حصار وقصف جوي ومدفعي، هجوم بري وبحري، ملخص ما تعانيه غزة منذ 25 يومًا، عندما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية "الجرف الصامد" على القطاع مساء الاثنين 7 يوليو الجاري، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين. ومع زيادة الحصار على قطاع، واحتياج الأهالي الشديد إلى مأوى بدلا من منازلهم المهدمة، ومواد غذائية تسد جوع وظمأ المشردين، وأدوية لعلاج المصابين والجرحى، يكون أول من يساعد الجيران، وهذا ما حدث بالفعل، فسارعت الحكومة المصرية والمنظمات غير الحكومية في إرسال قوافل غذائية وطبية إلى القطاع، عن طريق معبر رفح. في كوريا الشمالية الأمر المختلف، فإسوة بتعاطف المصريين و"الغزاوية"، أطلق سكان كوريا الجنوبية، أمس، بالونات مملوءة بغاز الهيليوم محملة بآلاف الفطائر المحشوة بالشيكولاتة، لتصل إلى جيرانهم الكوريون الشماليون، بالإضافة إلى ايصال 200 من النشطاء الجنوبيين قطع الشيكولاتة لقرنائهم في "الشمالية". كانت كوريا الشمالية، أصدرت قرارًا بمنع تداول وأكل الشيكولاتة كونها رمزًا للرأسمالية، ما دفع أهالي "سيول" لمساعدة سكان الجارة "بيونج يانج"، فجهزوا 50 منطادًا من الهيليوم يحمل حوالي 350 كيلوا جرامًا من الشيكولاتة، و10 آلاف فطيرة شيكولاتة، وانطلقت المساعدات من ساحة حديقة مدينة "باجو" الواقعة على الحدود مع كوريا الشمالية. "إن إرسال فطائر الشيكولاتة والمارشيملو وبعض الحلوى، أصبحت موضوعًا متداولًا كثيرًا على الألسنة في تاريخ العلاقة بين الكوريتين"، هكذا وصف منظموا الحدث إرسالهم للشطائر والشيكولاتة. وحسب التقرير الذي قدمته وكالة "ديومنتسك" الإعلامية، من العاصمة "سيول"، فإن الفطائر والشيكولاتة في كوريا الشمالية أصبحت أشبه بعملة غير رسمية للبيع والشراء، ما دفع "بيونج يانج" إلى منع المصانع من إنتاجها منذ مايو الماضي. وقالت "تشو سون هي"، إحدى المنظمات للفاعلية، إن كوريا الشمالية أصدرت قرارًا باعتبار الشيكولاتة رمزًا للرأسمالية"، مضيفة "سنستمر في إرسال فطائر الشيكولاتة ببالونات الهيليوم باعتبارها لا تزال واحدة من المواد الغذائية الأكثر شعبية للكوريين الشماليين، خصوصًا للجياع والفقراء منهم". وأفادت صحيفة "التليجراف" البريطانية، بأن إرسال النشطاء لبالونات الهيليوم لم يكن حدثًا استثنائيًا، حيث كثيرًا ما يطلق النشطاء مثل تلك البالونات بطريقة دورية، وعادة ما تحمل منشورات مناهضة للعاصمة (بيونج يانج)". وأضافت الصحيفة، "حاولت (بيونج يانج) كثيرًا الضغط على العاصمة الجنوبية (سيول) من أجل وقف النشطاء، ووصل الأمر إلى تهديد كوريا الشمالية للجنوبية بقصف المواقع التي يطلق منها النشطاء تلك البالونات، إذا لم تستجب الأخيرة للضغوط".