الخصية المعلقة عند الأطفال، هو مرض ينشأ نتيجة فقدان الخصية لطريقها الصحيح فى النزول إلى مكانها الطبيعى فى الكيس، أى أن الخصية تضل طريقها فى النزول من البطن إلى الكيس وتقف فى إحدى محطات النزول الطبيعى، ولتوضيح ذلك أكثر يجب أن نعرف أن الخصية فى الشهور الأولى من الحمل تكون موجودة بالبطن فى مكان مجاور للكلية كما هو واضح من الشكل، ثم تبدأ فى النزول ابتداءً من الأسبوع الثامن من الحمل وتصل إلى القناة الأربية فى أعلى الفخذ فى الأسبوع السابع عشر ثم تتحرك فى القناة الأربية حتى تصل إلى أسفل الكيس فى الأسبوع الأربعين وهو الأسبوع الأخير من الحمل، ونسبة حدوث هذا المرض فى أغلب بلاد العالم تتراوح بين 1 و2% ولكن الملاحظ هذه الأيام أن هذه النسبة فى ازدياد. وينبغى أن نذكر هنا أن أمراضاً معينة تزداد فيها نسبة حدوث المرض، مثل مرض العيوب الخلقية فى الجهاز العصبى، ومرضى عيوب جدار البطن، وكذلك هناك عامل وراثى لا يمكن إغفاله، فالطفل الذى يعانى من مرض الخصية المعلقة قد يُصاب إخوته بنفس المرض بنسبة 4% والوالد الذى كان مصاباً بالمرض هناك احتمال بنسبة 6% أن يصاب أولاده بنفس المرض. الخصية هى المصنع المختص بتكوين الحيوانات المنوية فى خارج البطن فى كيس الصفن لأن البيئة المناسبة لتكوين الحيوانات المنوية، يجب أن تكون أقل من درجة حرارة الجسم بدرجة ونصف درجة مئوية، ولذلك فوجود الخصية فى البطن فى درجة حرارة أعلى من الدرجة المطلوبة يؤدى إلى تغيرات فى الخصية يجعلها غير قادرة على تكوين الحيوانات المنوية فيما بعد، أو أن تكون حيوانات منوية مشوهة غير قادرة على تلقيح البويضة، ولذلك فإنه يجب أن تنزل هذه الخصية إلى مكانها الطبيعى بعيداً عن درجة حرارة الجسم قبل سن الثانية من عمر الطفل. بل إن هناك دراسة عن أن وجود الخصية فى البطن حتى سن الثالثة يفقدها حوالى نصف كفاءتها فى تكوين الحيوانات المنوية. ومن المضاعفات الأخرى لمرض الخصية المعلقة، قابلية حدوث التفاف فى الخصية، زيادة نسبة حدوث سرطان الخصية بنسبة 9 مرات عن احتمال حدوثها فى الأشخاص العاديين. يجب أن نكشف مبكراً على كل المواليد فى غرفة الولادة وقبل ذهاب الطفل إلى البيت، كما أن فرصة تردد الطفل على المراكز الصحية للتطعيم فى أوقات ثابتة لهى فرصة ثمينة لأطباء الأطفال أو حتى الممرضة المدربة للكشف على الخصية، والتأكد من وجودها فى مكانها الطبيعى، وكذلك تشخيص الكثير من العيوب الخلقية الأخرى، إذ إن كثيراً من الأمهات لا ينتبهن لهذه الحالات ويتأخر التشخيص وتحدث بعض المضاعفات. كما أن الكشف بالموجات الصوتية يشخص أغلب هذه الحالات. التدخل الجراحى فى سن مبكرة هو العلاج الضرورى لمثل هذه الحالة، وأفضل سن هو سن سنة ونصف السنة إلى سنتين، والاتجاه العالمى حالياً أن يتم التدخل قبل سن سنتين، ولكن إجراء الجراحة بعد 4 سنوات يقلل من كفاءة الخصية بنسبة 40%، ومع ذلك فيجب إجراء الجراحة حتى وإن كانت السن بعد ذلك لأن نزول الخصية له تأثير إيجابى على عملها وكذلك على الحالة النفسية للطفل. وتتم عملية إنزال الخصية فى وقت لا يتعدى النصف ساعة ويمكن للطفل أن يعود للمنزل فى نفس اليوم، وحالياً توجد مراكز كثيرة فى مصر تستخدم المنظار الجراحى للكشف عن مكان الخصية المعلقة غير المحسوسة بالكشف الظاهرى، للتعامل معها وإنزالها إلى مكانها بمساعدة المنظار.