قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون العام والنظم السياسية والقيادى فى حركة فتح الفلسطينية، إن مصر ليست فى حاجة إلى طلب من أحد للتدخل لمساعدة الفلسطينيين أو الوقوف بجانبهم، فقد تدخلت منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان وأجرت الاتصالات الدولية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لإيقاف العدوان والعودة إلى التهدئة. فضلاً عن محاولات توحيد الموقف العربى الداعم لفلسطين فى مجلس الأمن ضد الانتهاكات. وأضاف «الحرازين» فى حواره ل«الوطن»، إن مصر صاحبة باع طويل فى العمل العسكرى والسياسى ودولة لها ثقلها ووزنها ودورها معروف، وستتغاضى عن أية أمور أو تصريحات، تعطل دورها الوطنى تجاه القضية الفلسطينية، فى إشارة لتصريحات قيادات حماس بعد 30 يوينو. ■ صف لنا ما يحدث الآن فى غزة؟ - ما يحدث الآن فى غزة، عدوان همجى وبربرى تجاوز كل الحدود والأعراف والمواثيق الدولية، فى خرق واضح وفاضح لدولة الاحتلال ضد السكان المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، الذين لا حول لهم ولا قوة إلا أنهم فلسطينيون. قوات الاحتلال أقدمت على حرب ضد أبناء الشعب الفلسطينى وليس كما تدعى إسرائيل أن الحرب موجهة ضد حركة حماس، لأن الاستهداف لم يطل سوى المدنيين الأبرياء وهناك نحو 25 طفلاً و20 امرأة و20 شيخاً بين الذين سقطوا شهداء فى هذه الحرب، فضلاً عن قصف 160 منزلاً وارتكاب مجازر بحق عائلات بأكملها، كل هذا يؤكد أن المستهدف هو الشعب الفلسطينى وليس حركة أو فصيلاً بعينه. ■ ما تعليقك على تصريحات خالد مشعل، القيادى بحركة حماس، التى قال فيها «إنهم ينتظرون نخوة جيش مصر العظيم لأمته العربية» التى رأى البعض أنها استفزازية؟ - مصر دولة كبيرة وشامخة بشعبها ومؤسساتها ولن تقف عند مثل هذه الصغائر، ويجب أن تتغاضى عن أية أمور تحاول أن تعطل دورها الوطنى والقومى تجاه قضايا أمتها العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية. وما صرح به السيد خالد مشعل يعبر عن أن مصر دائماً ستبقى بجيشها وشعبها مساندة للقضية الفلسطينية، ونحن لسنا فى حاجة لتقييم ما يقوله الآخرون لأن الدور المصرى ليس بحاجة إلى تقييم، فمصر دائماً عودتنا أن تكون سباقة للوقوف بجانب الشعب الفلسطينى. ■ هناك أصوات تقول إن ما يحدث فى غزة مؤامرة تحاك ضد مصر لتوريطها، ما رأيك؟ - مصر ليست دمية أو صغيرة حتى يمكن توريطها، ولديها قيادة قادرة على تقدير المواقف واتخاذ ما هو مناسب ويحمى المصلحة الوطنية والقومية لمصر ويحافظ على قضايا الأمة العربية، فضلاً عن أن الشعب المصرى لديه من الوعى والفكر ما يمكنه من التمييز بين النافع لبلده أولاً ولأمته العربية ثانياً، وبما يحفظ مكانة مصر الإقليمية والدولية ثالثاً، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ وساذج فى أبجديات العمل السياسى، لأن اتخاذ قرارات الحرب لن يكون عبارة عن ردات فعل على مواقف معينة أو بناء على تحريض من أحد، فمصر صاحبة باع طويل فى العمل العسكرى والسياسى ولن تمر مثل هذه الأقاويل. ■ هل أنت راضٍ عن رد الفعل المصرى؟ - ما بذلته مصر، وما زالت تبذله حتى هذه اللحظة، من جهود لأجل وقف العدوان على الشعب الفلسطينى بكل أشكاله، هو محل تقدير واحترام، ومنذ اللحظة الأولى لبدء العدوان تدخلت مصر عبر أجهزتها بإجراء الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى والفلسطينى لإيقاف هذا العدوان والعودة إلى التهدئة التى كانت موجودة من قبل، وبقيت الجهود المصرية متواصلة حتى يومنا هذا، فضلاً عن الاتصالات المستمرة بين القيادة السياسية الفلسطينية والمصرية واتصالات «أبومازن» مع «السيسى».
