باق من الزمن نصف ساعة، ليتم الصغير عامه الرابع، لمح من بعيد بدلة الجيش التى أحضرها والده هدية عيد ميلاده، بجوارها تورتة تحمل اسمه و4 شمعات، همست الأم فى أذن الصغير «يلا يا حبيبى علشان تلبس البدلة الجديدة»، فقفز من مكانه تاركاً اللعب التى كان مهموماً بها، بعد أن غالبته السعادة، وجرى يطبع قبلة على خد والدته، ويلح على والده أن يلتقط صورة له بهندامه العسكرى الجديد، فلم يرد الأب طلب الابن الوحيد. الصورة التى التقطت ل«سمير» عام 1940، بالبدلة العسكرية والطربوش الأحمر، كانت وقتها الحلم الذى يداعب «سمير» منذ نعومة أظافره، أملاً فى أن يحذو حذو والده اللواء جلال صبرى ضابط الجيش، الذى كان يعشقه ويميل إلى تقليده، لكن الأيام أخفت له ما لم يكن يدرى، إذ تسلل الفن إلى أعماق الصغير الذى تربى وسط عائلة تعشق الفن وتقدره، فالأم تعشق البيانو، والخالة تقدس العود، بينما يحرص الأب على اصطحابه إلى السينما والمسرح، فبدت موهبة التمثيل والرقص عليه وهو فى السادسة من عمره، عززها حرص مدرسة فيكتوريا التى ارتادها فى ذلك الوقت على تدريب الأولاد على تمثيل مسرحيات الكاتب الإنجليزى وليام شكسبير. الفن الذى طرد فكرة الالتحاق بالكليات العسكرية من عقل «سمير»، وجد يداً ممدودة لرعاية موهبته التى اكتشفها الجار عبدالحليم حافظ، بعد انتقاله من محل سكنه بالإسكندرية إلى القاهرة بصحبة والده ليقطن فى نفس العمارة التى كان يسكنها العندليب الأسمر، ليقدمه الأخير إلى الإذاعة المصرية، التى بدأ فيها مشواره العملى فى أواخر السادسة عشرة بتقديم برنامج «ما يطلبه المستمعون» باللغة الإنجليزية مع الفنانة لبنى عبدالعزيز، بعدها انتقل من البرنامج الأوروبى إلى إذاعة الشرق الأوسط، وظهر مع المذيعة آمال فهمى فى برنامج «على الناصية»، خلال أحداث فيلم «حكاية حب» لينطلق بسرعة الصاروخ فى السينما. الصورة التى كلما استرق الفنان «سمير صبرى» النظر عليها، هام حباً فى الفن، الذى بادله عشقاً فوق عشقه، يحتفظ بها فى منزل العائلة القديم بالإسكندرية، يستعيد من خلالها حلم الظهور على الشاشة، وأن يصبح ضابط جيش، على غرار الفنان أحمد مظهر وصلاح ذوالفقار اللذين جمعا بين الفن ومهنتهما كضابطين فى أسلحة الجيش لترتسم ابتسامة عريضة على وجنتيه، قائلاً «والله زمان».