يخوض أبو العز الحريري، انتخابات الرئاسة المصرية، باعتباره أحد المشاركين البارزين في الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، في مطلع العام الماضي، فضلا عن تاريخه الطويل في الصدام مع السلطة الحاكمة سواء في عهد مبارك أو قبله. ويطلق الحريري "66 عاما" الذي فاز بعضوية البرلمان أربع مرات على نفسه لقب "عميد البرلمانيين المعارضين العرب".
ويرتكز برنامجه في الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الأسبوع على تصفية الفساد "سياسات ومؤسسات وأفراد" ومحاكمة قتلة الثوار والفاسدين والاحتكاريين، وتفعيل مبدأ المواطنة، واسترداد الأموال المهربة باسم مبارك وعائلته وتعميم التأمين الصحي ورعاية المعوقين ودعمهم والعودة للإسكان التعاوني والشعبي.
وتعهد الحريري، مرشح حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في برنامجه بإعادة تشغيل المصانع المتوقفة عن العمل، وتشجيع المنافسة، وتجريم الاحتكار، وإعفاء صغار المزارعين والمنتجين والحرفيين من الضرائب وإسقاط ديونهم، وإحياء مشروع التكامل الاقتصادي مع الدول العربية ودول حوض النيل.
وهو يتخذ موقفا عدائيا من جماعة الإخوان المسلمين، ويقول إنهم استخدموا الدين استخداما سيئا وإنهم هم من صنعوا نظام الرئيس الأسبق أنور السادات الذي جاء بمبارك لاحقا.
ويتهم الحريري أعضاء المجلس العسكري الذي يدير أمور مصر حاليا بأنهم من رجال مبارك الذين حموه فترة طويلة، ويقول إن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس ظل في منصب وزير الدفاع 21 عاما، وبالتالي فهو شارك في كل ما كان يحدث في العهد السابق وصمت عنه.
ويطالب الحريري بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على توقيعها وتعديلها بما يسمح بانتشار أكبر للجيش المصري، حتى آخر نقطة للحدود المصرية في سيناء.
ولد الحريري في 2 يونيو 1946 بقرية الدواخلية التابعة لمدينة المحلة الكبرى، وهي من معاقل الطبقة العاملة وصناعة النسيج في مصر، وتخرج في المدرسة الثانوية الصناعية الفنية عام ،1962 وعمل في الشركة الأهلية للنسيج وفصل منها عدة مرات بسبب نشاطه السياسي.
خاض الحياة السياسية مبكرا، وانتخب عضوا بمجلس الشعب لأول مرة في 1976، وكان حينها من أصغر أعضاء البرلمان، واشتهر بمواقفه المعارضة لنظام الرئيس الأسبق أنور السادات، خاصة فيما يتعلق باتفاق السلام مع إسرائيل.
اعتقل وهو نائب في مجلس الشعب عام 1978 رغم تمتعه بالحصانة، ثم فصل من المجلس في العام نفسه لأنه وصف السادات بأنه "فرط في حقوق الوطن في اتفاقية كامب ديفيد" وبسبب زيارته إلى إسرائيل.
وإجمالا، اعتقل تسع مرات بين عامي 1975 و1981، وأثناء فترات فصله من العمل والسجن حصل على ليسانس الآداب ثم الحقوق، عاد مرة ثانية إلى مجلس الشعب في انتخابات 1984 وبعد غياب 25 عاما عاد للمرة الثالثة في انتخابات ،2000 التي خضعت للاشراف القضائي.
وشهدت أول انتخابات برلمانية تجرى عقب سقوط نظام مبارك عودته للمرة الرابعة إلى المجلس في 2011.
الحريري أب لثلاثة أبناء هشام وهيثم وهند وثلاثتهم يشتغلون بالسياسة. �غا�I� x�+��)� يرفع احد السكان كفيه اللذين كتب عليهما اسم مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي.