ينفرد الإسلام من بين كافة الرسالات بأنه الدين الذي يعتبر من أعمدة عقيدته الإيمان بكافة الرسل والأنبياء والكتب التي سبقت الإسلام دون تفرقة كما جاء في قوله تعالي: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". وتوجه نبينا صلي الله عليه وسلم بمدي القرب واللحمة بينه وبين اخوانه من الانبياء والرسل لقوله "صلي الله عليه وسلم" "نحن معاشر الانبياء إخوة لعلات ديننا واحد وامهاتنا شتي". بل إن الواحد منا في كل جمعة يسمع كم مرة يتناول فيها الداعية اسم بين غير محمد وكم مرة يتناول ذكر المسيح عيسي بن مريم وأنه من أولي العزم من الرسل. في الوقت الذي لا نسمع فيه اسم نبينا في عظات الديانات الأخري وهذا دليل علي مصداقية دين الإسلام ورسالة نبيه.. واحترامه لكافة الأديان بسبب السمات المشتركة بين الديانات السماوية من حيث مصدر تشريعها - والوازع والرقابة في نفس المؤمنين بها - وأنها كلها تدعو إلي عبادة الله وطاعته. وبالرغم من كل ذلك نجد هذه الكراهية الشديدة من بعض أتباع الديانات السماوية يريدون اقتلاع المسلمين والإسلام من جذورهم ويجاهرون بعدائهم للإسلام. وليس بعيداً ما حدث في الحروب الصليبية - وما ذكره بوش الابن عندما عزم علي غزو العراق وافغانستان أنها حرب صليبية وكتاب نيكسون الذي ذكر فيه بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي لم يعد هناك عدو أمامنا سوي الإسلام والمسلمين. وفي مثل هذه الأيام من كل عام وخاصة في ذكري 11 سبتمبر تخرج علينا الإساءات والندوات الموجهة للإسلام والمسلمين ولخاتم الأنبياء والمرسلين.. زاعمين أن ما ألم بهم من أحداث سببه إرهاب الإسلام والمسلمين ويقصدون قاتلهم الله محاكمات درامية يكيلون فيها التهم الكاذبة والإساءة والسخرية لخاتم المرسلين. ولسنا ببعيد عن الرسوم التي صدرت في الدانمارك من عدة سنوات وبعدها هولندا وبلجيكا. وختمت هذ الأباطيل هذا العام بقيام مجموعة مشتركة من بعض أقباط المهجر من المصريين الذين لفظهم الوطن المصري فتحولوا إلي أعداء لمسيحيي مصر ولمسلميها علي السواء.. أمثال موريس صادق وزقلمة - وغيرهم ممن لا هدف لهم إلا إثارة الفتنة بين عناصر الأمة المصرية والإسلامية بصفة عامة.. وكنا نتساءل من الذي يسبب الفتنة الطائفية ويشعل نيرانها - وتقيد القضية إما بإتهام المسلمين أو الطرف الثالث الخفي - بعد هذه الأحداث المسيئة لم يعد لهو خفي ولا سبب مجهولاً فهؤلاء أجرموا بالاتفاق مع بعض الصهاينة أمثال باسيلي المخرج الأمريكي الإسرائيلي الذي أعلن أنه جمع 5 ملايين دولار بالاتفاق مع القس المشبوه تيري جونز المتعدد التهم والسوابق في الهجوم علي المسلمين ورسولهم فقاموا بإعداد عمل درامي هابط يستهزءون فيه بالنبي. وللأسف الشديد فإن العالم الغربي مدعي الحضارة الذي ينادي بحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد وحماية الأقليات ورفع الأصوات لمساعدة الأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية ويزعمون اضطهادهم ويطالبون بممارسة الطقوس الدينية حتي للملاحدة والزنادقة. يقفون مكتوفي اليدين مكممي الأفواه - مدعين أنها بلاد تدعم حرية التعبير وأنه لا توجد قوانين بها تراقب الأعمال الفنية أي تناقض هذا؟. - هل لأنكم تهينون رسلكم وأنبياءكم في الأفلام والإساءة إليهم تبرر لكم الحق في الهجوم علي مقدسات غيركم وعلي رسلهم. - هل سياسة الكيل بمكيالين لازالت تسيطر عليكم فاليهود اجبروا الغرب علي إصدار قوانين داخلية بهذه الدول تعاقب جنائياً كل من يمس فكرة السامية اليهودية أو ينكر أو ينفي المحرقة اليهودية والهولوكست.. ويحال الفرنسي أو الألماني في بلده بمقتضي القانون الجنائي لبلده فهل المسلمون ليس لهم ايضا الحق في حرمة دينهم ونبيهم. علي الفور قامت السلطات المصرية لأن العمل اعترف بعض أقباط المهجر المنبوذين بقيامهم به فوضعهم النائب العام المصري علي قوائم الانتظار. طالب الرئيس السفير المصري بأمريكا بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء الذين فضحهم الفيلم فباسيلي منتج الفيلم الأمريكي الإسرائيلي قبض عليه بتهم تعاطي والاتجار في المخدرات وانتحال اسماء لأكثر من شخص وإنتاج أفلام الفاحشة والتهرب من الضرائب. كما أن فضيلة الإمام الأكبر وجه خطاباً شديداً يطالب فيه الأممالمتحدة بضرورة إصدار قانون دولي يجرم إزدراء الأديان أو المساس بها يطبق دولياً علي المخالفين. - كما أنه لا تستطيع امريكا أن تتخلي عن مسئوليها لأن بها قوانين داخلية تمنع وتجرم إزدراء الأديان فلم لا تفعلها. - كما أنه ينبغي علي رأس المال الإسلامي أن يقف بقوة لتهديد الغرب بعقابه مادياً واقتصادياً كذا فتح قنوات بلغات العالم تبين له مكانة النبي الذي وصفه كتاب أنه واحد من أعظم البشر. وإذا كانت غضبة المسلمين في كافة أنحاء العالم لنبيهم غضبة مشروعة - فإننا نحذر أن رد فعل المسلمين متفاوت ولا نستطيع أن نطفيء حربا لا يعلم مداها إلا الله. فإننا نقول للمتحمسين هدءوا من روعكم وهذبوا غضبتكم فالغضب لا يكون بالقتل ولا بالتهديد - حتي لا يصدق هؤلاء في اتهامهم للمسلمين بالعنف والإرهاب وهم القتلة الحقيقيون ولا نقول لهم إلا كما قال عز وجل "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".