«أجيب لكم منين؟» جملة لا يتوانى الرئيس عبدالفتاح السيسى عن توجيهها لمن يطالبونه بمطالبهم «الفئوية»، وسط حالة من التقشف والمطالبات المستمرة للتبرع من أجل صندوق «تحيا مصر» الذى يتأمله المواطن متسائلاً: «يا ترى هيكفى إيه ولا إيه؟»، مع ذلك يظهر المزيد من المشروعات التى تتكلف مليارات يتأملها المواطن شاعراً بمفارقة بين «أجيب لكم منين» و«هننفذ المشروع فى سنة وهنعلن عن مشاريع جديدة». «شبكة طرق جديدة ب32 مليار جنيه، و4 مليار للقناة الجديدة، و250 مليار جنيه لاستصلاح أربعة ملايين فدان، كل ده واحنا عايشين فى الضلمة، مش عارفين نحل مشكلة كهرباء ولا ميه قاطعة باستمرار، ولا لاقيين تعليم ولا صحة، طيب ازاى؟!»، يتساءل أحمد هانى، المهندس المدنى الشاب، الذى يتأمل عمليات التجديد الحالية على الطرق السريعة واصفاً طريقة تنفيذها ب«الحلوانى»: «مش متصور ازاى بيتصرف ملايين على عمليات رصف غلط، العربيات ماشية أثناء العمل، ومستقبل الطرق دى غامض وخطر، لو الطرق الجديدة هتتنفذ بنفس درجة الاستهتار نبقى فى كارثة». حالة من التشاؤم والغضب يشارك بها الخبير الاقتصادى عبدالخالق فاروق، يرى أن ثمة أولويات كانت بحاجة لهذه الحماسة الرئاسية والجهد الشعبى: «إعادة هيكلة شركات القطاع العام، وإعادة هيكلة قطاع الثروة المعدنية، وتخليصها من المافيا المسيطرة عليها، كذلك الأمر مع قطاع البترول الذى يعانى من فساد مروع، هذا كله كفيل بتوفير المليارات فضلاً عن إنعاش الاقتصادى المصرى وإعادة المئات إلى أعمالهم». تشاؤم لم يشعر به المهندس صلاح حجاب، خبير التخطيط، الذى أكد أن المسألة تتعلق بالوقت ليس إلا: «القناة اكتتاب عام لن تكلف الدولة مليماً واحداً، وبقية المشاريع لم تبدأ بعد، أما بالنسبة للإصلاحات العديدة التى تحتاجها البنية التحتية ونظام الحياة فى مصر، فالأمر كله بيد البرلمان المقبل».