القرد فى اللغة يدل على الشخص الحائر والهزلى وكثير الحركة، هكذا يكون رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الحائر والهزلى والأبله، والذى لا يتوانى عن الوقوف كالقرد فى لحظة واحدة على أكثر من شجرة، ففى الوقت الذى أشاد فيه بالأزهر فى تصريحات سابقة خلال زيارتة لمصر التى أصر أن يستهلها بزيارة الأزهر، قال فى حضور شيخ الأزهر نفسه: إن الأزهر يمثل مذهب أهل السنة والجماعة المعتدل، وأشاد بمجهودات الإمام الأكبر فى نشر الوسطية والاعتدال من خلال مؤسسة الأزهر التى تتخذ من الوسطية والاعتدال منهجاً. لكن بعد عزل محمد مرسى هاجم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قائلاً إنه أصابه بخيبة الأمل عندما ظهر بجانب مدبرى الانقلاب، كما يصفه. وأضاف أن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ علماء أشباهه فى تركيا من قبل، ولم ينسَ أن يؤكد مساندته ودعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، فى الوقت نفسه الذى يدّعى فيه دعمه لتعاليم الدين الإسلامى الوسطى المعتدل الذى يدعو إلى نبذ العنف والتطرف، والتعاون لما فيه صالح البشرية. ومنذ عزل محمد مرسى ونظام جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، لم يتوقف هذا «القردوغان» عن الهجوم على مصر، وظل يتشدق بإجرام وعنف الشرطة المصرية فى فض اعتصام رابعة العدوية، وأحداث الحرس الجمهورى، وكافة المواجهات الحادثة بين الأمن المصرى وجماعة الإخوان المسلمين، وفى الوقت نفسه كان يُعطى الشرطة التركية الحقوق كاملة لاستخدام أقصى درجات العنف ضد المتظاهرين الأتراك حتى لو سقطت أرواح من أجل السيطرة على التظاهرات التى اشتعل فتيلها فى كل المدن التركية منددة بنظام وحكومة رجب طيب أردوغان ومطالبة بتنحيه. ومع هذه المظاهرات الحاشدة خرج رئيس الوزراء التركى على الناس، وبكل استخفاف وبلاهة ليصف الكتّاب والصحفيين المعارضين لحكومته ب«المسخ البشرى والمنحطين والزواحف»! وفى الوقت نفسه وصف المتظاهرين بأنهم عبارة عن مجموعة من القوارض والجرذان البائسة التى تخرج من جحورها من حين إلى آخر لإحداث ثقب فى سفينة تحمل 76 مليون مواطن تركى على حد قوله. ولم يتوقف قفز «قردوغان» فوق الأشجار، ليخرج علينا مؤخراً مهاجماً الرئيس عبدالفتاح السيسى، واصفاً إياه بالطاغية، ومستنكراً المبادرة المصرية لتهدئة الأوضاع فى غزة، متهماً الحكومة المصرية بالعمل مع «إسرائيل» ضد حركة حماس، فى محاولة لاستفزاز الجانب المصرى من أجل الدخول فى معركة تصريحات سياسية قد تُفيده فى حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، فى محاولة منه للتظاهر بالتعاطف مع الجانب الفلسطينى، وتأكيد أن تركيا تمثل العدو اللدود ل«إسرائيل»، فى حين أن العلاقات التركية الإسرائيلية تصل إلى حد العمق، لدرجة قد ينتج عنها أبناء غير شرعيين. فقد نسى «قردوغان» أن هناك أكثر من 60 معاهدة للتعاون المشترك سارية المفعول فى القطاعات الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين الجانبين التركى والإسرائيلى، ويتخلل تلك المعاهدات صفقات شراء طائرات تجسس إسرائيلية، وتحديث طائرات ودبابات تركية قديمة، وتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، وتدريبات مشتركة على القتال، جواً وبحراً وبراً، فضلاً عن وسام الشرف الإسرائيلى الذى حصل عليه «قردوغان». كلمة أخيرة: فى 19 يناير عام 2010 اختتم وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، زيارة إلى أنقرة وصفها بالناجحة، وأشار باراك وقتها إلى تصريحات وزير الدفاع التركى، محمد وجدى غونول، الذى قال إن هناك علاقات تحالف استراتيجى بين البلدين ما دامت مصالحهما المشتركة تتطلب ذلك. وأضاف: نحن لا نستخدم كلمة «تحالف» حتى لوصف علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة، أكبر أصدقاء «إسرائيل»، ولذلك فعندما يستخدم قادة تركيا -يقصد غونول- هذا التعبير، فهذا يعنى الكثير.