتبرها صديقاً ولا حليفاً، وإنما عدو، لذلك استقبل أغلب الناس ما قاله الرئيس محمد مرسى فى خطابه أمام الأممالمتحدة فى اليوم التالى لكلمة الرئيس الأمريكى، بارتياح شديد، خاصة عندما قال: «إننا نعادى من يسىء للرسول صلى الله عليه وسلم»، لأن الشعب يعلم جيداً أن الرئيس مرسى، قال ذلك رداً على مزاعم أوباما، كما أن المسلمين جميعاً على يقين بأن المستقبل للإسلام باعتباره دين الله الخاتم، ولا يشغلون أنفسهم بمدى رضا أو غضب الأمريكان أو الصهاينة عنهم. وعلى أوباما أن يدرك أن المسلمين فى شتى بقاع الأرض يرفضون اضطهاد جميع نسل بنى آدم، وخاصة من أتباع الديانات السماوية الثلاث، وإذا كان بينهم متشدد، فالمتشددون المسيحيون أكثر، بل ومعظم اليهود متشددون، ونحن هنا لا ننكر وجود بعض المشكلات -التى يغذيها الإعلام- فى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين المصريين، ولكن كلا الطرفين مسئول عنها، وعلى كل طرف أن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويقبل التعايش مع الآخر فى ود وسلام.