سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذكرى اعتقالات "سبتمبر 1981".. عندما يشتعل الصراع بين الشعب والدولة "شعبان": "السادات" صنع فجوة بين الشعب والسلطة وعلى "السيسى" اغتنام ثقة الجماهير.. و"النقاش": يجب إلغاء القوانين المقيدة للحريات
أكد عدد من الأحزاب والقوى السياسية أن الصراع السياسي تحول إلى صدام بين المجتمع ومؤامرات الإرهاب الخارجية، موضحين أن تشابه الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية بين عامى 1981 و2011 يؤكد ضرورة اصطفاف الدولة والقوى السياسية حول طموحات الشعب التى نادى بها في ثورتي يناير ويونيو. وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي، إن أبرز أسباب الصدام بين الدولة والشارع في عهد الرئيس الراحل، أنور السادات، كانت اتفاقية كامب ديفيد، التي أدت إلى اشتعال غضب المجتمع من السياسات الجديدة التى تبناها «السادات» وأسفرت في النهاية عن عزله عن المجتمع. وأضاف ل«الوطن» أن الوضع السياسى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يختلف من حيث التفاف قطاع عريض من المجتمع حوله، وأملهم في تحقيق تطلعاتهم على يديه، الأمر الذى فقده الشعب فى عصر السادات وظهرت فجوة عميقة بينه والدولة. وأوضح أن قضية الأمن القومي في المرحلة الحالية أصبحت أولوية لدى المجتمع، خصوصاً بعد توالى الضربات الإرهابية لمؤسسات الدولة، وأبرزها الجيش والشرطة. وأوضح أن هناك توافقاً نسبياً في العصر الحالي بين السلطة والشعب فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي للدولة، وأكد أن وجود أزمة بين شباب الثورة والسلطة الحاكمة تقع مسؤوليته بالأساس على النظام، وطالب الإدارة الحالية بضرورة حل أزمة المعتقلين من شباب الثورة حتى لا تتسع الأزمة فى وقت لا يمكن فيه أن تفتح الدولة أكثر من جبهة قتال. وقالت الكاتبة فريدة النقاش، التي جرى اعتقالها أثناء أحداث «سبتمبر الأسود»، إن هناك فارقاً بين مصر الآن ومصر 1981، موضحة أنه على الرغم من أن البلاد الآن تمر بأزمة وقد تكون الظروف متشابهة، فإنه في 1981 كانت هناك حالة من الإحباط لأن السياسات التى انتهجها «السادات» كانت فاشلة. وأضافت "فريدة" ل«الوطن»: «على الرغم من الصعوبات التى تواجه المصريين، فإن كثيرين منهم لديهم أمل وثقة في أن تزول الصعوبات وتتغير الظروف للأفضل خلافاً لحالة انعدام الثقة النهائية بين الشعب والسلطة فى عهد السادات». وطالبت «النقاش» النظام الحاكم بإلغاء قانون التظاهر الذى بمقتضاه جرى اعتقال العشرات من السياسيين الذين تظاهروا لإلغائه، فضلاً عن إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات التى وضعها نظام مبارك حتى يتفادى النظام الحالى تكرار أحداث مشابهة لأحداث 5 سبتمبر 1981، كما يجب عليه إعادة النظر فى السياسات الاقتصادية التى جرى توارثها عن نظام مبارك، مضيفة: «نحن الآن فى حاجة للتغيير وليس التجميل، والرئيس السيسى لديه فرصة ذهبية لأنه يتمتع بثقة كبيرة بين المصريين». وقال توحيد البنهاوي، أمين عام الحزب العربي الاشتراكي الناصري، إن ما حدث في سبتمبر 1981 كان تصادماً كامل الأركان بين الدولة والشعب بأكمله، ولم يجد السادات سبيلاً لحل ذلك الغضب عقب اتفاقية كامب ديفيد سوى بالاعتقالات للتخلص من المعارضة. وأضاف: «حالات الاعتقال التي حدثت لا يمكن مقارنتها بالأحداث العشوائية التى تحدث الآن، فالآن هناك تقارب واضح بين الشعب وقياداته السياسية لحماية هيبة الدولة ومكافحة الإرهاب».