رصدت «الوطن» تفاصيل معركة بالأسلحة الآلية والشوم والطوب بين عائلتين فى الصف بسبب سور طوله 10 أمتار وأسفرت المشاجرة عن مقتل سيدة وإصابة 6 واحتراق منزلين وسيارة.. وانتشرت قوات الأمن فى شوارع القرية لمنع تجدد الاشتباكات بين الطرفين وحاصرت قوات الأمن بإشراف العقيد رشدى همام والمقدم محمد مختار جنازة الضحية، وأمنت عملية الدفن خوفاً من هجوم أقارب المجنى عليها على المتهمين. قرية عرب الحصار فى مدينة الصف شرق القاهرة.. هى التى شهدت معركة استمرت 8 ساعات بين عائلتى بسيونى وعمار.. بقايا المعركة من دماء وطوب وزجاج وآثار حريق تنتشر فى المكان.. الطريق إلى القرية من مدينة الصف ترابى ومنازلها مكونة من طابق أو طابقين.. أهالى القرية يتحدثون عن حرب الشوارع التى شهدتها القرية مساء أمس الأول وأصوات الرصاص لا تغيب عنها، بعض الأهالى يتحدثون عن قيام عائلة بسيونى بهدم السور لعائلة عمار وأطلق الرصاص عليهم.. والبعض الآخر يقول إن العائلتين تبادلوا إطلاق الرصاص بعد قيام عائلة بسيونى بهدم السور لعائلة عمار.. ويتحدثون أيضاً عن هروب 3 مصابين من عائلة بسيونى من المستشفى بعد علمهم بقتل سيدة من عائلة عمار، فقرروا الهرب خوفاً من الأخذ بالثأر. التقينا عبده حسن (48 سنة) زوج قتيلة الأحداث.. قال عن زوجته وشريكة عمره: «دى كانت بتنظف البيت.. كانت بتحضر لحفل زفاف أكبر أبنائها بكره الخميس.. وراحت تطمئن على إخوتها علشان سمعت صوت ضرب نار.. أخدت الرصاصة فى ظهرها علشان تحمى أخوها».. بهذه الكلمات بدأ زوج المجنى عليها بدرية كلامه ل«الوطن»، وقال إنه متزوج منذ حوالى 30 عاماً من المجنى عليها، وأنه يعمل مزارعاً ويقيم فى منزل مكون من طابقين، وأضاف أن الضحية ابنة عمه وأنه أنجب منها 5 أولاد؛ 3 بنات وولدان، وأضاف أنه كان مشغولاً هو والمجنى عليها فى تجهيز حفل زفاف نجلهما الأكبر يوم الخميس ولكن القدر وقف فى طريقها، قائلاً «دى كانت ست مكافحة وتعبت معى لحد ما ربينا العيال.. ربنا يرحمه حوالى 30 عاماً لم تعص لى أمراً ولا كانت بترفض لى طلبى» وشرح عبده ال5 دقائق التى أودت بحياة زوجته بدرية فقال «هى كانت بتنظف المنزل بتاعنا وحوالى الساعة الخامسة عصراً من مساء أمس الأول سمعنا صوت رصاص كتير أوى.. وبعدين لقيت هى رمت المكنسة وطلعت تجرى.. أنا جريت وراها وبعدين لقيت المجنى عليها تدافع عن شقيقها وفجأة حضر شخص ببندقية آلية وأطلق عليها الرصاص فى ظهرها فسقطت جثة هامدة على يد شقيقها».. وأنهى كلامه قائلاً «والله إحنا مش بتوع مشاكل إحنا ناس بتاكل عيش وأنا فلاح بس الخناقة دى كلها علشان سور.. ودم زوجتى مش هيروح هدر». قال «محمد»50 سنة مزارع من القرية: «عائلة بسيونى نصبوا كميناً لعائلة عمار وهاجموهم بدون مبرر» وأوضح أن تلك الخلافات منذ شهرين وبالتحديد فى 20 رمضان الماضى؛ فقد قام أحد أفراد عائلة عمار ويدعى «حسن» ببناء سور أمام منزله، وجاء السور مقابلاً لمنازل عائلة بسيونى، فحدثت بينهم مشادة كلامية انتهت بهدم عائلة بسيونى السور بعد تشابك بالأيدى بين العائلتين، وأضاف أنه تم عقد جلسة صلح بين الطرفين وتم وضع شرط جزائى بقيمة 300 ألف جنيه إذا تعدى طرف على الآخر مع الأخذ فى الاعتبار بناء عائلة عمار السور لأنه فى حقهم وملكهم. وتابع قائلاً: ولكن والله يوم الجمعة الماضى تجمهرت العائلتان وكادت أن تحدث مجزرة إلا أن الأهالى أبلغوا الشرطة، وأضاف أن العميد رشدى همام مفتش المباحث، والعقيد محمود شوقى مأمور المركز، والمقدم محمد مختار رئيس المباحث، والنقيب أحمد الحمزاوى معاون المباحث، حضروا إلى القرية وتم الاتفاق بين الطرفين بحضور كبار العائلات على التصالح وعدم هدم السور وتم وضع شرط جزائى بقيمة 100 ألف جنيه، وأوضح أن يوم الأحد الماضى سمعنا صوت ضرب نار كثيف بعد صلاة العصر بشوية وسمعنا أن عائلة بسيونى هدت السور لعائلة عمار وقتلت واحدة ست منهم واستمر ضرب النار لمدة 8 ساعات وتحولت القرية إلى حرب شوارع حتى حضرت الشرطة وانتشرت فى القرية وحاصرتها وألقت القبض على 27 متهماً من العائلتين من بينهم 19 من عائلة بسيونى و8 من عائلة عمار. والتقت «الوطن» بأفراد عائلة عمار الذين أكدوا أن من أطلق عليهم الرصاص عائلة بسيونى وأن السور من حقهم وأنهم لم يطلقوا الرصاص على أفراد عائلة بسيونى، وأضاف أن الدليل على ذلك أن من قتل من عائلة عمار والمصابين أيضاً والبيوت التى تم حرقها هى بيوت ملك لعائلة عمار. وحاولت «الوطن» الوصول إلى أفراد عائلة بسيونى، وتبين أنهم غادروا منازلهم وألقت الشرطة القبض على آخرين منهم. واصلت نيابة الصف بإشراف المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول للنيابات تحقيقاتها فى الواقعة وأمرت النيابة بحبس 27 متهماً من الطرفين بتهم القتل والشروع فى القتل وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص وذخيرة.. جرت التحقيقات بمعرفة محمد عامر رئيس النيابة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة. كشفت التحريات والتحقيقات التى جرت بمعرفة اللواءين طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية عن وجود خلافات منذ شهرين بين العائلتين بسبب بناء سور.