سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قيادى «جهادى» يكشف ل«الوطن» معلومات خطيرة: أمير «بيت المقدس» «أبوسفيان» اليمنى.. وليس «المنيعى» 30% من عناصرها من اليمن وليبيا وفلسطين وسوريا والعراق.. والجماعة قسمت نفسها بعد سقوط «مرسى» لكتائب موزعة على مدن سيناء.. والمركز الرئيسى للجماعة فى مدينة رفح
كشف قيادى جهادى يعيش على أرض سيناء، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، عن معلومات خطيرة تُنشر لأول مرة حول جماعة «أنصار بيت المقدس»، مؤكداً أنها تأسست بشكل فعلى بعد ثورة يناير، وليس فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كما تحاول أن تدعى، وأن أول أمير لها هو «أبوطلحة» الفلسطينى، فى حين أن أميرها الحالى، الذى تولى المسئولية بعد مقتل توفيق فريج شخص يمنى يكنى ب«أبوسفيان»، مشيراً إلى أن شادى المنيعى ليس إلا أمير إحدى الكتائب التى تتبع الجماعة وهى كتيبة «جند الله». وقال القيادى الجهادى، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، إن جماعة «بيت المقدس» لم تكن موجودة فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كما ادعت فى تسجيل صوتى لأحد قيادييها، مؤكداً أنها تأسست بشكل فعلى فى بداية شهر مارس من عام 2011، عقب ثورة يناير، بشهر، وتشكلت من جماعة «التوحيد والجهاد» التى تنشط فى سيناء، وما يقرب من 200 عنصر من جماعة «أنصار السنة أكناف بيت المقدس»، الذين فروا من ملاحقات اليهود لهم بقطاع غزة، وأطلقوا على أنفسهم اسم جماعة «أنصار بيت المقدس»، واختاروا لها أول أمير من جماعة «أنصار السنة» يحمل الجنسية الفلسطينية مكنى ب«أبوطلحة». وأشار إلى أنه على العكس من المائتين الذين فروا إلى سيناء، فضّل بعض عناصر جماعة «أنصار السنة أكناف بيت المقدس»، البقاء فى غزة، وعدم الفرار إلى سيناء، لاستكمال مهمتهم فى استهداف العدو الإسرائيلى. وأضاف القيادى الجهادى أن أول عملية لجماعة «أنصار بيت المقدس» كانت فى 7 سبتمبر من عام 2011، وهى العملية التى أطلقوا عليها اسم «غزوة أم الرشاش»، والتى أودت بحياة عدد من قوات حرس الحدود بالجيش الإسرائيلى، لافتاً إلى حدوث تغير فى عقيدة الجماعة عقب إسقاط حكم الإخوان وعزل رئيسهم محمد مرسى، لتبدأ فى توجيه أسلحتها لصدور قوات الجيش والشرطة، بعدما كانت موجهة فقط للعدو الإسرائيلى. وأكد أن التركيبة الخاصة بجماعة «أنصار بيت المقدس» على أرض سيناء بدأت تتغير وتتبدل مع مرور الوقت، وبعدما كانت مشكّلة فى البداية من عناصر مصرية وقلة فلسطينية، أصبح 30% من عناصرها حالياً من الدول العربية، وأغلبهم من اليمن وليبيا. وأوضح أن العناصر العربية العاملة مع «بيت المقدس» كانوا ينتمون لتنظيم «أنصار الشريعة» سواء فى اليمن أو ليبيا، ودخلوا البلاد فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وتسلل عدد منهم عبر الأنفاق، والبعض الآخر تسلل من الحدود مع ليبيا، كما انضم لهم عدد كبير من الفلسطينيين التابعين لحركة «حماس» و«جيش الإسلام» الذى يديره القيادى التكفيرى «ممتاز دغمش»، المتهم الرئيسى فى قضية مذبحة رفح الأولى. وأضاف أن التنظيم يضم كذلك عناصر يحملون جنسيات سورية وأفغانية وعراقية، إلا أن عددهم قليل للغاية، ولا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة. وأرجع القيادى الجهادى سبب قدوم هذه العناصر المسلحة لسيناء وانضمامهم لجماعة «أنصار بيت المقدس» فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سعى جماعة الإخوان لتشكيل جيش موازٍ للجيش المصرى، يكون جناحاً عسكرياً لها، للضغط على مؤسسة الجيش. وأكد أن الإخوان كانوا يخططون بعد وصولهم لسدة الحكم، للسيطرة على الجيش المصرى، عبر إلحاق عناصرهم بالكليات العسكرية المختلفة، ليتم بعد ذلك دمج جماعة «أنصار بيت المقدس» فى الجيش بعد أخونته، والإطاحة بباقى قيادات الجيش، لضمان مساندة الجيش للإخوان. وأوضح المصدر أن حرص الجماعة على ضم بعض المسلحين اليمنيين ل«بيت المقدس» يرجع فى المقام الأول إلى خبرة المسلحين اليمنيين فى صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات وزرع العبوات الناسفة، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة، ولذلك فضّلت «بيت المقدس» أن يكون اليمنيون هم المسئولين عن التسليح بالجماعة، مشيراً إلى أن اثنين من اليمنيين المسئولين عن ملف التسليح لقيا مصرعهما فى غارة جوية للجيش عقب عزل مرسى وإسقاط حكم الإخوان. وتابع القيادى الجهادى أن ثقة جماعة «أنصار بيت المقدس» فى عناصرها اليمنيين دفعت عناصرها لمبايعة شخص يحمل الجنسية اليمنية مكنى ب«أبوسفيان» أميراً للتنظيم، بعد مقتل توفيق فريج، خلال شهر مايو الماضى، وليس شادى المنيعى كما ردد البعض، مؤكداً أن شادى المنيعى -الذى ترددت أنباء عن مصرعه مؤخراً- كان مسئولاً فقط عن إمارة إحدى الكتائب بالجماعة يطلق عليها اسم كتيبة «جند الله». وأكد أن الجماعة لم تجد مفراً بعد مصرع اثنين من أمرائها فى فترة زمنية قصيرة، وهما، إبراهيم عويضة البريكات، وتوفيق أبوفريج، سوى اللجوء لواحد من الخبرات اليمنية، ليكون أمير الجماعة يمنياً، وذلك بعد تزكيته لهذا المنصب، من أبوأسامة المصرى مفتى جماعة «أنصار بيت المقدس». وأوضح القيادى الجهادى أن «بيت المقدس» اعتمدت على بعض العناصر من تنظيم «أنصار الشريعة» فى ليبيا لتدريب عناصرها الجدد على حمل السلاح واستخدام القنابل اليدوية، نظراً لخبرتهم فى هذا المجال، خاصةً أنه عقب سقوط المعزول محمد مرسى انضم المئات من أعضاء وشباب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وأعضاء من تنظيم «الجهاد» داخل مصر للجماعة فى سيناء، وطلبوا تدريبهم على حمل السلاح، وهو ما تم بالفعل، وكان الظهير الصحراوى لمنطقة العجرة بمدينة رفح هو المكان الرئيسى للتدريب العسكرى لأعضاء الجماعة. ونفى القيادى الجهادى ما تردد عبر بعض وسائل الإعلام، خلال الآونة الأخيرة، عن استعانة «بيت المقدس» بعناصر من تنظيم «داعش» لتدريب أفرادها على حمل السلاح، والسير على نفس النهج الخاص بداعش، فى تنفيذ العمليات الإرهابية، مؤكداً أن جماعة «أنصار بيت المقدس» ملتزمة بعهد بيعتها لأيمن الظواهرى، أمير «تنظيم القاعدة»، الذى عبّر عن استيائه خلال الفترة الأخيرة من الأخبار التى بدأ تداولها فى وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء المختلفة حول بيعة «بيت المقدس» لأبوبكر البغدادى، أمير «داعش»، وهو ما نفاه قيادات الجماعة مراراً وتكراراً، مؤكدين التزامهم ببيعتهم للظواهرى. وكشف القيادى الجهادى أن هناك جماعات مسلحة صغيرة فى سيناء تقوم ببعض العمليات الإرهابية الفردية وتنسبها ل«بيت المقدس»، ومع ذلك لا يحاول التنظيم نفى مسئوليته عن هذه الهجمات، ما دامت تسير على نفس النهج وتحقق أهدافهم، مشيراً إلى أن الجماعة تكبدت، بالفعل، خسائر فادحة، ولكن ليست بالدرجة التى تحاول رسمها وسائل الإعلام المختلفة. وأكد المصدر أن الجماعة ما زالت محتفظة بصلابتها بعد أن قامت بتقسيم نفسها عقب سقوط حكم الإخوان إلى كتائب تفرقت بمدن شمال سيناء الثلاثة، رفح والعريش والشيخ زويد، لكل كتيبة منها أمير مسئول عنها وعن تحركاتها، بينما استمر بقاء المركز الرئيسى للجماعة داخل إحدى البؤر بمدينة رفح. وقال القيادى الجهادى، فى نهاية تصريحاته، إن جماعة «أنصار بيت المقدس» ما زالت حتى الآن تتلقى الدعم المسلح، حيث يتم تهريب السلاح والمتفجرات إليها عبر بعض الأنفاق على الحدود برفح، مضيفاً أن قوات الجيش لم تتوصل حتى الآن إلى كل الأنفاق بسبب صعوبة اكتشافها.