"مبقيتش عارفة أنام ولا اتحرك من كتر الألم، ده غير مصاريف العلاج اللي بتزيد كل يوم".. هكذا وصفت السيدة الخمسينية حالها بعد ان دهس ترام الإسكندرية أطراف قدمها اليمنى، حين خرجت من منزلها بمنطقة مصطفى كامل، متجهة إلى سوق سيدي جابر لشراء بعض مستلزمات البيت.. "كان معايا جوزي وجاله تليفون، فقلت أعدي المزلقان وهو فاضي، فجأة لقيت الترام جاي بسرعة والناس عماله تزعق في السواق، وعلى ما جريت كان داس رجلي". "كابوس وألم".. معاناة تصاحب صباح طايع كلما تحسست قدمها، بعد أن جرت عملية جراحية طويلة لبتر كل أصابع قدمها اليمنى.. "اول ما الترام داس على رجلي كان فيه بوكس شرطة معدي خدني على مستشفى القوات المسلحة، وقالولي لازم تدخل العمليات حالا، ولما فقت حسيت إن رجلي اتقطعت خالص، وحددوا عملية تانية ترقيع في بطن رجلي". أعباء العلاج تزداد على "صباح" وأسرتها.. "بصرف كل يوم أكتر من 300 جنيه على الجرح والعلاج اللي بحطه على بطن رجلي وصوابعي.. مش عارفين نجيب فلوسه منين". لم تشعر "صباح" أنها عاجزة مثل ذلك اليوم، التي حاولت ان تقف فيه على قدميها ولم تعد قادرة.. "مبتحركش من على السرير وبنتي الحامل هي اللي بتخدمني، وعملنا محضر برقم 17197 ضد وزارة النقل عشان تتحمل المسؤولية ومحدش سأل فينا لحد دلوقتي، مع إنهم سايبين الترام من غير أي مسؤول، ولما سألنا المحطة قالوا الترام ماشي بفرامل بايظة"، بصوت مختنق تستكمل السيدة: "كنت موظفة في التربية والتعليم.. وفاضلي 3 سنين وأطلع على المعاش، ومش واخدة على العجز، أنا واحدة كنت رايحة أجيب أكل للبيت، أتحمل إهمال وخطأ غيري ليه؟.. عايزة حقي يا حكومة".